الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
اكتفى بهذا اللفظ في بيان أعوانه وأنصاره ومُحِبِّيه (1).
(50) أهل البَيْت
(2)
أهل البيت عبارة عن النساء، الواحد والجمع فيه سواء. ولكن الضمير الذي يرجع إليه يكون جمعاً ومذكّراً اجتناباً عن التصريح، لأجل حرمة النساء. وعلى ذلك آتيك بشهاداتٍ من القرآن وكلام العرب:
(سورة القصص: 29)(3):
وهكذا في سورة طه (4).
(سورة القصص: 12 - 13):
(خروج 2: 7 - 9):
"فقالت أخته لبنت فرعون: هل أذهب وأدعو لك مرضعة من نساء
(1) وقال المؤلف في تعليقاته: 30 يفسر قوله تعالى في سورة البقرة: 153 {إن الله مع الصابرين} : "المعية معناها النصر والعون"، وانظر ما سلف في ص 107 (الحاشية) وانظر مجاز القرآن 1:260 والطبري 3: 214.
(2)
الدفتر الأول: ق 25 "معنى أهل البيت"، والمطبوعة:27.
(3)
الرقم من المطبوعة.
(4)
وهو قوله تعالى: {إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى} الآية: 10.
العِبرانيين لترضع الوليد لك. وقالت بنت فرعون لها: اذهبي، وذهبت الجارية ودعت أم الوليد، وقالت بنت فرعون لها: خذي هذا الوليد وأرضعيه لي أعطك أجرك. وأخذت المرأة الوليد وأرضعته" (1).
(سورة هود: 73):
فترى في هذه الأمثلة أن المراد من كلمة "الأهل" امرأة واحدة ولكن استعمل لها صيغة الجمع المذكر. ومع ذلك ترى أن ضمير الجمع المذكر استعمل للمرأة الواحدة في {هَلْ أَدُلُكمُ} ، {يَكْفُلُوَنَهُ لَكُمْ} (2) فإذا علمت أن هذا استعمال عامّ في كلام العرب تبيّن لك معنى هذا اللفظ في القرآن حيث استعمل في ذكر أزواج (3) النبي عليهم الصلوات (4).
(1) الحق أن التي اتخذته ابناً هي امرأة فرعون لابنته، كما في القرآن الكريم. انظر ما قاله المؤلف في كلمة "الآل" ص 124.
(2)
وهكذا جاء في الحديث الذي أورده ابن حبان في الخاص والتسعين من الأول عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا رأى أحدكم المرأة التي تعجبه، فليرجع إلى أهله حتى يقع بهم، فإنَّ ذلك مَعَهم". انظر الإحسان 7: 438.
(3)
وهو قوله تعالى في سورة الأحزاب: 33 {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} .
(4)
لم يذكر المؤلف هنا الشواهد من كلام العرب، وأجَّل ذلك، ولم يمهله الأجل، ولكن أورد بعضها في تعليقاته، فيقول (ص 191) تحت الآية الكريمة: 73 من سورة هود:
"الضمير في {أَتعجبينَ} و {عليكم} لامرأة إبراهيم. وضمير الجمع المذكر يستعمل للنساء كثيراً، وخاصة إذا عبر عنها "بأهل"، كما ترى في سورة الأحزاب
…
ومن ينظر في أشعار العرب يجد كثيراً من الأمثلة. قال امرؤ القيس:
فَلَو أنَّ أهلَ الدَّارِ فِيهَا كَعَهْدِنَا
…
وَجَدتُ مَقِيلاً عِندَهُم وَمُعَرَّسَا
[ديوانه: 105، وفي الأصل: فلو كان، والتصحيح من الديوان].
وقال عُمَر بن أبي ربيعة القرشي، وقد جمع بين الخطابين كما في الآية:
1 -
فَوَالله ما لِلْعَيْشِ ما لَم أُلَاقِكُمْ
…
وَما لِلْهَوَى إذْ ما تُزَارِينَ مِنْ طَعمِ =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= 2 - ألَمْ تَعلمي ما كنتُ آلَيْتُ فِيكُمُ
…
وَأَقْسَمْتِ لَا تَخْلِينَ ذاكِرَةً بِاسْمِي
[شرح ديوانه: 243. لا تخلين: أي لا تكونين في خلوة. وفي نسخة: لا تحكين].
ولولا كراهة الأشعار [لأنّ هذه التعليقات كانت في حواشي نسخته من المصحف] لسردت كثيراً في هذا الباب. وهكذا في موسى عليه السلام في سورة القصص. [يعني الآيتين:12 - 13].
