الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أي نخيلاً طويلة (1).
ولذلك جاء {مِن تحتِهَا} (2). قال عَبِيد بن الأبرص:
أو جدولٌ في ظلالِ نخلٍ
…
لِلماء مِن تحته سُكوبُ (3)
(55) الحُكم والحِكمة والصالح
(4)
{رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ} (5).
التصوير الصحيح البيّن للمفردات من أوائل التأويل، وذلك يُستنْبَطُ من مواقع الكلمات.
= ومختارات ابن الشجري: 215 (نعمان طه). والبيت وحده في المقاييس (جنن) واللسان (سحق، قتل، جنن). الأعلم: يقول: كأن عينيّ من كثرة دموعها في غربي ناقة مقتَّلة - وهي التي ذُلِّلت بكثرة العمل- ينضح عليها، أي يُسقى. وخص النخل لأنه أحوج إلى كثرة الماء من الخضر وما أشبهها. والسحق: جمع سَحوق، وهي طويلة.
(1)
وقال زياد بن حَمَل -وقيل زياد بن منقذ- من قصيدة في الحماسة (المرزوقي: 578):
وجَنّةٍ ما يذُمّ الدهرَ حاضرُها
…
جَبّارُها بالنَّدَى وَالحَملِ محتزِمُ
الجبّار: النخلة الطويلة. الحمل: الطلع.
(2)
يعني في وصف الجنة، وهو يتكلم على الآية الكريمة 25 من سورة البقرة، وفي المطبوعة: جاء في الآيات: من تحتها الأنهار.
(3)
البيت من مجمهرته. انظر الديوان: 12 وجمهرة الأشعار: 471 وشرح القصائد العشر: 471. والبيت وحده في المقاييس واللسان (قسب). وصلة البيت قبله بيتين:
عيناك دمعُهما سَروبُ
…
كأنّ شأنَيهما شَعيبُ
سَروب: كثير الجريان. الشأن: مجرى الدم. الشعيب: القِربة الخَلَق. ومثله قول امرئ القيس من لاميّة في رواية المفضل (الديوان: 189):
عيناك دمعُهما سِجالُ
…
كأنَّ شأنيهما أوشالُ
أو جدولٌ في ظلالِ نخل
…
للماء من تحته مَجالُ
(4)
المطبوعة: 37 - 38. وانظر "الحكم والحكمة" في ص 172. وانظر في صفة "الصلاح" تفسير سورة الفاتحة للمؤلف: 56.
(5)
سورة الشعراء، الآية:83.
"الحُكم": مبدأ الحكمة، وهو: الفهم الصحيح، ثم القضاء والحكم به. فإذا كمل ذلك، وصار ملكة راسخة سمي "الحكمة".
وأما "الصلاح" فهو عبارة عن أثر الحكمة والعلم، فيشير إلى العمل الصالح. كما جاء كثيراً:{الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} وأشباهه.
والأحسن في الدعاء الاقتصار والقنوع، فيطلب المبادئ الجوامع. فمن طلب الحُكم طمح إلى الحكمة، والحكمة خير كثير.
وكما أن الحكم هو بدء الحكمة، فكذلك الصلاح هو الأصل الكلّي للكمال. فطلبُ الصلاح أيضاً طموحٌ إلى كمال النفس والتقرب والرضوان.
وهكذا الدعاء للهداية (1):
{اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} .
فهذه كلُّها طلبُ المبادئ الجوامع، ووقوفٌ على حاشية البساط حتى يكون الربّ تعالى هو الحاكم بما يرضى من تقريب عبده إلى حيث يشاء، ففيه التفويض وإحسان الرجاء.
ومنه قوله تعالى:
{مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} (2).
تفويضاً إلى الكريم الرحيم. وهكذا فسّره النبي صلى الله عليه وسلم (3).
(1) في المطبوعة: للهداية إلى {الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ
…
} ولعل الصواب كما أثبتنا. وانظر تفسير سورة الفاتحة للمؤلف: 53 - 54.
(2)
سورة الفاتحة، الآية:4.
(3)
وذلك في الحديث القدسي المشهور الذي أخرجه مسلم في كتاب الصلاة، باب وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة، عن أبي هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل
…
" الحديث. وفيه: "وإذا قال (يعني العبد){مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} قال (يعني الله تعالى): مجَّدَنِي عَبْدِي، وقال مرة: فَوَّضَ إليّ عبدي". انظر النووي 4: 345.