الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وإنما سمّيت الصلاة سُبحةً وتسبيحاً لِما يمتدّ المصلّي على وجهه في السجدة. ومنه قوله تعالى حكاية عن قول الملائكة:
{وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ (165) وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ} (1).
أي قائمون وساجدون (2).
(59) سُبْحَانَكَ
(3)
(1)
ما أعظمَكَ، كما جاء في القرآن كثيراً، مثلاً:
{سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ} (4).
{سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} (5).
فهذا قريب من الإخبار.
(2)
وربما يجيء للدعاء، كما قال تعالى:
{دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ} (6).
ومنه قوله تعالى:
(1) سورة الصافات، الآيتان: 165 - 166.
(2)
وقال الراغب (ص 392): السبح: المرّ السريع في الماء وفي الهواء
…
والتسبيح تنزيه الله تعالى، وأصله المرّ السريع في عبادة الله تعالى
…
". أما ابن فارس فجعلها أصلين مستقلين، قال: "السين والباء والحاء أصلان: أحدهما جنس من العبادة، والآخر جنس من السعي". انظر المقاييس 3:125. هذا، وقد وردت المادة في أخوات العربية من العبرانية والآرامية والسريانية، واختصت فيها بمعنى الحمد والثناء والتمجيد. انظر جزينيوس: 986، 1114 وإسمث:555.
(3)
تفسير سورة البقرة: ق 93، والمطبوعة: 43 - 44.
(4)
سورة الصافات، الآية:180.
(5)
سورة القصص، الآية:68.
(6)
سورة يونس، الآية:10.
{فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ} (1).
وبهذا المعنى يقدّم قبل التوبة.
(3)
وأيضاً لإنشاء الأمر، كما هو الشائع في المصادر إذ يقدَّر الأمر قبله، كما قال (2):
فَصَبْراً فِي مَجالِ الْمَوتِ صَبْراً
…
فَمَا نَيْلُ الْخُلودِ بِمُسْتَطَاعِ (3)
وكما في القرآن:
{غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} (4).
فريما يجيء "سبحانكَ" بهذا المعنى، ومنه قوله تعالى:
{فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ} (5).
(4)
وأيضاً يأتي للإنكار مع الاستعجاب. ومنه قوله تعالى:
{سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ} (6).
أيضاً: {وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ وَلَهُمْ مَا يَشْتَهُونَ} (7).
(1) سورة الأعراف، الآية:143.
(2)
القائل قَطَرِيّ بن الفُجَاءَةِ المازِني رئيس الأزارقة، من مشاهير شجعان العرب وخطبائهم، قتل سنة 77 هـ.
المعارف:411، الكامل لابن الأثير 4: 441، ابن خلكان 3: 255 - 257، شرح الأبيات 3:312.
(3)
من حماسية له في شرح التبريزي 1: 50 وهي في أمالي المرتضى 1:636 - 637، وشعر الخوارج: 42 - 43 وانظر تخريجها فيه:162.
(4)
سورة البقرة، الآية:285.
(5)
سورة الروم، الآية:17.
(6)
سورة النور، الآية:16.
(7)
سورة النحل، الآية:57.