الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(3) الآية
ما تستدِلُّ به على أمر. وليست هي تمام الدليل، بل يُنَبِّهُك على الدليلِ. ووضوحُ الآية كونُها ظاهرة لمن يفهمها:
واستعملته العرب في هذا المعنى. قال الحارث بن حِلِّزَة (2):
= على كُلِّ آلاء الجياد مُدَرَّبٌ
…
إذا شَلَّت الخيلُ الطريدةَ يَلحقُ
الشَلُّ: الطرد.
7 -
وقال أميَّة بن الأسْكَر الكِنانيّ، وهو مخضرم، عُمِّر في الجاهلية طويلاً وألفاه الإسلام هرماً (انظر فحول الشعراء: 190 والإصابة: رقم 253):
كم مِن أسيرٍ مِن قريش وغيرِها
…
تداركه مِن سَعيِنا نذرُ ناذر
فلما قدَرنا أنقذَتْه رمِاحُنا
…
فآبَ إلى آلائه غيرَ شاكر
حماسة البحتري: 110.
8 -
وقال أعشى هَمدان -أموي- من قصيدة في ديوانه: 109 يعرِّض بمحمد بن الأشعث ويذكّره بمالَه ولقومه من مواقف في نصرته:
فاذكر أيادينا وآلاءَنا
…
بعَودةٍ مِن حِلمك الراشدِ
و- وقال الأخطل من قصيدة في ديوانه: 747.
أبلِغْ بَني عَوفٍ بأنّ جَنابَهم
…
على كُلِّ آلاءِ الزَّمانِ مَريعُ
آلاء الزمان: أي صروف الزمان وشؤونه. مريع: خصيب.
(1)
سورة العنكبوت، الآية:49.
(2)
الحارث بن حِلِّزة -بكسر الحاء المهملة وكسر اللام المشدَّدة- من بني يشكر، من بكر بن وائل. وهو من شعراء المعلقات.
ابن سلام: 151 - 152، ابن قتيبة: 197 - 198، الأغاني 11:37 - 44، الآمدي: 124، الخزانة 1:325 - 326.
مَنْ لَنا عِندَه مِنَ الخيرِ آيا
…
تٌ ثَلاثٌ فِي كُلِّهِنَّ الْقَضَاءُ (1)
أي كل منها كافية شافية لا تبقي شبهة.
الفرق بين الآية والدليل المنطقي من وجوه:
1 -
الأول أن الآية ما عليه بناء الدليل المنطقي. مثلاً "العالم متغير، وكل متغير حادث" فتغيرُ العالَمِ هو الآيةُ على حدوثه.
2 -
والثاني أن الآية هي التي تَبعث الفكرَ وتُلقي السؤالَ في القلب، وتُذكّره ما نسِي (2)،
(1) البيت من معلقته في شرح ابن الأنباري: 493، والتبريزي: 407، مَنْ: يعني عمرو بن هند.
(2)
والشواهد كثيرة، منها:
1 -
قول زهير بن أبي سُلمى (ويقال إنه لصرمة الأنصاري):
أراني إذا ما شِئتُ لاقَيتُ آيةً
…
تُذكِّرُني بعضَ الذي كنتُ نَاسِيَا
ديوانه (الأعلم): 170. علق الفراهي في حاشية نسخته من شعراء النصرانية 583: "الآية تُذَكِّرُ".
2 -
وقال النَّمِر بن تَولَب العُكْلي من قصيدة له في مختارات ابن الشجري 1:16.
وأَقْصَرَ عَنْها، وآياتُها
…
يُذَكِّرْنَه داءَه الأَقْدَما
وانظر شعره: 100. أقصر عنها: كفّ القلبُ عن تُكْتَمَ وهي حبيبته.
3 -
وقالت جندب ترثي أخاها من قصيدة في رياض الأدب 82:
وَقَالوا قتَلْنَاه في غَارةٍ
…
بآيةِ أنْ قَدْ وَرثنا النِّبالا
علق الفراهي في حاشية نسخته: "آية أي علامة ودليل"
4 -
وقال عبيد بن الأبرص من قصيدة في ديوانه 133:
تُريني آيةَ الإعراض عنها
…
وفظّت في المقالة بعد لِينِ
5 -
وقال امرؤ القيس من كلمة في ديوانه 339:
لِمَن طَلَلٌ دائرٌ آيُه
…
تقادَمَ في سالفِ الأَحْرُسِ
الأحرُس: جمع حَرْسٍ وهو الدهر.
6 -
وقال بِشْر بن أبي خازم من قصيدة له في ديوانه 70 ومختارات ابن الشجري 2: 21. =