الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(القسم الرابع)
" وسائل تحقيق الوحدة
"
عرضنا في القسم السابق أسس الوحدة الإسلامية التي لا بد من تحقيقها لتوحيد الأمة الإسلامية، وهي وإن كانت شرطا في تحقيق إيمان المسلم، فلا يكون مسلما بدونها، فإنها شرط في تحقيق الأمة واجتماع كلمتها كذلك.
ولكن هذه الأسس - كما رأينا من قبل - قد تعرضت للفساد والانحراف واختفت أو تشوهت في كثير من المجتمعات الإسلامية، فكان لا بد من إظهار ما اختفى منها وتصحيح ما تشوه.
وهذا أمر يحتاج إلى وسائل متعددة وجهود مكثفة للقيام بذلك الدور ورعايته في المجتمعات الإسلامية.
ومن تلك الوسائل ما يلي:
أولا: التعليم الموجه
.
ثانيا: الإعلام الملتزم.
ثالثا: الاقتصاد المستقل.
رابعا: الاكتفاء الذاتي.
خامسا: إيجاد مراكز علمية.
ونذكر ما يتعلق بهذه الوسائل فيما يلي:
أولا: التعليم الموجه:
إن المناهج التعليمية من أخطر الوسائل وأكثرها تأثيرا في المجتمع إذ
أنها طريق للغالبية من المجتمع أو لجميع أفراده بحسب مستوى المجتمع وحرصه على التعليم.
فالمدارس الرسمية والأهلية تحتوي على مناهج تعليمية إجبارية، وكل منتسب إليها لا بد له من هضمها واستيعابها، وبالتالي فلا بد من حصول التأثر بها خاصة وهي ترافق الفرد في كل مراحل حياته.
ولقد عرف المستعمرون وأعوانهم من مبشرين أهمية " التعليم الموجه " فأنشئوا المدارس المختلفة لإفساد أبناء المسلمين عن طريقها.
يقول اليسوعيون: (إن المبشر الأول هو المدرسة)(1).
ويقول جب: (إن مدارس البنات في بلاد الإسلام هي بؤبؤ عيني لقد شعرت دائما أن مستقبل الأمر في سوريا إنما هو بمنهج تعليم بناتها ونسائها).
فالتعليم له شأنه وخطره، وعدم تصحيح مناهجه وتوجيه أبنائه إلى الغاية الصحيحة في جميع بلاد المسلمين فإنه لا يمكن توحيد المفاهيم والتصورات والموازين التي لا تكاد تلتقي على أمر واحد في بلاد المسلمين اليوم ولا زالت تسير وفق المخططات التي رسمها لها أعداء الإسلام - إلا ما رحم ربك -.
(فإذا أراد العالم الإسلامي أن يستأنف حياته ويتحرر من رق غيره وإذا كان يطمح إلى القيادة فلا بد إذن من الاستقلال التعليمي بل لا بد من الزعامة العلمية وما هي بالأمر الهين، إنها تحتاج إلى تفكير عميق وحركة
(1) انظر التبشير والاستعمار ص71.