الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وإلا فإن الإيمان يبقى دعوى بدون دليل.
وكل قيادة أخرى تحاول أن تلغي هذه القيادة أو تقلل من شأنها فإنها قيادة خارجة عن الإسلام محاربة له. . بل كل قيادة تتمرد هي في ذات نفسها عن هذه القيادة أو تنحرف عن متابعتها فهي قيادة منحرفة.
رابعا: وحدة التشريع:
من الأسباب الرئيسية لتمزق الأمة الإسلامية تعدد التشريعات وتنوعها، تلك التشريعات التي لا صلة لها بها ولا علاقة لها بدينها، بل هي مضادة لدينها محاربة لعقيدتها. . فوقعت الفجوة بين التشريعات والواقع. . وبين القيادات والشعوب. . بل بين القيادات أنفسها. . فانعكست تلك الخلافات على الأمة الإسلامية.
وما لم يوحد التشريع الذي يحكم الأمة فيكون تشريعا مستمدا من دينها القويم فإن كل محاولة لوحدة الأمة أو لجمع شتاتها فإنها محاولة فاشلة.
فإنه ليس هناك مكان لتشريعات أخرى في المجتمع الإسلامي، وليس لأحد من البشر حق وضع تشريع يحكم الحياة في المجتمع الإسلامي، فالحق لله عز وجل وحده وليس لأحد من خلقه أن يتلقى تشريعاته من غيره سبحانه.
قال عز وجل: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ} (1).
(1) سورة الأحزاب الآية 36
فالنفس البشرية ذات طبيعة معقدة ومعرفة ضوابط إصلاحها أو أسباب فسادها أمر لا يعلمه إلا الله عز وجل وقد اعترف علماء الغرب بذلك وأكدوا أن العلوم البشرية لم تستطع أن تبين حقيقة الإنسان.
وأشهر من أعلن هذه الحقيقة هو الطبيب الفرنسي: (الكسيس كاريل) حيث يقول: (فمن الواضح أن جميع ما حققه العلماء من تقدم فيما يتعلق بدراسة الإنسان ما زال غير كاف وإن معرفتنا بأنفسنا ما زالت بدائية في الغالب)(1).
فإذا كانت معلومات الإنسان عن نفسه رغم ما يملكه من وسائل المعارف المذهلة التي لم يكن يحلم بوجودها الإنسان في الزمن الماضي - إذا كانت رغم كل ذلك بدائية. . فهل يمكن أن يضع تشريعا يحكم حياته ويقوده إلى إنسانيته؟!
ولهذا فإن العودة إلى شريعة الله عز وجل أمر ضروري. . ضروري؛ لأنه أمر أوجبه الله عز وجل.
وضروري لأن الإنسان ليس له قدرة وضع التشريع المناسب.
وضروري لأن الأمة لا تجتمع وتشريعاتها مختلفة. . إذ للتشريع أثر في حياة الإنسان. . في مفاهيمه. . في تصوراته. . في موازينه. . فلا بد من وحدة التشريع لتتحد مفاهيمه وتصوراته وموازينه. . ومن ثم تتحقق له وحدته المنشودة.
(1) الإنسان ذلك المجهول ص19.