الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(79) هدى
(1)
هو اسم الحِدْثان من: هَدَى يَهْدِي. ويأتي (2) -حسب أصل معلوم في إطلاق أسماء الحِدثان- على وجوه:
(1)
فالأول أنه النور والبصيرة في الفؤاد، كما قال قُسّ بن ساعِدَة (3):
والَّذي قد ذكرتُ دلَّ على اللهِ
…
م نفوساً لها هُدىً وَاعتبارُ (4)
وكما قال تعالى:
{وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ} (5).
وأيضاً:
{وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا} (6).
(2)
والثاني هو الدليل والبينة وما تهتدي به، كما في قوله تعالى:
{أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى} (7).
أيضاً:
(1) تفسير سورة البقرة: ق 20، المطبوعة: 72 - 73.
(2)
قارن بالأصل.
(3)
الإيادي، خطيب العرب وشاعرها وحكَمها وحكيمها، أدركه رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل النبوة ورآه بعكاظ. صرح ابن السكَن أنه مات قبل البعثة.
المعمرون: 75 - 76، الأغاني 15: 192 - 193، المرزباني: 222 - 223، البداية والنهاية: 2: 230 - 237، الإصابة: 7342، الخزانة 2: 89 - 91.
(4)
من قصيدة في شعراء النصرانية: 212.
(5)
سورة محمد، الآية:17.
(6)
سورة السجدة، الآية:13.
(7)
سورة طه، الآية:10.
(8)
سورة البقرة، الآية:185.
أيضاً:
{بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ} (1).
(3)
والثالث: الطريق الواضح الموصل، كما قال امرؤ القيس:
وَمِنَ الطريقةِ جائرٌ وهُدىً
…
قصدُ السبيلِ ومنه دْو دَخلِ (2)
وفي القرآن:
{إِنَّكَ لَعَلَى هُدًى مُسْتَقِيمٍ} (3).
ومنه: للسنّة والشريعة، كما قال تعالى:
{فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} (4).
و {إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ} (5).
(4)
والرابع: اسم لفعل الهداية، كما قال تعالى:
{إِنْ تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ} (6).
(1) سورة الحج، الآية:8.
(2)
البيت من قصيدة منسوبة إليه في ديوانه: 238. والراجح أنها لامرئ القيس بن عَابِس الكندي، وهو شاعر صحابي مخضرم من أهل حضرموت - انظر الإصابة: 250، وروى أبو الفرَج في الأغاني أبياتاً من هذه القصيدة ونسبها إليه وقال: "هكذا روى أبو عمرو الشيباني وقال: إن من يرويها لامرئ القيس بن حجر يغلط" انظر الديوان: 441.
الدخل: الفساد. ومنه قول حميد بن ثور الهلالي من قصيدة في ديوانه: 48 يصف قطاة:
فلم أرَ راويةً مثلَها
…
ولا مثلَ ما فعلَتْ في الهُدَى
وقال الشماخ يصف أتاناً من قصيدة في ديوانه 281:
قد وَكّلتْ بالهُدَى إنسانَ صادقةٍ
…
كأنه مِن تمام الظِّمْءِ مسمولُ
صادقة: عين صادقة. يعني أن عينها قد غارت من شدة العطش. والمسمول: المفقوء.
(3)
سورة الحج، الآية:67.
(4)
سورة الأنعام، الآية:90.
(5)
سورة آل عمران، الآية: 73
(6)
سورة النحل، الآية:37.
أيضاً:
{لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} (1).
أيضاً:
{إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى} (2).
وهذه الوجوه كلّها من جهة العربية.
(5)
ثم العرب تسمي الأشياء ببعض وصفها الظاهر. فعلى هذا الأسلوب سمى الله تعالى كتابه "هدى" من جهة هذه الوجوه كلّها، لكونه جامعاً لها. والشيء الواحد يسمى بأسماء عديدة، فالهدى من أسماء كتاب الله، كما قال تعالى ذكراً لقيل مؤمني الجن:
{وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آمَنَّا بِهِ} (3).
وأيضاً:
وأيضاً:
أي يأتينكم وَحْيٌ مني. فهذا هو المعنى الخامس للهدى. وهو جامع للوجوه السابقة (6).
(1) سورة البقرة، الآية:272.
(2)
سورة الليل، الآية:12.
(3)
سورة الجن، الآية:13.
(4)
سورة الإسراء، الآية:94.
(5)
سورة البقرة، الآية:38.
(6)
العبارة "وأيضاً {وَمَا مَنَعَ النَّاسَ
…
} الآية
…
للوجوه السابقة" غير واردة في المطبوعة.