الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الصوفية: يا رب هذا رفقك لمن عاداك، فكيف رفقك بمن والاك (1).
3 -
قال تعالى: {وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ} (2).
قال العز في تفسير هذه الآية: {وَالْبُدْنَ} (3) الإبل عند الجمهور، أو الإبل والبقر، أو ذوات الخف من الإبل والبقر والغنم حكاه ابن شجرة سميت بدنا لأنها مبدنة بالسمن.
بعد أن ذكر الماوردي ما سبق في معنى (البدن) قال: (وتعمق بعض أصحاب الخواطر فتأول البدن أن تطهر بدنك من البدع والشعائر أن تستشعر بتقوى الله وطاعته، وهو بعيد)(4). ذكر الماوردي في كل آية من هذه الآيات الثلاث قولا للصوفية ورد القول الأخير بقوله: وهو بعيد. بينما اقتصر العز على قول واحد كما في الآية الأولى، فذكره لأقوال الصوفية التي يوردها الماوردي عند تفسير بعض الآيات قليل.
(1) راجع تفسيره (3/ 15)
(2)
سورة الحج الآية 36
(3)
سورة الحج الآية 36
(4)
راجع تفسيره (3/ 81)
ترجيحه لبعض الأقوال
مما سبق يتضح أن العز يجمع الأقوال الكثيرة في تفسير الآية، بدون ترجيح، ولكنه قد يرجح في حالات قليلة بألفاظ مقتضبة على طريقة الفقهاء في مختصراتهم، ولعل هذا من أثر تخصصه في الفقه فتجده يرجح
بقوله: هذا أصح، أو أصوب، أو أظهر، أو أشبه، ويرد بعض الأقوال بقوله: وهذا شاذ، أو غير ظاهر أو بعيد، ولا يوجه ما يقول إلا نادرا ولذا لم تبرز شخصيته في تفسيره، وإليك أمثلة تبين ذلك:
1 -
قال تعالى: {فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا} (1).
قال العز: {فَأَشَارَتْ} (2) إلى الله تعالى، فلم يفهموا إشارتها، أو إلى عيسى على الأظهر، ألهمها الله - تعالى - ذلك (3) بأنه سيبرئها، أو أمرها به.
فالعز ذكر في مرجع الضمير في (إليه) قولين أحدهما أنه يعود إلى الله تعالى، والثاني أنه يعود إلى عيسى عليه السلام، وقد رجح القول الأخير تبعا للماوردي (4). لأنه هو الظاهر من كلام وسياق الآيات، أما القول الأول فبعيد ولا دليل في الكلام عليه. راجع تعليقنا على هذه الآية من تفسير العز.
2 -
قال تعالى: {قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا} (5).
قال العز في تفسير هذه الآية سلام توديع وهجر، أو سلام إكرام وبر، قابل جفوته بالإحسان رعاية لحق الأبوة وهو أظهر.
3 -
قال تعالى: {فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا} (6).
(1) سورة مريم الآية 29
(2)
سورة مريم الآية 29
(3)
هكذا في الأصل بياض بمقدار كلمتين
(4)
راجع: تفسير الماوردي (2/ 524)
(5)
سورة مريم الآية 47
(6)
سورة الأنبياء الآية 79