الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حتى يعجز عن القيام، فكان يصلي الفرض جالسا (1)
قال عمرو بن ميمون: لو أدرك هذا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لرجموه
(1) وينظر: لطائف المعارف 447. ') ">
المبحث التاسع: مسألة الكرامات والخوارق
يكثر في سير العباد والمتصوفة الحديث عما وقع لبعض أعيانهم من الكرامات والخوارق، ويعدون ذلك دليلا على صحة ما هو عليه هذا العابد (1)(2)
ومن هنا كان لابن رجب رحمه الله تعالى تقريرات مهمة في تأصيل الفهم الصحيح للكرامات والخوارق.
فقد بين رحمه الله أن نفوس كثير من الناس تعظم ذكر الخوارق والكرامات، ويرونها أفضل مما أعطيه العلماء من المعرفة والعلم (3)
(1) ينظر بعض الأمثلة في: نور الاقتباس ضمن مجموع الرسائل 3/ 103، وجامع العلوم والحكم 1/ 468.
(2)
ينظر بعض الأمثلة في: نور الاقتباس ضمن مجموع الرسائل 3/ 103، وجامع العلوم والحكم 1/ 468. ') ">
(3)
ينظر: فتح الباري، لابن رجب 2/ 545، وشرح حديث (من سلك طريقا) ضمن مجموع الرسائل 1/ 43. ') ">
وذلك لأن الكثير يتصور حقيقة الخوارق على أنها من جنس القدرة والسلطان في الدنيا الذي يعجز عنه كثير من الناس (1)
ومن هنا كانت الخطورة في أمر هذه الخوارق، فإنه يخشى الفتنة فيها ليس فيما كان باطلا منها، بل حتى فيما كان حقا (2)
وللشيطان في هذا الباب من المكر والتلاعب الشيء العظيم، حتى فتن من قل علمه، وقد كان بعضهم يمشي الشيطان بين يديه في الليل إلى المسجد بضوء، فمنهم من يفطن لذلك فلا يغتر به، ومنهم من يفتتن به (3)
وإذا الحال كذلك، فإن لوقوف مع هذه الخوارق، أو العجب بها مهلك، إلا لمن قوي إيمانه، ورسخ في العلم قدمه، وميز بين حقها وباطلها، وعصمه الله منها (4)
ولذلك تجد العلماء بالله لا تعظم عندهم هذه الخوارق، بل يرون الزهد فيها، وأنها نوع من الفتنة، وبسط الدنيا على العبد،
(1) ينظر: فتح الباري 2/ 545، وشرح حديث (من سلك طريقا) ضمن مجموع الرسائل 1/ 43. ') ">
(2)
ينظر: فتح الباري 2/ 545. ') ">
(3)
ينظر: فتح الباري 2/ 545. ') ">
(4)
ينظر: فتح الباري 2/ 545. ') ">
فيخافون الاشتغال بها، والوقوف معها، والانقطاع عن الله عز وجل (1)
وإلى هذا ذهب أيضا كثير من المشايخ العارفين، ورأوا الزهد فيها، كما آثروا الزهد في الملك والسلطان، والرياسة والشهرة، فإن ذلك كله فتنة ووبال على صاحبه، إلا لمن شكر وتواضع فيه، وخشي من الافتتنان به (2)
ومن أصحاب هذا الرأي أبو يزيد (3) ويحيى بن معاذ (4) وسهل التستري، وذو النون، والجنيد (5) وغيرهم، كما نقله عنهم أبو طالب المكي (6) في كتابه قوت القلوب (7)
(1) ينظر: شرح حديث (من سلك طريقا) ضمن مجموع الرسائل 1/ 43. ') ">
(2)
ينظر: فتح الباري 2/ 545. ') ">
(3)
أبو يزيد طيفور بن عيسى البسطامي، المتوفى سنة 261 هـ. أخباره في: حلية الأولياء 10/ 33 - 42، وصفة الصفوة 4/ 352 - 357، وسير أعلام النبلاء 13/ 86 - 89.
(4)
أبو زكريا يحيى بن معاذ بن جعفر الرازي، المتوفى سنة 258 هـ. أخباره في: حلية الأولياء 10/ 51 - 70، وصفة الصفوة 4/ 339 - 346، وسير أعلام النبلاء 13/ 15 - 16.
(5)
تقدمت تراجمهم. ') ">
(6)
أبو طالب محمد بن علي بن عطية، المكي المنشأ، العجمي الأصل، توفي سنة 386 هـ. راجع أخباره في: سير أعلام النبلاء 16/ 536 - 537، وميزان الاعتدال 3/ 655، ووفيات الأعيان 4/ 303 - 304.
(7)
ينظر: شرح حديث (من سلك طريقا) ضمن مجموع الرسائل 1/ 43، ويراجع: قوت القلوب 2/ 131. ') ">
وقد أخبر الله تعالى عن سليمان عليه السلام أنه لما رأى عرش ملكة سبأ عنده {قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ} (1)
وقد قيل لبعضهم: إن فلانا يمشي على الماء، فقال: من أمكنه الله من مخالفة هواه، فهو أفضل، وأقوى ممن يمشي على الماء (2)
وكان أبو حفص النيسابوري (3) يوما جالسا مع أصحابه خارج المدينة، وهو يتكلم عليهم، فطابت أنفسهم، فجاء أيل قد نزل من الجبل، حتى برك بين يديه، فبكى بكاء شديدا، وانزعج، فسئل عن
(1) ينظر: فتح الباري 2/ 545 - 546. ') ">
(2)
نقله ابن رجب في شرح حديث (من سلك طريقا) ضمن مجموع الرسائل 1/ 43، 3/ 158. ') ">
(3)
أبو حفص عمرو بن سلم النيسابوري، المتوفى سنة 264 هـ. أخباره في: حلية الأولياء 10/ 229 - 230، وصفة الصفوة 4/ 360 - 363، وسير أعلام النبلاء 12/ 510 - 513.