الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مما نسخه الله بالإنجيل، بخلاف القرآن. ثم إنه معجز في نفسه، لا يقدر الخلائق أن يأتوا بمثله، ففيه دعوة الرسول، وهو آية الرسول وبرهانه على صدقه ونبوته، وفيه ما جاء به الرسول، وهو نفسه برهان على ما جاء به.
ولهذا لم تحتج الأمة مع رسولها وكتابها إلى نبي آخر وكتاب آخر، فضلا عن أن تحتاج إلى شيء - لا يستقل بنفسه - غيره (1).
(1) مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية 17/ 43 - 45
ليظهره على الدين كله:
وقد أخبر الله سبحانه ووعد بإظهار هذا الدين على سائر الأديان، فقال:{هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} (1). فالله تعالى يعلي هذا الدين ويرفع شأنه على جميع الأديان بالحجة والبرهان والهداية والعرفان، والعلم والعمران، وكذا السيادة والسلطان، ولم يكن لدين من الأديان مثل هذا التأثير الروحي والقعلي والمادي والاجتماعي والسياسي إلا للإسلام (2). ولقد صح عن النبي عليه الصلاة والسلام الوعد بإظهار الدين ونصره والتمكين لأهله (3)، وقد تحقق هذا الوعد الصادق بإذن الله.
(1) سورة التوبة الآية 33
(2)
انظر تفسير المنار لرشيد رضا 10/ 175
(3)
ذكر الإمام ابن كثير جملة من هذه الأحاديث في التفسير 2/ 250 - 251
دعوة أهل الكتاب للإيمان بمحمد:
ولأجل هذا فإن الله تعالى يأمر بالإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم، وطاعته