الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
{فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ (200) وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (201) أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ} ، فهذا الدعاء: أسألك اللهم باسمك الأعظم الطيب الطاهر أحب الأسماء إليك، هذا طيب، لكن الأسلم والأحوط أن تبحث عن كل دعاء ثابت في الصحيح والسنن؛ فإن ذلك أفضل، والدعاء بما ورد أفضل من الدعاء بغيره وأحرى باستجابة الدعاء.
س: سمعت في حديث شريف: أن
من آداب الدعاء أن يكون المأكل والمشرب حلالاً
، وأنا امرأة ليس لي مرتب إلا من زوجي وأولادي؛ فهل علي التأكد من حلال وحرام هذا المال الذي يأتيني، وهل يلحقني إثم إذا كان فيه شبهة، وبالتالي هل يؤثر على استجابة الدعاء؟
ج: الأصل فيما يعطيك زوجك وأولادك الحِل - إلا إن كان عندك يقين أن هذا المال الذي يعطيك إياه زوجك أو أولادك من عين حرام فالأولى عدم أخذه وسيعوضك الله خيرًا منه، وإذا لم
يتبين لك ذلك فالأصل الحِل إلا إذا كان عندك بيِّنة تدل على أن هذا المال الذي دفعه الزوج مال حرام، ومعلوم يا أختي أن من أسباب إجابة الدعاء البعد عن الحرام أكلاً وملبسًا ومشربًا، يقول صلى الله عليه وسلم «لما ذكر رجلاً يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب يا رب قال: "ومأكله حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام؛ فأنى يستجاب لذلك» (1)؛ فالنبي استبعد أن يجيب الله دعاء من يدعوه وهو واقع في الحرام أكلاً، ولبسًا، وغذاء. إن هذه الأشياء تمنع إجابة الدعاء؛ فالذي يريد أن يستجيب الله دعوته يتخلص من أكل الحرام؛ لأن الله يقول:{يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} ، قال العلماء: أمر بالأكل من الطيبات قبل العمل؛ لأن الأكل الحلال يعين على العمل الصالح، والحرام يثبط الأعمال الخيّرة.
(1) صحيح مسلم الزَّكَاةِ (1015)، سنن الترمذي تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ (2989)، مسند أحمد (2/ 328)، سنن الدارمي الرِّقَاقِ (2717).