الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ما يلي: (لا تحسبن أنا أنزلنا لكم الأحكام بل فتحنا ختم الرحيق المختوم بأصابع القدرة والاقتدار يشهد بذلك ما نزل من قلم الوحي تفكروا يا أولي الأفكار)(1) فهو يزعم بهذا أنه قد فتح باب النبوة وفض ختمها ليوحي إلى البهاء، وهو ما صرح به في كتاب آخر من كتبه حيث ذكر أنه:(فك ختم النبيين)(2).
وكذلك زعيم القاديانية: (غلام أحمد بن غلام مرتضى) له كتاب اسمه: (تذكرة وحي مقدس)(3) يزعم أنه أوحي به إليه وقد كتب بأربع لغات وهي: العربية، الفارسية، والأردية، والإنجليزية.
وقد ورد فيه ما يلي: (إنا أرسلنا أحمد إلى قومه فأعرضوا وقالوا: كذاب أشر)(4) و (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق وتهذيب الأخلاق)(5).
وليست هاتان الطائفتان هما الوحيدتان في ادعاء نزول الوحي، بل هناك طوائف أخرى وأشخاص آخرون ادعوا نزول الوحي كزعيم البلاليين:(اليجا محمد علي) في أمريكا وغيره.
(1) ص141.
(2)
ذكره محيي الدين الخطيب في كتابه: "البهائية " ص27.
(3)
وهو مطبوع في الهند.
(4)
ص403.
(5)
ص406.
ثانيا في العبادة:
لقد تعرضت العبادات إلى انحرافات أخرى متعددة نورد طرفا منها:
أ- الغلو المفرط في أدائها:
والذي كان يتمثل فيما سبق في طائفتي الخوارج والصوفية حيث
كان لكل منهما غلو مفرط في جانب أو جوانب منها.
فالخوارج شددوا على أنفسهم وحملوها فوق طاقتها من قيام بالليل وصيام بالنهار حتى ظهر ذلك على ملامح وجوههم ومظاهر أجسادهم.
وقد وصفهم ابن عباس بعد زيارة لهم فقال: فدخلت على قوم لم أر قط أشد منهم اجتهادا، جباههم قرحة من السجود، وأياديهم كأنها ثفن (1) وعليهم قمص مرحضة (2) مشمرين مسهمة (3) وجوههم من السهر. .) (4).
وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى هذه الطائفة بقوله: «يخرج قوم من أمتي يقرءون القرآن ليس قراءتكم إلى قراءتهم بشيء ولا صلاتكم إلى صلاتهم بشيء ولا صيامكم إلى صيامهم بشيء يقرءون القرآن يحسبون أنه لهم وهو عليهم ولا تجاوز صلاتهم تراقيهم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية (5)» . . . رواه مسلم وأبو داود (6).
وأما الصوفية فقد بالغوا في الذكر والزهد وعاشوا في ظلمات الخلوات للوصول إلى (درجة اليقين) التي تسقط عندها عنهم كل التكاليف الشرعية - بزعمهم - (7).
وقد أنكر ابن عقيل رحمه الله عليهم هذه الأهواء والبدع فقال: (ما أعجب أموركم في التدين: إما أهواء متبعة أو رهبانية مبتدعة)(8).
(1) الثفن: جمع ثفنة: ركبة البعير ونحوها مما يحصل فيه غلظ من أثر البروك.
(2)
مرحضة: وصف للملابس القديمة التي بليت من كثرة استعمالها وغسلها.
(3)
مسهمة: أي متغيرة.
(4)
تلبيس إبليس ص 205.
(5)
صحيح البخاري كتاب المناقب (3611)، صحيح مسلم الزكاة (1066)، سنن النسائي تحريم الدم (4102)، سنن أبو داود السنة (4767)، مسند أحمد بن حنبل (1/ 160).
(6)
رواه مسلم ح / 1066، وأبو داود ح: 4768 وما بعده.
(7)
الفتاوى 11/ 417.
(8)
نقله ابن الجوزي في تلبيس إبليس ص206.