الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(72) الكوثر
(1)
الكَوْثَر: مبالغة الكثير، فهو: ذو كثرة عظيمة وبركة وثروة. فإن الكُثرْ هو: الثروة. وقد سمّوا به الرجال، كما سَمّوهم بكَثِير وكُثَيِّر. وترى استعماله على طريق الصفة في قول لبيد:
وصاحِبُ مَلْحوبٍ فُجِعنا بموته
…
وعند الرِّداعِ بيتُ آخرَ كوثَرِ (2)
وفي قول أميّة بن أبي عائذ الهذلي (3):
يُحَامِي الحقيقَ إذا مَا احْتَدَمْـ
…
ـنَ حَمْحَمَ في كوثَرٍ كَالجِلَالِ (4)
(1) تفسير سورة الكوثر: 2 - 3، الفصل الثاني. المطبوعة: 62 - 63.
(2)
من قصيدة له في ديوانه: 52، والبيت وحده في السيرة 1: 421 والبلدان (رداع 3: 39، ملحوب 5: 191) واللسان (ردع) والعجز وحده في اللسان (كثر) صاحب ملحوب: في شرح الطوسي أنه عمرو بن خالد بن جعفر، وملحوب: فرَس، والرداع: موضع وصاحبه عوف بن الأحوص. وقال أبو عمرو وابن هشام وياقوت إن ملحوباً: أرض، وصاحبه عوف بن الأحوص بن جعفر بن كلاب، أي مات ثَمَّ. أما الذي عند الرداع فهو شريح بن الأحوص. ومثله قول المخبَّل السَّعدي يصف اجتماع أحياء سعد من بني منقر وغيرهم إلى قيس بن عاصم وتعويلهم عليه في أمورهم. انظر سيبويه 3: 600 واللسان (أهل):
وهُمْ أهَلَاتٌ حول قيسِ بن عَاصمٍ
…
إذا أدْلَجوا باللَّيلِ يَدْعُون كوثَرا
وقال الكُمَيت بن زيد يمدح هشام بن عبد الملك بن مروان (السيرة 1: 422):
وأنتَ كَثيرٌ يا ابنَ مَروانَ طَيِّبٌ
…
وكان أبوك ابنَ العقائل كَوثرَا
(3)
شاعر إسلامي من شعراء الدولة الأموية وأحد مدّاحي بني مروان. وهو مخضرم على ما في الإصابة عن المرزباني. ابن قتيبة: 667، الأغاني: 23: 163 - 166، الإصابة:488. الخزانة: 435 - 436.
(4)
من قصيدة له في أشعار الهذليين: 504. والبيت وحده في السيرة 1: 422، وغريب القرآن: 541، واللسان (كثر). والعجز في المقاييس 5: 161 بدون نسبة.
حَمْحَمَ: في المطبوعة من اللسان: "وحمحمن". ورواية الديوان وسائر المصادر كما في الأصل. يصف الشاعر في البيت حماراً وعانتَه. الحقيق: ما يحق عليه أن يحميه. =
فاستعمل الصفة بتقدير الموصوف: أي في غبار كوثَرٍ. وقد جعلوا منه فعلاً، كما قال حَسَّان بن نُشْبَةَ (1):
أبَوا أنْ يُبِيحُوا جارَهُم لِعَدُوِّهِم
…
وقَد ثارَ نَقْعُ الْمَوتِ حتَّى تكوثَرَا (2)
فالكوثر هاهنا (3) من جهة اللسان محتمل لثلاثة وجوه من التأويل:
(1)
الأول أنه منقول إلى الاسمية، فصار مختصاً بشيء وسماه الله تعالى بالكوثر.
(2)
والثاني أنه صفة قدِّر موصوفها، فصار له بعض التخصيص، كقولهم:"مُرْدٌ على جُرْدٍ"(4) أي رجالٌ مُرْدٌ على خيلٍ جُرْدٍ. وكقوله تعالى:
= احتدمن: اشتد عَدْوُهن. الجِلال: جمع جُلّ، وهو شراع السفينة. وذكر السكري أنه شبه الغبار بجِلال الدوابِّ.
(1)
من شعراء الحماسة. قال أبو الندى: هذا الاسم مصحف، والصواب: جِسَاس بن نُشْبَة واياه عنى جرير في قوله يهجو جَخدَب بن جَرعَب النسّابة:
لَقَدْ شَهِدَتْ تَيْمٌ على أم جَخْدَب
…
وكانَ سَرَاةَ التَّيمِ رَهْطُ جسَاسِ
(إصلاح ما غلط فيه النمري: 68). وهو جساس بن نُشْبة بن رُبيَع بن عمرو بن عبد الله بن لؤي، من بني تيم بن عبد مناة. من ولده مزاحم بن زفر بن علاج بن مالك بن الحارث بن عامر بن جساس، كان شريفاً بالكوفة، روى عن شعبة. انظر جمهرة الكلبي: 281 - 282، وابن حزم: 199، والتأج. وقال الكلبي: لم أسمع بجِساس مخففاً في العرب غير هذا.
(2)
من حماسية له في المرزوقي: 338 والتبريزي 1: 177، والبيت وحده في اللسان (كثر) والعجز وحده في الصحاح (كثر). أَبوا: الفعل لبني تيم.
