الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وينتج عن هذا المذهب أن القرآن الكريم والسنة النبوية لم يستطيعا بيان مراد الله عز وجل من خلقه من أقرب الطرق.
فتعددت بذلك الفرق، وانقسم المسلمون إلى متابع لهذه الطائفة ومخالف لها، وحدثت في تاريخ الأمة الإسلامية بسببها حوادث ومشكلات، ولا زالت آثار هذه الطائفة قائمة في المجتمع الإسلامي إلى اليوم.
ج-
انحرافات طائفية قديمة:
لا زالت قوية ونشطة رغم انحرافها وفساد معتقداتها. ومن تلك الطوائف: (طائفتا الشيعة والصوفية).
فالأولى تقوم على عقيدة تخالف عقيدة الإسلام التي جاء بها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فمن ذلك إسباغ صفات الألوهية على أئمتهم وادعاؤهم أنهم يعلمون الغيب وأنهم يتلقون الوحي من السماء، وفي كلا الأمرين إساءة إلى الله عز وجل وتكذيب لدينه.
وأخيرا فإنهم يتهمون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخيانة والردة عن الإسلام، وهذا يؤدي إلى إبطال الإسلام.
فأما ادعاؤهم علم الغيب لأئمتهم فقد ورد في أهم مصادرهم بألفاظ صريحة في أبواب مستقلة.
فقد ورد في كتاب: (أصول الكافي) - وهو أهم كتاب عندهم - عناوين تؤكد ذلك.
منها: (باب إن الأئمة يعلمون متى يموتون وأنهم لا يموتون إلا باختيارهم)(1).
ومنها: (باب إن الأئمة إذا شاءوا أن يعلموا علموا)(2).
ومنها: (باب إن الأئمة عليهم السلام يعلمون ما كان وما يكون، وأنه لا يخفى عليهم الشيء)(3).
وأما ادعاء نزول الوحي على الأئمة فيذكرون عن جعفر الصادق أنه قال وهو يتحدث عن مصادر علم الأئمة -: (وأما النقر في الأسماع فأمر الملك)(4) أي صوت الملك.
فعلم الغيب لا يظهر الله عز وجل عليه إلا أنبياءه ورسله كما جاء ذلك في كتاب الله عز وجل حيث يقول: {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا} (5){إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا} (6).
ولذلك فإن الشيعة تعتقد أن الأئمة يأتيهم خبر السماء كما روى ذلك الكليني مؤلف أصول الكافي فقال: (إن المفضل سأل أبا عبد الله - أي جعفر الصادق - بقوله: جعلت فداك، يفرض الله طاعة عبد على العباد ويحجب عنه خبر السماء؟
قال: لا، الله أكرم وأرحم وأرأف بعباده من أن يفرض طاعة عبد
(1) أصول الكافي 3/ 232.
(2)
أصول الكافي 3/ 271.
(3)
أصول الكافي3/ 240.
(4)
أصول الكافي 3/ 248.
(5)
سورة الجن الآية 26
(6)
سورة الجن الآية 27
على العباد ثم يحجب عنه خبر السماء صباحا ومساء) (1) ويعلق الشارح على هذا القول: (ولذلك الإمامية ذهبوا إلى أن الإمامة لا تصلح إلا لمن له منزلة النبوة)(2).
هذه بعض عقائدهم المنحرفة والتي تجعل لهم اتجاها آخر ودينا يخالف دين المسلمين.
وأما الصوفية فقد ابتدعت تقديس الأفرد ورفع التكاليف عن بعض الناس كما أعادت إلى الأذهان تلك الطقوس الكنسية التي أفسدت الدين النصراني حيث اتخذت من البشر وسائط عند الله بها تقضى الحاجات وتغفر الزلات إلى عشرات أخرى من الانحرافات.
فأما دعوة سقوط التكاليف فإنهم يزعمون أن للإنسان درجة إذا وصل إليها سقط عنه التكليف.
قال ابن تيمية رحمه الله: (ومن هؤلاء - أي الصوفية - من يحتج بقوله تعالى: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} (3) ويقول معناها: اعبد ربك حتى يحصل لك العلم والمعرفة فإذا حصل ذلك سقطت العبادة، وربما قال بعضهم: اعمل حتى يحصل حال فإذا حصل لك حال تصوفي سقطت عنك العبادة) (4).
ويقول عنهم كذلك: والغالبية في المشايخ قد يقولون: إن الولي محفوظ، والنبي معصوم، وكثير منهم إن لم يقل ذلك بلسانه فحاله حال من يرى أن الشيخ أو الولي لا يخطئ ولا يذنب) (5).
(1) أصول الكافي 3/ 241
(2)
أصول الكافي3/ 244
(3)
سورة الحجر الآية 99
(4)
الفتاوى 11/ 417.
(5)
منهاج السنة 1/ 44.