الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ما وقع في القرآن الكريم من الظاء
لسليمان بن أبي القاسم التميمي السرقوسي
تحقيق الدكتور / علي حسين البواب
الدكتور علي حسين البواب
* فلسطيني، ولد بمدينة يافا في فلسطين المحتلة سنة 1367هـ - 1947م.
* حصل على الثانوية العامة في مدينة غزة سنة 1964م، وواصل تعليمه في القاهرة إلى أن نال درجة الدكتوراة في علم اللغة من كلية دار العلوم بجامعة القاهرة سنة 1978م 1398هـ.
* عمل مدرسا بوزارة المعارف في الكويت من عام 68 - 78م ثم في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية حيث يعمل أستاذا مشاركا في كلية اللغة العربية بالرياض.
* حقق مجموعة من كتب التراث في علوم القرآن واللغة، منها: شرح كفاية المتحفظ لابن الطيب الفاسي، والتمهيد في علم التجويد لابن الجزري، وتذكرة الأريب في تفسير الغريب لابن الجوزي، وقنعة الأريب لابن قدامة، ونور المسرى لأبي شامة.
كما أعد فهارس المخطوطات ومعثورات اللغة والنحو والصرف والعروض بجامعة الإمام.
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على سيدنا ونبينا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين وبعد.
فقد حرص المسلمون على إتقان تجويد كتاب الله تعالى، وإخراج كل صوت من مخرجه، ولما كان بعض الأصوات يلتبس ببعض، ويختلط الواحد منها بغيره، اعتنى علماء المسلمين بهذه الأصوات، وفرقوا بينها.
وكان صوتا الضاد والظاء مما نالا عناية العلماء؛ فالضاد من أصوات العربية العسيرة النطق كما وصفه أئمة العربية، وهو قد أصابه كثير من التغير، واختلط بغيره، وكان إحدى صور هذا الخلط نطق الضاد ظاء، ولما كان هذا غير جائز في اللغة، فما بالك في كتاب الله تعالى، فكيف يقرأ قارئ:{ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ} (1): ظل. . .؟!
ورغم كثرة ما ألف علماء العربية في الضاد والظاء، فإن ما أفرد للقرآن وظاءاته قليل، من هذه الرسالة التي نقدم لها (2).
وقد سعى مؤلف هذه الرسالة إلى جمع ما ورد في القرآن الكريم من حرف الظاء، ليعلم أن غيره بالضاد. وجعل ظاءات القرآن الكريم في إحدى وعشرين كلمة، على منهج اللغويين في رد تصاريف الكلمة
(1) سورة الإسراء الآية 67
(2)
ينظر مقدمة الاعتماد 5 - 12، ومقدمة الظاءات القرآنية 5 - 12.
واستعمالاتها ومعانيها إلى أصل أو جذر واحد، فـ (ظلم) يدخل تحته الظلم والظلام. و (نظر) يدخل تحته النظر، والإنظار، والانتظار. . .
والمؤلف يعرض لنظائر الظاء من الضاد، ففي الحديث عن الناظر يذكر الناضر، وفي ظل يذكر ضل، وفي ظن يتحدث عن ضن، ليبين الفرق بين الاستعمالين والأصلين، وهو يستشهد مع كل كلمة يذكرها ببعض الآيات القرآنية، وقد يعرض لبعض الاستعمالات اللغوية. والمؤلف قدم للرسالة بنظم الأصول في ثلاثة أبيات، تيسيرا للحفظ، وهو منهج سلكه علماء العربية في الظاءات وغيرها (1).
أما مؤلف الكتاب فهو الشيخ الإمام المقرئ، أبو الربيع، سليمان بن أبي القاسم التميمي السرقوسي، كما ورد في أول المخطوطات، ولم أقف على ترجمة له على ما بذلت من جهد في ذلك، ولكني أرجح أن يكون من أهل القرن السادس اعتمادا على أقدم نسخة مخطوطة للكتاب كتبت سنة 591هـ، ورغم عدم معرفتي بمؤلفها رأيت أنها تستحق التحقيق والنشر.
أما مخطوطات الكتاب التي وقفت عليها فثلاث، أوجز الحديث عنها:
الأولى: كتبت بخط معتاد واضح سنة 591هـ، ضمن مجموع كتبه محمد بن سعد؛ وألفاظ الظاء بخط كبير، والمخطوط في تشستر بيتي - دبلن رقم 3925، وهو في سبع صفحات (151 - 154 ب) وفي كل صفحة سبعة عشر سطرا وقد جعلت هذه النسخة الأصل الذي حققت عنه الكتاب.
(1) ينظر الظاءات القرآنية 11
الثانية: مخطوطة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض - قسم المخطوطات، رقم 1073 - وهي في آخر المجموع في أربع ورقات، كتبت بخط نسخي، وهي غير مؤرخة، والورقة الأخيرة تمزق أعلاها، ففقد منها حوالي سطرين من وجه الورقة، ومثلها من ظهرها. وعدد الأسطر في كل صفحة واحد وعشرون سطرا، ورمزت لها بالرمز (م).
الثالثة: من مخطوطات دار الكتب المصرية - 397 تفسير - تيمور، وهي في عشر صفحات من ص 43 - 52، وعدد الأسطر في الصفحة الواحدة ثلاثة عشر سطرا، وخطها معتاد متأخر. وقد رمزت لها بالرمز (ت).
وقد جعلت الأولى أصلا أثبت نصا، ولم أحد إلى غيره إلا قليلا، وأثبت ما أخذته عن النسختين بين معقوفين، وأشرت إلى الخلافات المهمة بين النسخ.
وقد كتبت أسماء السور وأرقام الآيات بين معقوفين في الكتاب، وإذا ذكر المؤلف اسم السورة كتبت بين معقوفين رقم الآية، وفعلت ذلك لتقليل حواشي البحث، وقد علقت على ما يحتاج إلى تعليق، وأحلت على بعض المراجع. وبعد.
فهذه رسالة تمثل جهدا من جهود علماء المسلمين الكبيرة في خدمة لغة القرآن، وهي مفيدة إن شاء الله، ميسرة للتفريق بين الظاء والضاد في القرآن الكريم - وما أكثر الخلط بينهما، نسأل الله تعالى أن ينفع بها المسلمين وأن يثيبنا عليها.
والحمد لله رب العالمين.