الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
{إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ} (1).
ولكن الرأي في غير المشهود ربما يكون يقيناً، ويطلق الظن عليه بالمعنى الأعم، من غير تضمنه الشك، كما قال أوس بن حجر:
الألْمَعِيُّ الَّذِي يَظُنُّ بِكَ الـ
…
ـظَّنَّ كَأنْ قَدْ رَأَى وقَدْ سَمِعَا (2)
وقال دُرَيد بن الصِّمَّةِ:
فَقُلْتُ لَهُمْ ظُنّوا بألْفَي مُدَجَّجٍ
…
سَرَاتُهمُ فِي الفَارِسيِّ الْمُسَرَّدِ (3)
وقال تعالى حكاية عن قول المؤمنين في القيامة:
{إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ} (4).
(67) الغيب
(5)
(1)
الغيب اسم الحِدثان من غابَ غَيباً وغَيْبَةً وغِياباً وغُيوباً ومَغيباَّ.
(1) سورة الجاثية، الآية:32.
(2)
البيت من قصيدته الرائعة التي يرثي بها فَضَالة بن كَلَدة الثقَفي. انظر ديوانه: 53.
والبيت وحده في اللسان (لمع) وانظر تخريجه في الديوان: 157.
الألمعي: الذكي المتوقد الحديد القلب. وقال أيضاً من قصيدة في ديوانه 122:
فقومي وأعدائي يظنّون أنّني
…
متى يُحدِثوا أمثالَها أتكلّمِ
قال ابن قتيبة في الشعراء: 204 "يظنون: يوقنون، وليس من ظن الشك. قال الله جلّ وعزّ: {وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ} التوبة: 118، أي أيقنوا".
(3)
البيت من قصيدته المذكورة في ص 281 انظر الأصمعيات 107 وهو من الشواهد المشهورة. انظر مثلاً مجاز القرآن 1: 40 وتأويل المشكل: 144، وغريب القرآن: 406، والطبري 1: 262؛ 13: 87؛ 25: 138. واللسان (ظنن).
مُذَجَّج: تام السلاح. سراتهم: ساداتهم وأشرافهم. الفارسي: الدرع المصنوع بفارس. المسرّد: المحكم النسيج.
(4)
سورة الحاقة، الآية:20.
(5)
تفسير سورة البقرة: ق 22، المطبوعة:58.
(2)
وأيضاً يطلق على ما غاب عنك. وضده الشهادة. قال تعالى:
{عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ} (1).
أي ما هو غائب عنا، وما هو مشهود لنا.
(3)
وعلى ما لا سبيل إلى علمه، كما حكى الله عن النبي صلى الله عليه وسلم:
{وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ} (2).
وكما قال حاتم الطائي:
أما وَالَّذِي لا يَعلمُ الغيبَ غيرُه
…
وَيُحْيِي العِظَام الْبِيضَ وَهْيَ رَمِيمُ (3)
(4)
وعلى المكان الذي ليس بمشهد منك، والجانب الذي لا يتعين، كما قال عبد الشارقِ الجُهَني (4):
سَمِعْنَا دَعْوةً عَن ظَهرِ غَيبٍ
…
فَجُلْنا جَولَةً ثم ارْعَوَيْنَا (5)
(1)(عَالِمُ): الأنعام: 73، الرعد: 9، المؤمنون: 92، السجدة: 6، الحشر: 22، التغابن:18، (عَالِمَ) الزمر:46. (عَالِمِ): التوبة: 94، 105، الجمعة: 8.
(2)
سورة الأعراف، الآية:188.
(3)
مطلع قصيدة له في ديوانه:184، وانظر تخريجه:348. وصلته بعده:
لقد كنتُ أطوِي البطنَ والزادُ يُشتَهَى
…
مَخافةَ -يوماً- أن يُقَالَ: لئيمُ
(4)
اسم أبيه عبد العزّى، ويظهر من اسمه أنه جاهلي. قال ابن جني في المبهج (93):
الشارق اسم صنم لهم. ويجوز أن يكون مثل عبد شمس، لأن الشارق قرن الشمس.
وانظر شرح الحماسة للتبريزي 1: 229، المنصفات: 31 - 32.
(5)
البيت من قصيدة له تُعدّ من المنصِفات. وهي القصائد التي أنصف قائلوها فيها أعداءهم وصدقوا عنهم وعن أنفسهم فيما اصطلوه من حَرّ اللقاء. انظر الخزانة 327:8.
والقصيدة له في الحماسة بشرح المرزوقي: 446 والتبريزي 1: 231، والحماسة البصرية: 25، والخالديين: 102 - 103، وهي في حماسة البحتري لسلمة بن حَجاج الجهني:218. وانظر المنصفات: 2.
يذكر فيها الشاعر يوماً من أيام قومه من جُهَينة مع آل بهيثة بن سلَيم. ارعَوينا: رجعنا بعد الجولة.
وقال تعالى:
فبيّن معنى الغيب: أي لم تكن بمشهد منهم.
