الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ب- الإهمال المطلق للعبادات والاكتفاء بالتلفظ بالشهادتين:
وهذا الانحراف كان من ثمرات الإرجاء الذي لا يعطي للعمل اهتماما إذ إن الإيمان يثبت عند المرجئة بالقول فقط - عند بعضهم - وبالاعتقاد عند البعض الآخر.
وكان جهم بن صفوان هو أول من زعم أن: (الإيمان هو المعرفة بالله تعالى فقط، والكفر هو الجهل به فقط)(1).
وذكر البغدادي أن المرجئة: (إنما سموا مرجئة لأنهم أخروا العمل عن الإيمان)(2).
ج- عدم التزام كثير من المسلمين بالأداء الصحيح للعبادات:
فترى أحدهم يؤدي هذه العبادات ولا يلتزم فيها بشروطها وواجباتها وأوقاتها.
(1) مقالات الإسلاميين 1/ 214.
(2)
الفرق بين الفرق 211 - 212.
ثالثا: في الشريعة:
لم تقتصر الانحرافات على الجانبين السابقين بل شملت - كذلك - حتى جانب الشريعة حيث تعرضت في الآونة الأخيرة التي تمزقت فيها الأمة وتحطمت فيها الخلافة الإسلامية، تعرضت إلى انحراف وفساد، بل إلى حرب وعداء في كثير من البلدان الإسلامية نعرض طرفا منه:
أ- محاربة الشريعة واستبدال القوانين الوضعية بها:
وهذا من آثار الاستعمار العسكري والفكري الذي فرق الأمة وأفسد عقليتها بحضارته وصناعته وكفره وجحوده. . فوجد في المسلمين
من يتحمس لقوانينه وفكره ويدعوا إلى تطبيقها ومتابعتها.
وقد حظيت هذه الفئة بعناية الاستعمار ورعايته وسلم له زمام المجتمعات التي كان يسيطر عليها فخلفها فيها وقام على تطبيقها وتنفيذها بكل دقة.
ولعل الشروط التي فرضتها دول الاستعمار على مصطفى كمال أتاتورك تبين المخطط الاستعماري لحرب الإسلام ومحاولة فصل الأمة عنه.
يقول الأستاذ محمد محمود الصواف: (وهذه هي الشروط الأربعة المشئومة التي فرضتها دول الاستعمار على تركيا:
1 -
إلغاء الخلافة الإسلامية نهائيا من تركيا.
2 -
أن تقطع تركيا كل صلة مع الإسلام.
3 -
أن تضمن تركيا تجميد وشل حركة جميع العناصر الإسلامية الباقية في تركيا.
4 -
أن يستبدلوا الدستور العثماني القائم على الإسلام بدستور مدني بحت.
فقبل مصطفى كمال هذه الشروط ونفذها بحذافيرها فتركته دول الاستعمار) (1).
ب- محاولة التوفيق بين الشريعة الإسلامية والأنظمة الوضعية:
فيؤخذ من الشريعة ما يتعلق بالأمور الشخصية وتكمل بقية الجوانب من القوانين الوضعية.
(1) المخططات الاستعمارية لمكافحة الإسلام ص128.
وقد ذكر الأستاذ محمد الخضر الحسين عن أسلوب دعاة هذا المبدأ فقال: (فاخترع هؤلاء طريقا حسبوه أقرب إلى نجاحهم وهو: أن يدعوا أن الإسلام: توحيد وعبادات ويجحدوا أن يكون في حقائقه ما له مدخل في القضاء والسياسة، وجمعوا على هذا ما استطاعوا من الشبه لعلهم يجدون في الناس جهالة أو غباوة فيتم لهم ما بيتوا)(1).
ويقول الأستاذ مصطفى صبري عن هذه المحاولة والتي تعني فصل الدين عن الحكم والسياسة: (لكن حقيقة الأمر أن هذا الفصل مؤامرة بالدين للقضاء عليه وقد كان في كل بدعة أحدثها العصريون المتفرنجون في البلاد الإسلامية كيد للدين ومحاولة الخروج عليه لكن كيدهم في فصله عن السياسة أدهى وأشد من كل كيد في غيره فهو ثورة حكومية على دين الشعب)(2).
هذا عرض موجز لواقع المسلمين الذي قد أصيب في كل جانب من جوانبه مما كان له أسوأ الأثر على وحدة الأمة واجتماع كلمتها. . فقد أصيبت الأمة في عقائدها. . وعباداتها. . وشريعتها. .
وما لم يصحح هذا الواقع على ضوء التوجيهات الواردة في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فلن تقوم للأمة قائمة ولن تجتمع لها كلمة.
(1) رسائل الإصلاح 1/ 105 - 106.
(2)
موقف العقل والعلم والعالم من رب العالمين وعباده المرسلين 4/ 281.