الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
التدوين والتأليف الواسعة وخبرة إلى درجة التحقيق والنقد بعلوم العصر مع التشبع بروح الإسلام والإيمان الراسخ بأصوله وتعاليمه إنها لمهمة تنوء بالعصبة أولي القوة، إنما هي شأن الحكومات الإسلامية فتنتظم لذلك جمعيات وتختار لها أساتذة بارعين في كل فن، فيضعون منهاجا تعليميا يجمع بين محكمات الكتاب والسنة وحقائق الدين التي لا تتبدل وبين العلوم العصرية النافعة والتجربة والاختبار ويدونون العلوم العصرية للشباب الإسلامي على أساس الإسلام وبروح الإسلام. . .) (1).
وبذلك يمكن أن تصحح المفاهيم وتقوم الموازين في الأمة فتتحد في أفكارها وعقائدها وتلتقي على أسس مشتركة من العلم والمعرفة.
(1) ماذا يخسر العالم بانحطاط المسلمين ص276.
ثانيا: الإعلام الهادف الملتزم:
ونعني به أن يكون الإعلام في بلاد المسلمين بكل أنواعه المسموعة والمرئية والمقروءة إعلاما هادفا له رسالة يسعى لتحقيقها من خلال ما يبثه أو يكتبه، وتلك الرسالة هي:" تحقيق العبودية لله في أرضه "، وهي الغاية التي من أجلها خلق الإنسان ويعمل لها المسلمون بكل طبقاتهم.
فيكون للإعلام في بلاد المسلمين رسالة يتمثلها عند كل خطوة يخطوها وكل كلمة يبثها أويكتبها.
وقد فطن اليهود إلى قوة تأثير الصحافة عندما برزت وخططوا لاستغلالها.
فقد ورد في كتاب " بروتوكولات حكماء صهيون ": إن الأدب والصحافة هما أعظم قوتين خطيرتين (1).
(1) ص142.
وفي كتاب: " التبشير والاستعمار في البلاد العربية " نقلا عن مصادر تبشيرية أجنبية: (إن الصحافة لا توجه الرأي العام فقط أو تهيئه لقبول ما تنشر عليه، بل هي تخلق الرأي العام)(1).
وبعد ظهور " التلفاز " والذي لا يكاد يخلو منه بيت فإن خطره يكون أكبر وتأثيره أعظم. . فإذا كانت الصحف لا يقرؤها إلا المتعلمون، فإن " التلفاز " يراه ويشاهده كل إنسان وليس خاصا بنوعية معينة.
لذا فإن توجيه الإعلام والتزامه بـ: " هدف " أمر ضروري، ولا يمكن أن تتحد الأمة وإعلامها إعلام ضائع لا هوية له ولا هدف. . بل في كثير من بلدان المسلمين قد وجه لإفساد الأمة وخلخلة عقائدها.
فإصلاح الإعلام وتصحيح مساره ضرورة، بل واجب شرعي تأثم الأمة بإهماله وتضييعه. . ثم تخسر عقيدتها وعزتها. . ولا تتحقق لها وحدة واجتماع، وهذه الوسائل تسير مسارا عشوائيا وتخريبيا.
ووسائل الإعلام في كثير من البلدان الإسلامية غير ملتزمة بالمنهج الإسلامي الذي يبث الخير وينشر الفضيلة ويحذر من الشر والأخلاق الرذيلة بل إن بعض تلك الوسائل تحارب الإسلام وتسيء إلى أهله بما تنشره من البرامج السيئة والحلقات المنحرفة. . وهذا كله مضاد لدين الأمة ومفرق لجمعها، وهادم لأسس الوحدة التي تقوم عليها.
ولن يكون هناك لقاء أو اتحاد وإعلام المسلمين أو بعضه بهذه الصورة فلا بد إذن من إعادة البناء الإعلامي بناء صحيحا بحيث يكون قادرا على توجيه الأمة وتعميق العقيدة في نفوسها وتذكيرها بغايتها في هذه الحياة، وتبرز المنهج الذي اختاره الله عز وجل لها كما تبين إلى جانب
(1) ص213.