الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نَفقَ البيعُ: راجَ. ونَفِقَ الزادُ: نفد. وأنفقَ القومُ: نفقت سوقهم. وأنفقَ الرجل: ذهب ماله. ومنه قوله تعالى:
{إِذًا لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفَاقِ} (1).
والنفَق: سَرَبٌ في الأرض. ومنه النافِقاء، لإحدى جِحَرَة اليربوع النافذة التي يكتمها. والأخرى القاصِعاءُ، وهي التي يظهرها وليست بنافذة إلى مكانه. ومنه سمي "المنافق". وأنفق المال: أجراه، وأخرجه، ولم يمسكه، ولم يحبسه.
(88) البارئ
(2)
البَرْءُ يشبه الخَلْقَ من بَرَأَ يبرَؤه، ومنه البريّة، وترك همزها. واعلم أن البَرْءَ ليس مرادف الخلق إلا على التجوز، فإنّ الخلق أصله التقدير، والبَرء إصلاحه، والتصوير إتمامه. ولذلك قال تعالى:
{هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ} (3).
كماقال:
{الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى} (4).
وزعموا أن "البَرَا" بغير الهمز كلمة أخرى، ومعناها التراب. قال الجوهري:
= فاؤه نون وعينه فاء فدالّ على معنى الخروج والذهاب ونحو ذلك إذا تأملت" نقله السمين في الدر المصون 1:96 وصوّبه بقوله: "وهو كما قال".
(1)
سورة الإسراء، الآية:100.
(2)
تفسير سورة البقرة: ق 116، الآية 54 {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ} .
(3)
سورة الحشر، الآية:24.
(4)
سورة الأعلى، الآية:2.
"البَرَا: التراب. قال الراجز:
بفيكِ من سارٍ إلى القوم البرا (1)
والبريَّة: الخلق، وأصله الهمز، والجمع: البَرَايا والبَرِيّات. قال الفرّاء: إن أخذت البريّة من البرا -وهو التراب- فأصلها غير الهمز (2)، تقول منه: براه الله يبروه بَرواً، أي خلقه" (3).
وهذا قول مضطرب، فإن البَرء حينئذٍ يكون فعلاً من التراب، وجعله بمعنى الخلق تكلف ظاهر مبني على أن الخلق إنما يكون من التراب. وهذا كما ترى. ثم الفعل من التراب يكون بمعنى: جعله تراباً، لا خلقه من التراب. ثم لا دليل في قول الراجز على أن البرا هو التراب (4).
والأولى بالصواب أن المادة الواحدة اتخذت صورتين: بَرَأَ مهموزاً وبَرَى ناقصاً يائياً، فإنا نجد معناهما في غاية التشابه. تقول: بَرَيت القلم، وبَرَيت السهم بَرْياً لِنَحتِهما. والمِبْرَاة: الحديدة التي يُبرى بها السهام. فهذا هو أشبه بمعنى الخلق.
(1) نسب في المستقصى 2: 12 واللسان (برى) إلى مُدرِك بن حِصن الأسدي، مع شطرين قبله، وهما على رواية الأول:
ماذا ابتغت حُبَّى إلى حلِّ العُرَى
أحَسِبَتْني جئتُ من وادي القُرَى
والشطر وحده في إصلاح المنطق: 159 والأمالي: 2: 58 وانظر ذيل اللآلي: 29 والميداني 1: 166.
(2)
انظر معاني القرآن 3: 282.
(3)
الصحاح (برا).
(4)
لم يظهر لي معنى آخر لكلمة "البرا" في قول الراجز. وقد فسرت في مصادر تخريجه بالتراب، وقال الزمخشري: يضرب في الدعاء على المخبر بالسوء. وقال الفراء في المعاني 3: 282: "سمعت العرب تقول: بفيه البرا، وحمى خَيبرى، وشرّ ما يرى، فإنه خَيسرَى". وانظر اللسان (برى).