وتساءل الإمام الرازي إذا حمل أحدٌ {أُوْلئكَ} في قوله تعالى في سورة النور: 26 {أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ} على عائشة وصفوان رضي الله عنهما، فقال في تفسيره:"ومتى حملته على عائشة وصفوان -وهما اثنان- فكيف يعبّر عنهما بلفظ الجمع؟ ". ثم أجاب عن ذلك بوجهين: "الأول أن ذلك الرمي قد تعلق بالنبي صلى الله عليه وسلم وبعائشة وصفوان
…
الثاني أن المراد به كل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم
…
" فعلّق على قوله الفراهي رحمه الله في حاشية نسخته من التفسير الكبير 6: 369، فقال:
"لا يليق بالمفسر أن يكون قليل البضاعة في علم لسان العرب، وقد خفي على الرازي مواضع لا تكاد تخفى على من سرح النظر في كلام العرب القح. فاعلم أن الضمير كثيراً ما يجمع للمرأة ويذكر، ليكون كناية عنها. وكثرت الأمثلة، فدونك بعضها: قال:
فإن شِئْتِ حَرَّمْتُ النسَاءَ سِواكُمُ
…
[وَإنْ شِئْتِ لَمْ أَطْعَم نُقاخاً ولا بَرْدَا]
[البيت للعرجي في اللسان (نقخ) والنُقاخ: الماء البارد العذب الصافي].
ثم أورد بيتي عمر بن أبي ربيعة، وقال:
"وفي هذه الأبيات ترى للمرأة ضمير الجمع والوحدة معاً. وهذا القدر مقنع ولو شئنا لكثّرنا الأمثلة".
وأحبّ أن أورد هنا جملة من الشواهد وهي غيض من فيض. فأسوق أولاً أبياتاً خاطب فيها الشاعر امرأة واحدة بصيغة الجمع.
أولاً:
- قال الأعشى من قصيدة في الديوان (ط 7) 179:
أجُبيرُ هل لأِسيرِكُمْ مِن فادِي
…
أم هل لطالبِ شِقّةٍ مِن زادِ
- وقال دُرَيد بن الصِّمَّة يُخاطب الخَنْسَاء الشاعرة:
أخُنَاسُ قَدْ هَامَ الْفُؤادُ بِكُمْ
…
وَاعْتادَهُ داءٌ مِنَ الْحُبِّ
الإصابة: ترجمة الخنساء رقم 11106، وانظر ديوانه:34.
- وقال زياد بن حَمَل من حماسية في شرح المرزوقي 578: =
............................
= رُوَيْقَ، إنّي- وما حَجَّ الحَجيجُ لَهُ
…
وما أَهَلَّ بِجَنبَي نَخْلَةَ الحُرُمُ
لَمْ يُنْسِنِي ذِكْرَكُم مُذْ لَمْ أُلَاقِكُمُ
…
عَيشٌ سَلَوتُ بِه عَنْكُم ولا قِدَمُ
رُوَيْق: ترخيم رُوَيقة: اسم امرأة.
- وقال وَرْد الجَعدي من حماسية في شرح المرزوقي 539:
خَلِيلَيَّ عُوجَا بَارَكَ اللهُ فِيكُما
…
وَإنْ لَمْ تَكُنْ هِندٌ لأرضِكُما قَصْدَا
وقُولَا لهَا لَيسَ الضَّلالُ أجارنا
…
ولكنّنا جُزنا لِنَلْقَاكُمُ عَمْدا
- وقال الحماسي (المرزوقي: 468) وهو العَرْجي في شرح التبريزي 3: 124:
وَلَمّا رأيتُ الكاشِحِينَ تتَبَّعُوا
…
هَوَانَا وَأبْدَوا دُوننَا نَظَراً شَزْرَا
جَعَلْتُ وما بِي مِنْ جَفَاءٍ وَلَا قِلًى
…
أزُورُكُمُ يَوماً وأهْجُرُكُمْ شَهْرا
- وقال أبو صَخْر الهذلي (شرح المرزوقي: 462):
بيَدِ الَّذِي شَعَفَ الْفُؤادَ بكُمْ
…
تَفْرِيجُ مَا أَلْقَى مِنَ الْهَمِّ
وانظر أشعار الهذليين: 975 شَعَفَ الفؤادَ: أصاب شَعَفَتَه، وهي أعلاه.
- قال يزيد بن ربيعة بن مُفَرِّغ الحميري من قصيدة في ديوانه 54:
وقالَت تَجَنَّبْنَا ولا تَقْرَبَنَّنَا
…
فكيف وَأنتم حاجَتي أتَجَنَّبُ
- وقال خالد بن زهير -وكان ابن أخت أبي ذؤيب الهذلي- من قصيدة في أشعار الهذليين 215:
وقاسَمَها بِالله جَهْداً لأَنْتُمُ
…
ألَذُّ مِنَ السَّلْوَى إذا ما نَشُورُها
الشَور: استخراج العَسَل.
