الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فانظر كيف أتى أولاً (1) بكلمة "اقتتلوا" فإذا لم يقبل (2) الإصلاح وتمادى بغيه جاء بكلمة "قاتلوا".
(71) كفر
(3)
كفَرَ، كنَصرَ (4): سَتَرَ. قال لَبِيد (5):
فِي لَيلةٍ كفَرَ النجومَ غَمامُهَا (6)
ومنه الكافر: للبحر (7). قال ثَعَلَبَةُ بن صُعَير المازِني (8):
(1) سقط "أولاً" من المطبوعة.
(2)
يعني الفريق الباغي.
(3)
تفسير سورة البقرة: 55، المطبوعة:62.
(4)
في الأصل: كضرب. وهو من سبق القلم. والصواب من المطبوعة.
(5)
هو لَبيد بن ربيعة العامري. صحابي مخضرم من أشراف الشعراء المجيدين وأصحاب المعلقات. سكن كوفة ومات بها سنة 41 هـ. ابن سعد 33:6، ابن سلام: 135 - 136، ابن قتيبة: 274 - 285، الأغاني 15: 291 - 306، الآمدي: 264، الإصابة: 7547، الخزانة 2: 246 - 251.
(6)
في الأصل والمطبوعة: ظلامُها، وهو سهو، صدر البيت:
يَعلُو طَرِيقةَ مَتْنِها مُتَوَاتِرٌ
والبيت من معلقة لبيد في ديوانه: 309، وجمهرة الأشعار: 365، وشرح ابن الأنباري:560. وهو في وصف بقرة وحشية شبّه بها ناقته. طريقة المتن: ما بين الحارك إلى الكفل. متواتر: مطر متتابع.
(7)
وقد فُسّر "الكافر" في بيت ثعلبة وبيت لبيد الآتي بالليل وبالبحر، انظر المقاييس 5:191. أما المؤلف فقد فسره بالبحر في موضع آخر أيضاً، فقال وهو يتكلم على مثل الظلمات الوارد في سورة النور: "قد شبه الكفر بالبحر اللجّي، فانظر حسن موقع هاتين اللفظتين عند أفهام العرب، فإنهم كانوا يسمّون البحر كافراً لأنّ الكفر هو الستر". ثم أنشد قول لبيد "حتى إذا ألقت يداً في كافر" وفسّره: "أي إذا غربت الشمس في البحر".
(8)
في المطبوعة: صُعَيرة، وكذا في اللسان (كفر) والصواب صُعَيْر، بدون تاء، كما في =
فتَذَكَّرَا ثَقَلاً رَثِيداً بعدَما
…
ألْقَتْ ذُكاءُ يَمينَها في كافرِ (1)
ومنه: كَفَرَه: جحد بنعمته، فسَتَرَها، ضد شكره، كما قال تعالى:
= الأصل. وهو شاعر جاهلي قديم. قال الأصمعي: ثعلبةُ أكبر من جدّ لَبِيد.
انظر شرح المفضليات للأنباري: 254، واللآلي: 769 واللسان (صعر).
(1)
البيت من قصيدة له في المفضليات: 130، والأنباري: 257 والتبريزي: 619. وهو من الشواهد المشهورة. انظر مثلاً: إصلاح المنطق: 49، 339، والمعاني الكبير: 358، والمقاييس 2: 487، 5: 191، واللسان (رثد، كفر، ثقل، يدي، ذكا).
يصف الشاعر في البيت ظليما ونعامة تذكرا بيضهما فأسرعا إليه عند غروب الشمس. ثَقَلاً رَثِيداً: بيضاً منضوداً بعضه فوق بعض. ذُكاءُ: اسم للشمس. ألقت يمينها في كافر: قال الأنباري: "أي تهيأت للمغيب، كما تقول: وضع فلان يده في الدنيا، ووضع يده في إنفاق ماله: إذا ابتدأ. فسرق هذا المعنى لبيد من ثعلبة بن صُعَير -وثعلبة أكبر من جد لبيد- فقال يذكر الشمس:
حتّى إذا ألْقَتْ يداَ في كافرٍ
…
وأجَنَّ عَوراتِ الثغورِ ظلامُها
وسرق هذا المعنى ذو الرّمة من لبيد، فقال:
ألا طَرَقَتْ مَيٌّ هَيوماً بذكرِها
…
وأيدي الثريَّا جُنَّحٌ فِي المغارِبِ
وقوله: "يمينها في كافر" يعني "الليل".
وقد كشف المؤلف رحمه الله عن بلاغة هذه الاستعارة في تفسير قوله تعالى في سورة البقرة: 195 {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} فقال في تعليقاته: 36 "شبه الهلاك بالماء الغمر، والذي يلقي نفسه فيه كمن يرمي نفسه في الماء، فيلقي بيديه فيه مُكِبًّا كما قال لبيد:
حتى إذا أَلْقَتْ يداً في كافرٍ
وكانوا يشبهون النجوم عند غروبها كمن يساقط نفسه في الماء، كما قال أعرابي:"خرجتُ حيث انحدرتْ أيدي النجوم وشالَتْ أرجلُها" وليس هناك يد ولا رجل، ولكنه أراد سقوط النجوم في المغرب. وقد فهم من فسَّره: لا تلقوا بأنفسكم. ولكن لم يفهم من ظنّ أن اليد بمعنى النفس".
ومنه قول لبيد أيضاً (ديوانه: 14):
فلمّا تَغَشَّى كُل ثَغْرٍ ظلَامُهْ
…
وأَلْقَتْ يَداً في كافرٍ مُسْيَ مَغرِبِ
تجافيتُ عنه، واتّقاني عِنانُه
…
بشدٍّ مِن التقريبِ عَجْلانَ مُلْهَبِ
(2)
سورة الإنسان، الآية:3.
وقال تعالى:
{أَلَا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ} (1).
وفي دعاء القنوت:
"ونشكرك ولا نكفركَ"(2).
وبالباء: أنكره (3)، ضد آمن به، كما قال تعالى:
{فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ} (4).
وعند الإطلاق يراد به إنكار ما ينبغي الإيمان به، كما قال تعالى:
{فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ} (5).
وهذا كثير. وربما يراد به كفران النعمة، كما مرّ.
(ف)(6) اعلم أن هذه المادة قديمة جداً. فتوجد في غير اللغة السامية، مثلاً: كَوَرْ" [ cover] (7) في الإنكليسية: بمعنى ستر وغطّى (8). وفي العربية "كوّر": لفَّ. ومنها "غَفَرَ": سَتَر -ومنه المِغْفَر- و "غَمَرَ". وأيضاً من كَفَرَ: "اكفَهَرَّ": اغبرَّ وكَلَحَ (9).
(1) سورة هود، الآية:68.
(2)
انظر الأذكار: 58.
(3)
في الأصل: أنكر به، والتصحيح من المطبوعة.
(4)
سورة البقرة، الآية:256.
(5)
سورة التغابن، الآية:2.
(6)
أي "فائدة" وهي ساقطة من المطبوعة.
(7)
المعقوفان وما بينهما زيادة من المطبوعة.
(8)
أصلها اللاتيني مركب co-oprire و co ليس جزءاً من الكلمة وإنما هو سابقة. انظر معجم أكسفورد الكبير 2: 1102. وقد نبّه على ذلك أستاذنا الدكتور ف، عبد الرحيم حفظه الله.
(9)
الناظر في الحروف التي يقع فيها الإبدال في العربية أو بين العربية وأخواتها لا يستبعد الصلة بين المواد التي ذكرها المؤلف.