الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والصلاح في فتواه وجوابه أغلب" (1)
فإذا كان الورع في الفتيا مطلوبًا والعجلة مذمومة ممن هو أهل؛ فكيف بمن فقد الآلة؛ وعدم الشرط؟!.
(1) الفقيه والمتفقه 2/ 350، ونسبه النووي في آداب الفتوى والمفتي والمستفتي للصيمري من أئمة الشافعية ص 17.
الوقفة الرابعة: جواب من سئل وهو لا يعلم
.
من سئل عن شيء وهو لا يعلم حكم الحادثة المسؤول عنها فالمتعين في حقه السكوت وعدم الخوض في الحكم؛ بل يصرح بعدم علمه. وهذا كمالٌ في الجواب، وإن شاء عرَّض بنسبة العلم إلى الله سبحانه فيقول: الله أعلم ونحو ذلك.
وكان السلف رضوان الله عليهم مع ورعهم عن الفتيا لا يأنف أحدهم أن يقول إذا سئل: لا أعلم. أو لا أدري. أو سَلْ عن هذا غيري.
وقد تقدم حديث ابن مسعود رضي الله عنه في الصحيحين أنه قال: «أيها الناس من سئل عن علم يعلمه فليقل به، ومن لم يكن عنده علم فليقل: الله أعلم. فإن من العلم أن يقول لما لا يعلم: الله أعلم.
إن الله تبارك وتعالى قال لنبيه صلى الله عليه وسلم: {قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ} » (1)
(1) صحيح البخاري، باب قوله (وما أنا من المتكلفين)، من كتاب بدء الوحي، حديث رقم 4809، صحيح مسلم أبواب صفة القيامة والجنة والنار، حديث رقم 7244.
وذكر ابن عبد البر بإسناده عن ابن سيرين قال: "لم يكن أحد بعد النبي صلى الله عليه وسلم أهيب لما لا يعلم من عمر رضي الله عنه. وإن أبا بكر رضي الله عنه نزلت به قضية، فلم يجد في كتاب الله منها أصلا، ولا في السنة أثرًا، فاجتهد رأيه، ثم قال: هذا رأيي فإن يكن صوابا فمن الله، وإن يكن خطأ فمني، وأستغفر الله"(1)(2)
وعن علي رضي الله عنه قال: "وا بَرْدها على الكبد إذا سُئلت عما لا أعلم أن أقول: الله أعلم". رواه الدرامي
وعنه رضي الله عنه أنه قال: "إذا سُئلتم عما لا تعلمون فاهربوا". قالوا: وكيف الهرب يا أمير المؤمنين؟! قال: "تقولون: الله أعلم"(3)
وكان القاسم بن محمد رحمه الله تعالى - من فقهاء المدينة السبعة- يقول:"لأن يعيش المرء جاهلا لا يعلم ما افترض عليه خير له من أن يقول على الله ورسوله ما لا يعلم"(4)
(1) جامع بيان العلم وفضله 2/ 111.
(2)
جامع بيان العلم وفضله 2/ 111. ') ">
(3)
المرجع السابق رقم 183. ') ">
(4)
جامع بيان العلم وفضله 2/ 116. ') ">