وقال الحارث بن خالد المخزومي من قصيدة في شعره 95:
يا بُسْرُ إنّكمُ شَطَّ البعادُ بكم
…
فما تُنيلوننا وَصْلاً ولا نِعَما
ثانياً:
ومن الأبيات التي جمع فيها الشاعر بين الخطابين للمرأة الواحدة:
- قول امرئ القيس من قصيدة في ديوانه 101:
أماويَّ هَل لي عندكم مِن مُعرَّسِ
…
أم الصرمَ تختارين بالوصل نَيئسِ
- وقول عَنْتَرة في معلقته:
إنْ كُنْتِ أزْمَعْتِ الفِراقَ فإنَّما
…
زُمَّتْ رِكابُكُمُ بِلَيلٍ مُظْلِمِ
شرح ابن الأنباري: 303 زُمَّتْ: أي شُدَّت بالأزِمَّةِ.
- وقال الأعشى من قصيدة في ديوانه 41:
فَاذْهَبي ما إليكِ أدْركَنِي الحِلْـ
…
ـمُ عَدَانِي عَن ذِكرِكُم أَشغالِي =
............................
= - وقال حسّان بن ثابت من قصيدة في ديوانه 1: 62.
لَعمرُ أبيكِ الخَيرِ مَا ضَاعَ سِرُّكُم
…
لَدَيَّ فَتَجْزِيني بِعَاداً وَتَصْرَمِي
- وقال أبو ذؤيب الهذلي من قصيدة في أشعار الهذليين: 205 - 206.
وَأُصانِعُ الْوَاشِينَ فِيكِ تجملاً
…
وَهُمُ عَلَيَّ ذَوُو ضَغَائنَ دُؤَّبُ
وَتَهِيجُ سَارِيةُ الرِّياحِ مِنَ ارضكم
…
فَأرى الجنَابَ لها يُحَلِّ وَيُجْنَبُ
وَأرَى الْعَدُوَّ يُحِبّكم فَأُحِبُّه
…
إنْ كانَ يُنْسَبُ مِنْكِ أو لا يُنسبُ
يُجنَب: أي تصيبه الجَنوبُ. الجناب: ما حول القوم. يُنسب: أي يقال: هو من: أهلها.
- وقال أيضاً من قصيدة أخرى 1: 36.
فَإنْ تزعميني كنتُ أجْهَلُ فِيكُمُ
…
فَإنِّي شَرَيتُ الحِلْمَ بعدَكِ بِالجهلِ
- وقال المتوكل اللّيثي من قصيدة في شعره 110:
قِفِي قَبْلَ التفرق يا أُمَامَا
…
وَرُدِّي قبلَ بَينكِمُ السَّلامَا
- وقال نُصَيب من قصيدة في شعره 60:
وَقُل إنْ ننَلْ بِالوُدِّ مِنْكِ محبةً
…
فَلَا مثلَ ما لَاقيتُ مِن حُبِّكُم حُبُّ
- وقال جرير من قصيدة في ديوانه: 91:
إنْ كانَ طِبُّكم الدَّلَالَ فَإنَّهُ
…
حَسَنٌ دَلالُكِ يَا أُمَامَ جَمِيلُ
- وقال أبو صخر الهذلي (شرح المرزوقي: 462):
فَتَعَلَّمِي أن قَدْ كَلِفْتُ بكم
…
ثُمَّ افْعَلِي مَا شِئتِ عَنْ عِلْمِ
- وقال العَرْجي من أبيات في الأغاني 1: 384.
عُوجي عَلَيَّ فَسَلِّمِي جَبْرُ
…
فِيمَ الصّدودُ وأنتم السَّفرُ
- قالَ جعفر بن عُلبة الحارثي من مخضرمي الدولتين من حماسية (شرح المرزوقي: 54).
فلا تَحْسَبي أنِّي تخشَّعْتُ بَعدَكُم
…
لِشَيءٍ ولا أنِّي مِنَ الموتِ أَفْرَقُ
- وقال أَبو حَيَّة النُمَيري من مخضرمي الدولتين (الكامل 1: 72).
وَخَبَّرَكِ الواشون أَنْ لَن أُحِبَّكُمْ
…
بَلَى وسُتُورِ الله ذاتِ المَحارِمِ
أصُدُّ وَمَا الصَدُّ الَّذِي تَعْلَمِينَهُ .. شفاءً لَنا إلَاّ اجتراعُ العَلاقِمِ
حَياءً وَبُقْيَا أَنْ تَشِيعَ نَمِيمَةٌ
…
بِنَادِيكُمُ، أفٍّ لأِهلِ النَّمَائمِ
- وقال مُليح بن الحَكَم الهذلي من قصيدة في أشعار الهذليين 1052:
فَقلتُ لَها يا لَيَلَ كيف أزورُكُمْ
…
وقد جَعَلَت فِي جَنبكِ الحَرْبُ تَحدَبُ
- تحدَبُ: تحرّك وتَجِدّ. =