الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(96) الرجز
(1)
لغةٌ في الرجس، وأصل المعنى: الاضطراب والحركة العنيفة والارتعاش (2). ولذلك يطلقان على القذر لما تشمئز منه النفس وتضطرب، وعلى العذاب لإزعاجه الناس. قال الجوهري:
"الرَّجسُ بالفتح: الصوت (3) الشديد من الرعد، ومن هدير البعير.
= تتوقعونه. وبيت خفاف بن ندبة على ذلك يصح معناه
…
يريد: أنا ذلك الذي سمعتَ به. هذا تأويل هذا".
وعلق على ذلك الفراهي في حاشية نسخته من الكامل (143) فقال:
"عجبت من موافقة رأيه لرأي في تأويل الآية ومعنى قول خفاف بن ندبة، وكان ابن جرير رحمه الله خالف ذلك، واحتج ببيت خُفاف على غير وجه الصواب".
وبما قال المبرد فسّره ابن الأنباري (انظر زاد المسير 6: 23) والمرزباني (انظر الإصابة 1: 452) وانظر تعليق الأستاذ محمود شاكر على الطبري 1: 227.
ونحوه قول امرئ القيس من قصيدة في ديوانه 105:
فلا تُنكِروني إنّني أنا ذاكمُ
…
لياليَ حَلَّ الحيُّ غَولاً فَألْعَسَا
غول وألعس: موضعان.
وقول طَرِيف بن تميم العنبري -وهو جاهلي- من أصمعية له 127:
أوَ كلما وردت عكاظَ قبيلةٌ
…
بَعَثُوا إليّ رسولَهم يتوسَّمُ
فتوسموني إنني أنا ذاكمُ
…
شاكٍ سلاحي في الحوادث مُعْلِمُ
شاكي السلاح: تامّه أو حادّه، المعلم: الذي شهر نفسه في الحرب بعلامة يُعرف بها.
(1)
تفسير سورة البقرة: ق 119، الآية 59 {فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ} .
(2)
وإليه ذهب السمين في عمدة الحفاظ: 196 (رجس) فقال: "الرجس والرجز بمعنى وذلك لأن الرجز كما تقدم يدل على الحركة والاضطراب". أما ابن فارس ففرّق بينهما، فقال: إن الرجز يدل على الاضطراب، والرجس على الاختلاط (المقاييس 2: 489، 490). والجدير بالذكر أن مادتي الرجز والرجس كلتيهما واردتان في العبرية والآرامية بهذه المعاني التي وردتا فيها بالعربية. انظر جزينيوس: 919، 921.
(3)
في الأصل: للصوت، وأثبتنا ما في الصحاح.
ورَجَسَت السماءُ ترجُس، إذا رعدت وتمخضت. وارتجَسَتْ مثله. وسحاب رجّاس وبعير رجّاس. قال ابن الأعرابي (1): يقال: هذا راجس حسن، أي راعد حسن. ويقال: هم في مرجوسة من أمرهم، أي في اختلاط. والمِرجاس: حجر يُشَدّ في طرف الحبل، ثم يُدلَى في البئر، فيمخَض الحَمأةَ حتى تثور، ثم يُستقَى ذلك الماء، فتَنقَى البئرُ" (2).
قال تعالى:
{وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ} (3).
أي قذره وأذاه (4). وأيضاً:
{لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} (5).
وهكذا جاء الرجز والرجس للعذاب. ومنه قوله تعالى:
{قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ} (7).
وقوله تعالى:
(1) هو محمد بن زياد أبو عبد الله مولى بني هاشم وكان أبوه عبداً سنديّاً (150 - 231 هـ) لغوي، نحوي، راوية للشعر، نسابة من أهل الكوفة، كثير السماع من المفضل الضبي زوج أمه. انظر ترجمته في معجم الأدباء 6: 2530 وابن خلكان 306:4 والأعلام 6: 131.
(2)
الصحاح 3: 933 (رجس).
(3)
سورة الأنفال، الآية:11.
(4)
فلا يصح ما رواه الطبري 2: 117 - 118 عن ابن عباس وابن زيد: "كل شيء في كتاب الله من الرجز يعني به العذاب"!.
(5)
سورة الأحزاب، الآية:33.
(6)
سورة المائدة، الآية:90.
(7)
سورة الأعراف، الآية:71.