(5)
وعلى السِرِّ عموماً، كما قال تعالى:
{حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ} (2).
وأيضاً:
{فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا} (3).
فهذه خمسة وجوه معلومة (4).
(1) سورة يوسف، الآية:102.
(2)
سورة النساء، الآية:34.
(3)
سورة الجن، الآية:26.
(4)
من شواهد "الغيب":
1 -
قال المسيَّب بن عَلَس -وينسب إلى الأعشى أيضاً- يصف غائصاً في البحر على درة:
نَصَف النهَارُ الماءُ غامِرُه
…
وَشَريكُه بالغَيب مَا يَدْرِي
انظر الخزانة 3: 233. نَصَف: انتصف النهار ولم يخرج من الماء. حذف واو الحال.
2 -
وقال المثقب العبْدي من نونيته المشهورة في المفضليات 289:
عَلَونَ رَباوَةً وَهَبَطْنَ غَيْباً
…
فَلَمْ يَرْجعْنَ قَائِلةً لِحِينِ
الرباوة: ما ارتفع من الأرض، مثلثة الراء. أي لم يكدن ينزلن للقيلولة.
3 -
وقال لَبِيد بن ربيعة من قصيدة له في ديوانه 13:
إذا مَا نأَى مِنِّي بَرَاحٌ نَفَضْتُه
…
وإنْ يَدْنُ مِنَي الْغَيبُ ألْجِمْ فَأركَبِ
البَراح: المستوي من الأرض. نفضته: طلبت فيه.
4 -
وقال البُرَيق الهُذَلي يرثي أخاه أبا زيد من قصيدة في أشعار الهذليين 743:
أودِّعُ صاحِبي بالغيب إنِّي
…
أُرانِي لا أُحِسُّ له حَوَارا
حواراً: أي رجوعاً.
5 -
وقال أبو ذُؤيب الهذلي، من قصيدة له في أشعار الهذليين: 27 يصف ثوراً:
يَرْمِي بِعَينيه الغُيوبَ، وَطَرْفُه
…
مُغْضٍ، يُصدِّقُ طرفه مَا يَسْمَعُ =
............................
= علّق الفراهي في نسخته من جمهرة الأشعار 245:
"الغيب: ما يُسمع ولا يُرى صاحبُه"
6 -
وقال المداخل بن حرام الهذلي من قصيدة في أشعار الهذليين: 612 يصف بقرة:
وَهَادِيَةٍ تَوجَّسُ كُلَّ غَيْبٍ
…
إذا سامَتْ لها نفَسٌ نَشيجُ
سامت: سرحت، ولها نشيج من الفَزَع.
7 -
وقال المعطَّل الهذلي يرثي عمرو بن خويلد، ويشبهه بالأسد من قصيدة في أشعارهم 633:
لَهُ أيكةٌ لا يأمَنُ النّاسُ غَيْبَها
…
حَمَى رَفْرَفاً مِنها سِبَاطاً وخِروَعَا
أيكة: غيضة. الرفرف: شجر مسترسل. سِبَاطاً: طوالا. الخِروَع: كل نبت لين.
8 -
وقال أبو دواد الإيادي:
رُبَّ هَمٍّ فَرَّجْتُه بِعَزِيمٍ
…
وَغُيوبٍ كشَّفتُها بِظُنوني
انظر دراسات: 346 رقم 65.
9 -
وقال من أصمعية له: 388 يصف إبله:
وإذا ما فجِئتَها بطنَ غيبٍ
…
قلت نخلٌ قد حان منها صِرامُ
10 -
وقال عروة بن الورد (حماسة البحتري: 255):
وقلبٍ جَلَا عَنه الشكوكَ فَإِن تَشَأْ
…
يخَبِّرْك ظَهرَ الغيبِ ما أنت فاعِلُ
11 -
وقال يزيد بن عمرو يردّ على النابغة الذبياني:
تَجدْني كنتُ خيراً منكَ غَيباً
…
وأمْضى باللسانِ وَبالسِّنَانِ
النصرانية: 717 علق الفراهي في نسخته: "الغيب: الباطن".
12 -
وقال المرقِّش الأكبر من مفضلية له: 230 يصف ثوراً:
باتَ بغَيبٍ مُعْشِبٍ نبتُه
…
مختلطٍ حُرْبُثُه بِالْيَنَمْ
الحُربث واليَنَم: بقلتان تنبتان بالسهل.
13 -
وقال زهير بن أبي سلمى يصف بقرة، من قصيدة:
وتنَفُضُ عنها غيبَ كلِّ خميلةٍ
…
وتَخْشَى رُمَاةَ الْغَوثِ من كُلِّ مَرْصَدِ
قال ثعلب: تنفض: تنظر هل ترى فيه ما تكره أم لا. الخميلة: رملة فيها شجر. والغوث: قبيلة من طيئ. انظر صنعة ثعلب: 165.
14 -
وقال سويد بن كراع العكلي من قصيدة في الأغاني 12: 352 يمدح بغيض بن عامر: =