الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
العام والخاص
(1)
(1) ربما يراد من اللفظ معنى أعمّ مما يستعمل فيه عادة، ويسمونه التجريد، وربما [يراد](2) منه معنى أخصّ مما يستعمل فيه عادة.
أما الأول فكما في قوله تعالى:
{وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ} (3).
أي هدأ وسكن، وكما في قوله تعالى:
{فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ} (4).
أي قارب أن ينقضّ. ولا أراه من المجاز ولا من التشبيه، فلم ينسب الإرادة إليه، ولا شبّه الجدار بذوي الحسّ. وكثيراً ما يقع ذلك عند العطف والبدل مثلاً قوله تعالى:
{وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ} (5).
أي تمكنوا من الدار (6) وقوله تعالى:
(1) هذا الرقم يشير إلى أن الفصل ناقص.
(2)
من المطبوعة.
(3)
سورة الأعراف، الآية:154.
(4)
سورة الكهف، الآية:77.
(5)
سورة الحشر، الآية:9.
(6)
في البحر المحيط: "قيل هو من عطف الجمل، أي واعتقدوا الإيمان، قاله أبو علي، فيكون كقوله:
علفتها تبناً وماء بارداً =
{قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا *رسولاً} (1).
أي أرسل (2).
وفي سورة الأعراف مثال في العطف (3).
= أو يكون ضمّن تبوأوا معنى لزموا
…
وقال ابن عطية: والمعنى تبوأوا الدار مع الإيمان معاً، وبهذا الاقتران يصح معنى قوله (من قبلهم) فتأمله". انظر البحر 10:143 والمحرر 5: 287. ولعل قول ابن عطية أظهر.
(1)
سورة الطلاق، الآيتان: 10 - 11.
(2)
في الأصل والمطبوعة: أرسلنا. وذلك لسهو وقع فيها في نقل الآية الكريمة. وللمعربين عدة أقوال في الآية (البحر المحيط 10: 204) أجودها (عند الزجاج) وأبينها معنًى (عند ابن عطية) أن يكون (رسولاً) منصوباً بفعل محذوف وهو بعث أو أرسل، وقد دلّ عليه (أنزل). انظر معاني الزجاج 188:5 والمحرر 327:5. وانظر دلائل النظام للمؤلف: 66.
(3)
لعل المؤلف رحمه الله يقصد قوله تعالى (50): {وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ} . يقول أبو حيان: "يحتمل وجهين: أحدهما أن يكون (أفيضوا) ضمّن معنى ألقوا، فيصح العطف. ويحتمل أن يكون أضمر فعلاً بعد أو، وهو ألقوا. وهما مذهبان للنحاة فيما عطف على شيء بحرف عطف والفعل لا يصل إليه. والصحيح منهما التضمين لا الإضمار على ما قررناه في علم العربية" البحر المحيط 5: 61.