الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(116) مَكين
(1)
مَكين: مطمئن. ويوصف به الموضع، فيدل على أنه خالٍ عن القلق والتزعزع، كما هو هنا (2). وربما يوصف به ذوو العقول، فيدلّ على كونهم ذوي الثقة والاعتماد وذوي الرسوخ في المرتبة، كما قال تعالى:
{عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (20) مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ} (3).
وكما أخبر عن قول ملك مصر ليوسف عليه السلام:
{إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ} (4).
(117) الملائكة
(5)
جمع ملَك. أصله: مَلأَك (6)، ومعناه: الرسول، وخص بالروحانيين من
(1) تفسير سورة المرسلات: 9، الآيتان 20 - 21 {أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ (20) فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَكِينٍ} .
(2)
يعني في سورة المرسلات. وانظر سورة المؤمنون، الآية:13.
(3)
سورة التكوير، الآيتان: 20 - 21.
(4)
سورة يوسف، الآية:54.
(5)
تفسير سورة البقرة: ق 92، الآية 30 {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً} .
(6)
خلافاً لمن قال: أصله "مألك"، بتقديم الهمزة، من "ألك"، ثم قلبت، وقدمت اللام، فقيل: ملأك، ثم حذفت الهمزة تخفيفاً. انظر اللسان (ملك). وهو الصواب لوجود "ملأك" في اللغات السامية الأخرى من العبرية والفينيقية والآرامية والسريانية والحبشية. وفي الحبشية يستعمل الفعل أيضاً من "لأك" بمعنى إرسال الرسول. فهي المادة الأصلية القديمة. أما "ألك" فهو مقلوب من "لأك". انظر جزينيوس: 521 ومقال الدكتور إبراهيم أنيس في مجلة المجمع المصري 31: 7 - 15.
رسل الله تعالى. وجمع الملك: ملائك وملائكة، مثل أشاعث وأشاعثة (1). وإنما سمّوا "ملائكة" لكونهم رسلاً من الله تعالى، كما قال تعالى:
وهكذا سمّوا في الفارسية "فِرِشْتَه"، وفي اليونانية "أنجلوس" (4) أي الرسول. قال رجل من عبد القيس جاهلي يمدح بعض الملوك (5):
فلستَ بإنسيٍّ ولكنّ مَلأَكاً
…
تحدَّرَ مِن جَوِّ السماء يَصوبُ (6)
وقال عديّ بن زيد:
(1) انظر تفسير الطبري 1:443.
(2)
سورة فاطر، الآية:1.
(3)
سورة الأنعام، الآية:61.
(4)
[. . .].
(5)
كذا في المجاز 1:33. وقال ابن برّي في التنبيه 1:104: "البيت لرجل من عبد القيس يمدح النعمان، وقيل: هو لأبي وجزة يمدح عبد الله بن الزبير". والقول الثاني لابن السيرافي. وانظر اللسان (ملك) والعيني 4: 524. ونسبه ابن الأنباري في الزاهر 2: 267 والأعلم في شرحه لشواهد الكتاب 2: 379 إلى علقمة بن عبَدة.
(6)
البيت من الشواهد المشهورة، وهو من قصيدة لعلقمة الفحل في شعره 1:148 والمفضليات: 394 وهو من شواهد سيبويه 380:4. وهو في المجاز: 33، 35 والطبري 1: 333، 445 واللسان (صوب، ألك، لأك، ملك) وانظر معجم الشواهد 39. والرواية الشائعة للشطر الأول:
فلستَ لإِنسي ولكنْ لِملأكٍ ...................
وأقرب رواية للفظ الكتاب رواية مخطوطة الطبري 1: 333: "لإنسي ولكنَّ ملاكاً" وفي 1: 445: "لجنّي". ورواية المرزوقي والنصرانية 508 "بجني
…
ملأكاً"، فلعل المؤلف صحح روايةً الطبري: "لإنسي" بـ "بإنسيٍّ". والمخاطب في البيت الحارث بن جَبَلة الغسّاني. يَصوب: ينزل.
أبلِغ النعمانَ عنّي مَلأَكاً
…
إنّه قد طَالَ حَبْسِي وَانتظاري (1)
والألوك: الرسالة، أصلها: أَلْؤُوك، على أَفْعُول (2). قال لَبيد بن أبي ربيعة:
وَغلامٍ أرسَلتْه أمُّه
…
بألُوكٍ فبذَلنا ما سَأَلْ (3)
وألأَكَ: بلّغ الرسالة. قال النابغة الذبياني:
ألِكْني يا عُيين إليكَ قَولاً
…
سأُهديه إليكَ إليكَ عنّي (4)
(1) من قصيدة له في ديوانه: 93. والبيت في ابن قتيبة: 229 والطبري 1:446، والاشتقاق: 26 والمقاييس (ألك) واللسان (قصر، ألك) وانظر تخريجه في الديوان: 220 "مَلأكاً": كذا في الطبري، وقال: وقد يُنشد: مألَكاً. وفي الديوان: "مألُكأ"(بضم اللام) وكذا في اللسان (ألك). قال كُراع: المألُك: الرسالة، ولا نظير لها، أي لم يجي على "مفعُل" إلا هي. قال ابن برّي: ومثله مَكرُم ومعُون. انظر اللسان (ألك).
(2)
كذا في الأصل ولكن لم يرد (أَفعول) بفتح الهمزة في اللغة العربية. والصواب أن الألوك فَعولٌ من "ألك" المقلوب من "لأك".
(3)
من قصيدة له في ديوانه: 178. والبيت في الطبري 1: 446 واللسان (ألك).
(4)
البيت من قصيدة في ديوانه: 126، وهو في الطبري 1: 446 والمقاييس واللسان (ألك) عُيينَ: أراد عيينة بن حصن الفزاري، وكان قد أعان بني عبس على بني أسد حلفاء بني ذبيان، فتوعّده النابغة بالهجاء والحرب. إليكَ عنّي: أي خذ منّي والكلمة المنصوبة بقوله "إليك" في البيت التالي:
قوافيَ كالسِّلام إذا استمرّت
…
فليس يَرُدّ مذهبَها التظنّي
ويرى الأستاذ محمود شاكر أن "سأَهديه" بفتح الهمزة من هديته الطريق إذا عرّفته الطريق وبينته له. وقوله "إليك إليك" أي خذها. انظر تعليقه على البيت في الطبري 1: 446.
وقال النابغة أيضاً من قصيدة في الديوان 71:
ألِكْنى إلى النعمانِ حيثُ لقيتَه
…
فأهدَى له اللهُ السحابَ البَواكِرَا