الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حججه، ويفند الشبه حوله، ويهدم أصول الشرك ودواعيه هدمًا.
وفي هذا السياق تأتي الآية: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ} فهي من جنس مقاصد التنزيل في مكة بل فيها - كما ذكرنا - تلخيص بديع لقواعد التوحيد وحججه التي تزيل أصول الشرك وشبهه، فهي تقرر أن التوحيد هو الغاية من وجود الخلق، وتنسب العبودية إلى مستحقها الذي خلق وبرأ، وهي حجة تبرر خطابات الخالق لخلقه جميعها سواءً كانت أمرًا أو نهيًا أو بشارة أو نذارة. وتهدم أصول الشرك من جذورها فليس في الوجود ندٌّ خلق فيكون له في الخلق حق كحقه سبحانه.
المطلب الثالث: علاقة الآية بسياق القرآن
يقول ابن القيم رحمه الله: "نقول قولاً كليًا: إن كل آية في القرآن فهي متضمنة للتوحيد، شاهدة به، داعية إليه، فإن القرآن: إما خبر عن الله وأسمائه وصفاته وأفعاله، فهو التوحيد العلمي الخبري، وإما دعوة إلى عبادته وحده لا شريك له وخلع كل ما يعبد من دونه، فهو التوحيد الإرادي الطلبي، وإما أمر ونهي وإلزام بطاعته في نهيه وأمره، فهي حقوق التوحيد ومكملاته، وإما خبر عن كرامة الله لأهل توحيده وطاعته، وما فعل بهم في الدنيا، وما يكرمهم به في الآخرة، فهو جزاء توحيده، وإما خبر عن أهل الشرك وما فعل بهم في الدنيا من