الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(40) لَعَلّ
تأتي للعلّة كثيراً (1).
(1) وقال المؤلف رحمه الله في تفسير قوله تعالى: {لعلكم تَتَّقُونَ} [البقرة: 21]: "اعلم أن (لعلّ) تستعمل في وجوه. ومنها أنها تأتي لبيان النتيجة الممكنة. أي لكي تتقوا" تفسير سورة البقرة: 75.
وأثبت معنى التعليل للعَلَّ جماعة منهم الكسائي والفرّاء والأخفش وثعلب والطبري. يقول الطبري في تفسير الآية المذكورة: "قال أبو جعفر: فإن قال لنا قائل: فكيف قال جل ثناؤه: {لعلكم تَتَّقُونَ} . أو لم يكن عالماً بما يصير إليه أمرهم إذا هم عبدوه وأطاعوه، حتى قال لهم: لعلكم إذا فعلتم ذلك أن تتقوا، فأخرج الخبر عن عاقبة عبادتهم إياه مخرج الشك؟ قيل له: ذلك على غير المعنى الذي توهمت. وإنما معنى ذلك: اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لتتقوه بطاعته وتوحيده وإفراده بالربوبية والعبادة. كما قال الشاعر:
وقلتم لنا كُفّوا الحروب لعلنا
…
نكفّ ووثّقتم لنا كل موثق
فلما كففنا الحربَ كانت عهودُكم
…
كلَمْع سرابٍ في الفَلا متألِّق
يريد بذلك: قلتم لنا: كفّوا، لنكف، وذلك أن (لعلّ) في هذا الموضع لو كان شكّاً، لم يكونوا وثقوا لهم كل موثق". الطبري 1:364 - 365.
وانظر معاني الأخفش: 407، والأزهية: 227، والأمالي الشجرية 1: 50، والمغني: 379، والبرهان 4: 394، والإتقان 2:233.
وقال آخرون إن لعلَّ في كلام الله للترجي بالنسجة إلى المخاطب. ومنهم سيبويه وِالمبرد والزمخشري وأبو حيان. قال سيبويه في قوله تعالى: {فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} [طه: 44]: "
…
اذهبا أنتما في رجائكما وطمعكما ومبلغكما من العلم، وليس لهما أكثر من ذا ما لم يعلما". الكتاب 1:331. وانظر المقتضب 183:4، والكشاف 1: 92، 3: 65 والبحر 6: 245. وقال أبو حيان في قوله تعالى: {لعلكم تَتَّقُونَ} : "لسيت لعل هنا بمعنى كي لأنه قول مرغوب عنه. ولكنها للترجي والإطماع. وهو بالنسبة إلى المخاطبين، لأن الترجي لا يقع من الله تعالى إذ هو عالم الغيب والشهادة
…
فكأنه قال: إن عبدتم ربكم رجوتم التقوى" البحر 1: 95. ثم قال أبو حيان في تفسير [سورة يوسف: 46] {لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ} الآية: "وقوله {لعلهم يعلمون} كالتعليل لرجوعه إليهم بتأويله الرؤيا
…
" البحر 5: 315. ومنه قوله تعالى في =