الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الصوت بالذكر عقب الصلاة المكتوبة كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وفي لفظ ما كنا نعرف انقضاء الصلاة إلا بذلك، لكن رفع الصوت بالذكر يكون معقولاً، أما أن أرفع صوتي بالتهليل وأشوش على من يقضي صلاته أو على من يذكر الله فهذا لا يجوز، لكن رفعًا معقولاً لا تؤذي به مصليًا ولا ذاكرًا.
س: هل هذا الحديث ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم: " من ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منه " وهل يشمل من ترك شيئًا من حقه حياءً أو لعدم قدرته على استرداده؟
ج: لا أعلم أنه نص .. أسمع به لكن كونه نصًا فهذا شيء متوقف فيه، لكن معناه صحيح فإن من ترك شيئًا لوجه الله وابتغاء مرضاته عوضه الله خيرًا منه، أما من تركه حياءً أو عجزًا فلا يكون له ذلك، بل ربما وقع في الإثم إذا ترتب على ذلك ترك واجب أو فعل محرم، أما من تركه لله لأجل أنه رأى أن هذا الطلب يترتب عليه أمور ربما إحراجات، أو يظن به سوء، وربما أوقعه ذلك في أمور محرمة أو ترتب عليه ترك واجب فيتركها لله، لا يحب قطيعة الرحم، ولا يدخل مع المستهزئين. بعض الناس لو كان لك حق عليه تعبت لكي تأخذه منه لطول لسانه وبذاءته وشر قوله وفعله.
س:
هل للمعصية تأثير على أهل المعاصي
؟
ج: المعاصي لا يخلو منها أحد إلا من عصم الله، نعصي
بألسنتنا، نعصي بأسماعنا، نعصي بأبصارنا، نعصي، ونعصي .. نسأل الله أن يتجاوز عنا، أما آثار المعاصي فيقول السلف: إني لأعصي الله فأعرف ذلك في خلق دابتي وامرأتي، هذه هي القلوب الحية النيرة التي تحس بالذنب، أما حالتنا ربما نعصيه ولا نحس بالمعصية لضعف الإيمان، أما أولئك فقوة الإيمان تجعلهم يشعرون بآثار المعصية وإن قلَّت، ويلومون أنفسهم فإن المؤمن يلوم نفسه ويندم على ذنبه، ولعظم هذه النفس وشرفها أقسم الله بها، قال تعالى:{لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ (1) وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ} . لقد ذكر ابن القيم في كتابه الجواب الكافي هذا الموضوع، وقال إن للمعصية أثرًا على العبد في بيته، وفي ماله، وفي أهله، وفي أعماله كلها ولكن لا يشعر بهذا إلا أصحاب البصائر الذين لهم قدم صدق عند ربهم. لهذا قال الله تعالى:{وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا} ، فقال العلماء إن صلاح الآباء وتقواهم إنما يكون إن شاء الله سببًا في صلاح الأبناء واستقامتهم، فصلاح الآباء واستقامتهم يجعل الله لذلك أثرًا طيبًا في ذريته وفي جميع شؤونه كلها، وفي الحديث «احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك» أخرجه الترمذي وقال حديث حسن صحيح.