وقال القعقاع بن عمرو التميمي وهو من فرسان القادسيّة يذكر يوم بُزاخة من أبيات في معجم البلدان 1: 408.
وأفلتهنَّ المُسحَلانِ وقد رأى
…
بعينيه نقعاً ساطعاً قد تكوثرا
(3)
يعني "في سورة الكوثر" كما في المطبوعة بدل "هاهنا".
(4)
قال عَمْرو بن معد يكرب الزُّبَيدي من أصمعية له: 129 في الديوان: 52.
ومُرْدٍ عَلَى جُرْدٍ شَهِدتُ طِرادَها
…
قُبيلَ طلوع الشمسِ أو حِينَ ذرَّتِ
وقال أُمَيَّة بن أبي الصلت (السيرة 3: 33 والديوان: 351): =
{والذاريات} (1).
أي الرياح الذاريات.
أي فُلْك ذات ألواح ودسر (3). وهذا كثير في القرآن وكلام العرب. ولكنه لا يوجد إلا إذا كانت الصفة خاصة بالموصوف، فيفهم من ذكر مجرد الصفة، أو دَلَّتْ على الموصوف قرينة أخرى.
(3)
والثالث أنه وصف باقٍ على عموم معناه كأسماء الصنف التي تقع على القليل والكثير، ولا تختص، وحينئذٍ يكون من جوامع الكلم. ويحتمل كلّ ما كان فيه خير كثير، ويُحمل -حسب القرائن- على بعض الأفراد (4).
= مُرْداً على جُرْدٍ إلَى
…
أُسْدٍ مكالِبَةٍ كوَالِحْ
يصف حدّة المسلمين في الحرب. الكوالح: عوابس.
وقال القتَّال الكلابي من شعراء الدولة المروانية من قصيدة في ديوانه 74:
ومُرْدٍ عَلى جُرْدِ يَسارٍ لمجلسٍ
…
كرامٍ بأيديهم مَوَارِنُ ذُبَّلُ
موارن ذبَّل: يعني الرماح اللينة.
وقال القطامي من قصيدة، يمدح بها هَمَّام بن المطرف بن معقل (ديوانه 130):
تذكرت همَّاماً وذكَّرني به
…
زمانٌ كأحناءِ الرحالة آزِمُ
بأبيض ما يَنفكُّ عاقِدَ رَايه
…
لمُرْدٍ على جُردٍ لهنّ هَمَاهِمُ
اَزم: شديد العضّ يعني شديد القحط. الهمهمة: ترديد الصوت في الصدر.
(1)
سورة الذاريات، الآية:1.
(2)
سورة القمر، الآية:13.
(3)
الدُسُر: المسامير،. واحدها: دِسَارٌ.
(4)
تعليق المطبوعة: انظر في تفسير سورة الكوثر للمصنف رحمه الله تجد هناك بعض التفصيل والقول الراجح.
(73)
(1) مَتاع
المتاع: مصدر، ثم اسم لما يتمتع به. ومنه للسلعة. والمتاع يتضمن قلّة المدة. فربما يؤكّد بالتصريح بها (2)، وربما يكتفى بما يفهم منه، كما قال تعالى:
{مَتَاعٌ فِي الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ} (3).
أي تمتع لمدة قليلة (4). والشواهد على ما ذكرنا كثيرة (5).
(1) تفسير سورة عبس: 19، المطبوعة:64. وقال في تفسير سورة البقرة (ق 92): "هو النفع والانتفاع، ومنه لكل ما ينتفع به. ومنه للسلعة. وعلى كل هذه الوجوه جاء في القرآن مثلاً
…
".
(2)
نحو قوله تعالى في سورة آل عمران: 197 {مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ} وانظر النحل: 117، والنساء: 77، والتوبة:38. وقال عز وجل في سورة البقرة: 36 والأعراف 24: {مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ} وانظر الأنبياء: 111.
(3)
سورة يونس، الآية:70.
(4)
ونحو قوله تعالى في سورة غافر: 39 {يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ} وقوله تعالىِ في الرعد 26: {اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتَاعٌ} .
(5)
ومن الشواهد الشعرية قول تأبط شراً من مفضلية له (30):
1 -
عاذلتي إنّ بعضَ اللَّوم مَعْنَفةٌ
…
وهَل متاعٌ وإن أبقيتُه باقِ
وقال الحادرة وهو مطلع مفضليته (43):
بَكرَتْ سُمَيَّة بُكرةً فَتَمتَّع
…
وغَدَتْ غُدُوَّ مفارقٍ لم يربَعِ
3 -
وقال مُتَمِّم بن نُويرة من مفضلية له (49):
ولَقد حرصتُ على قليل متاعها
…
يوم الرحيل فدمعُها المستَنفَعُ
4 -
وقال مُشَعَّث العامري من أصمعية له (48):
تَمتَّع يا مشعثُ إن شيئاً
…
سبقتَ به الوَفاةَ هو المتاعُ
5 -
وقال الصِمَّة بن عبد الله القشيري من حماسية في المرزوقي 1240:
تَمتَّعْ مِن شميم عَرَارِ نَجدٍ
…
فما بعدَ العشِيَّة مِن عَرارِ =