الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(2) اسمه ونسبه ومولده:
هو عبد الحميد بن عبد الكريم بن قربان قنبر بن تاج علي، حميد الدين، أبو أحمد، الأنصاري، الفراهي. وقد ذهب العلامة السيد سليمان الندوي في ترجمته إلى أن اسمه الحقيقي "حميد الدين"، ولكن لما كان هذا الاسم في العربية لقباً رأى فيه تمدحاً وتعاظماً، فسمى نفسه في أول مصنفاته العربية "عبد الحميد"(1). والحق أن عبد الحميد هو الاسم الذي سمي به بعد ميلاده، وظل معروفاً به -حسب الشواهد التي بين أيدينا- إلى سنة 1306 هـ إذ كان عمره 26 سنة. ومن ذلك:
1 -
عنوان قطعتين في تاريخ ميلاده (2)، لشيخه محمد مهدي الذي درس عليه اللغة الفارسية في صغره، ونصه:
"تاريخ تولد عبد الحميد خلف حاجي صاحب ممدوح وتلميذ راقم"
والقطعة الأولى منها:
باشرفِ بخت شد عبد الحميد
…
رونقِ ميلاد بفضلِ ودود
فكر جو كردم بيِ تاريخِ سال
…
كفت خرد نوبرِ باغِ وجود
وسمى أخاه كذلك "عبد الرشيد" في قطعة أخرى في تاريخ ميلاده، وهو أيضاً اشتهر فيما بعد برشيد الدين.
2 -
وللشيخ المذكور أيضاً قصيدة بالفارسية بمناسبة زواج الفراهي في 17 رجب سنة 1299 هـ، سماه في عنوانها "عبد الحميد".
(1) حيات حميد (الندوي): 2.
(2)
قرأت القطعتين في نسخة من ديوان الشيخ محمد مهدي منقولة من أصل المؤلف، وفي وثيقة مع قطعات أخرى في تاريخ ميلاد والد الفراهي وأخيه وعمه. وقد وقفت على نسخة الديوان عند كاتبها شيخنا بدر الدين الإصلاحي رحمه الله. أما الوثيقة فقد وقعت عليها عرضاً ضمن نسخة كتاب الدر النضيد للفراهي إذ كنا أنا والدكتور شرف الدين الإصلاحي نتصفح مخطوطات الفراهي المحفوظة عند الشيخ المذكور في شهر مارس سنة 1980م.
3 -
في رسالة بعث بها الفراهي إلى والده من لاهور، حينما كان يدرس على العلامة فيض الحسن السهارنفوري عام 1300 هـ أو قبله، كتب اسمه "عبد الحميد" واسم أخيه "عبد الرشيد"(1).
4 -
بهذا الاسم سماه ابن عمته العلامة شبلي النعماني في رسالة مؤرخة في 27 مارس عام 1884م (الموافق 1301 هـ)(2).
5 -
في خزانة كتب الفراهي نسخة خطية من مثنوي جلال الدين الرومي (الدفتر الأول) ذكر الفراهي في آخرها بالفارسية أنه اشتراها سنة 1306 هـ، ثم كتب اسمه مركباً هكذا:
"محمد عبد الحميد أنصاري بسر عبد الكريم أنصاري"(3)
والجدير بالذكر أن هذا الاسم المركب هو الذي صدر به أول كتبه سنة 1891م. وهما رسالتان كلفه المسؤولون في كلية عليكره ترجمتهما من العربية إلى الفارسية لإقرار تدريسهما في الكلية التي كان هو أحد طلابها في السنة الأولى. فنشرت الرسالتان باسم "محمد عبد الحميد" مع كونه قد عوف في الكلية باسم "حميد الدين".
وقد غلب "حميد الدين" على "عبد الحميد" وخاصة بعد ما ثبت في أوراقه الرسمية، واشتهر به لكونه أقرب إلى ذوق أهك الفارسية والأردية وأكثر شيوعاً على ألسنتهم، فأخذ الفراهي نفسه يوقع مكاتباته بحميد الدين. وبهذا الاسم صدرت كتبه المعدودة في الأردية والفارسية، أما كتبه العربية -وهي جل مؤلفاته- فأثبت عليها اسمه هكذا:"المعلم عبد الحميد الفراهي". ولا يبعد أن يكون إيثاره اسمه الأول "عبد الحميد" على الاسم الثاني "حميد الدين" راجعاً إلى ما أشار إليه العلامة السيد سليمان الندوي من كونه في العربية من ألقاب
(1) مكاتيب فراهي: 10.
(2)
مكاتيب شبلي 1: 69.
(3)
هذه النسخة محفوظة في مكتبة مدرسة الإصلاح.
المدح، فتجنبه الفراهي ورعاً وتواضعاً.
أما كنيته "أبو أحمد" فكنى بها نفسه في أول ديوانه العربي إذ سماه "ديوان أبي أحمد الأنصاري"(1). وكذلك لما أرسل قصيدة له إلى العلامة شبلي النعماني ضمن رسالة غير مؤرخة كتب عنوانها "قصيدة لأبي أحمد الأنصاري"(2)، وهي موجودة في ديوانه المطبوع بعنوان "في تطاول الطليان على طرابلس"(3). لم نجد هذه الكنية إلا في الموضعين المذكورين، ولم يكن من أبنائه من يسمى "أحمد"، فالظاهر أنه قصد بهذه الكنية التعمية على استخبارات الاستعمار البريطاني التي كانت تراقبه لأسباب من أكبرها قصائده العربية في وصف عداء الصليبيين للمسلمين وهجومهم على بلادهم، وتحريض المسلمين على جهادهم (4).
أما نسبة الأنصاري فقد نص عليما صاحب نزهة الخواطر والعلامة الندوي، ولكن الفراهي نفسه لم ينتسب إليها في كتاباته إلا قليلاً، ومن ذلك ما نقلناه آنفاً من آخر نسخته من كتاب المثنوي. ولعل ذلك كان قبل أن يختار لنفسه نسبة "الفراهي"، التي اقتصر عليها ابتعاداً مما قد تشم منه رائحة التفاخر بالنسب. أما وجود هذه النسبة في عنوان الديوان العربي فإنه -كما قلنا- بني على الإخفاء والإغماض دون الإعلام والإظهار.
و"الفراهي" نسبة إلى قريته التي كانت مسقط رأسه، واسمها "فَريها"، وهي من قرى (أعظم كره) أحد أضلاع (5) الإقليم الشمالي في الهند "أُتَّرا براديش".
(1) نسخة منقولة من أصل المؤلف محفوظة في مكتبة دار المصنفين بمدينة أعظم كره.
(2)
مكاتيب فراهي: 37.
(3)
ديوان المعلم عبد الحميد الفراهي: 8 - 10.
(4)
حيات حميد (الإصلاحي): 61.
(5)
الجمهورية الهندية مقسمة إلى أقاليم أو ولايات، والجزء من الإقليم يسمى بالأردية (ضِلعاً).