الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذلك وحدة القيادة للأمة الإسلامية، وأنه لم يعد هناك مجال لظهور قيادات أخرى تنازع هذه القيادات المحمدية أو تزاحمها، وأن القيادات الموجودة تستمد شرعيتها في حق الطاعة على الأمة بمتابعتها لتلك القيادة.
فإذا استطاع الإعلام في البلدان الإسلامية أن يثبت هذه القضايا الأساسية في نفوس الأمة، فإنه عندئذ يكون قد أدى دوره الصحيح في المجتمع، وساهم في وحدة الأمة. . وإلا فلا وحدة ولا اجتماع. .
ويتحقق ذلك بالاختيار الأمين للعاملين في الإعلام فيختار الكفاءات المؤمنة التي تدرك أهداف الأمة وغايتها.
ثالثا: الاقتصاد المستقل:
إن التشابك المعقد في العلاقات الدولية اليوم واختلاف الأنظمة الاقتصادية في العالم قد انعكس أثره على أكثر المجتمعات الإسلامية، فتعددت فيها الأنظمة الاقتصادية تبعا للاتجاه الذي يغلب على كل بلد، فكان له آثاره السلبية على وحدة الأمة الإسلامية.
والاقتصاد العالمي اليوم في قبضة " اليهود " فهم يتحكمون فيه كما يشاءون، وقد جاء في كتاب:" بروتوكولات حكماء صهيون " موضوع خاص لبيان كيفية التحكم في اقتصاد العالم والوسائل التي يجب أن تتخذ لتنفيذ هذا المخطط نورد بعضا من فقراته.
فقد وضعوا في حسبانهم إيجاد الأزمات الاقتصادية المفتعلة لزيادة ثرواتهم ويبين ذلك قولهم: (إن الأزمات الاقتصادية التي دبرناها بنجاح باهر في البلاد الأمية - قد أنجزت عن طريق سحب العملة من التداول فتراكمت ثروات ضخمة. . .)(1).
(1) ص174.
وعن سحب الذهب من العالم ورد فيه: (وأظنكم تعرفون أن العملة الذهبية كانت الدمار للدول التي سارت عليها لأنها لم تستطع أن تفي بمطالب السكان، ولأننا فوق ذلك قد بذلنا أقصى جهدنا لتكديسها وسحبها من التداول)(1).
فالاقتصاد جانب مهم في حياة المجتمع، ولهذا فقد عني به القرآن الكريم والسنة الشريفة بتنظيمه وبيان جوانبه المباحة والمحرمة إضافة إلى خطورة ارتباطه بأنظمة غير مسلمة لا تفرق بين الحلال والحرام ولا تألوا جهدا في إضعاف الأمة المسلمة وتمزيق وحدتها.
لذا فإن العناية به أمر مطلوب شرعا ولا بد للأمة وهي تحاول العودة إلى دينها ووحدتها من التحرر من تلك الأنظمة الدخيلة على المجتمعات الإسلامية والعودة إلى النظام الاقتصادي الإسلامي الذي هو جزء من الشريعة الإسلامية الواجب اتباعها.
ولا بد من إيجاد اقتصاد إسلامي ليس مرتبطا بأي نظام آخر لئلا يبقى بين الأمة فجوات تحول دون وحدتهم.
ويتم ذلك بإيجاد أسواق مشتركة وعملة موحدة وهيئة اقتصادية تشرف على ذلكم الاقتصاد الإسلامي المستقل.
وبهذا تستقل عن التبعية الاقتصادية الضارة وتقيم لها وحدة اقتصادية قوية على أسس إسلامية.
والاقتصاد في الحقيقة هو جزء من "الشريعة الإسلامية المتكاملة والتي تعتبر أساسا ثابتا لوحدة الأمة. . والذي أريده هنا هو إيجاد أسواق
(1) ص175.