الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(39) لا
ربما تأتي قبل الفعل لإثبات ضده كقوله:
{لا يُحِبُّ اَلظَلِمِينَ} (1).
أي يبغضهم (2):
ومنه قوله تعالى:
أي يبطل ما علموه (4)، ويعلموا خلافه: وهو أن يعلموا أنهم لا يقدرون (5).
(1) سورة آل عمران، الآيتان: 57 - 140، سورة الشورى، الآية:40.
(2)
وقال في كتابه أساليب القرآن: 44 في أسلوب النفي: "لاستعمال النفي وجوه: فمنها إرادة الإثبات لمخالف النفي، مثل {لا يُحِبُّ} بمعنى: يبغض، وهذا كثير".
(3)
سورة الحديد، الآية:29.
(4)
هذا يختلف عما قبله، فإنّ ضد (لا يعلم) لا يكون "يبطل ما علموه". (ن).
(5)
نرى المؤلف قد عالج تفسير الآية الكريمة عدة مرات في كتاباته. فنجد ثلاثة نصوص في تعليقاته التفسيرية أحدها يوافق ما قال هنا وهو قوله (ص 445):
1 -
"قال الزمخشري: لا زائدة، والمعنى: ليعلم أهل الكتاب عجزهم. وقيل: لئلا يعلم أهل الكتاب عجز المؤمنين. الأول هو القول المشهور والثاني قول أبي مسلم لاجتنابه كل ما يفتح باب الفتنة. فإنك إن قدرت أو حذفت مثل كلمة "لا" لم تأمن على حدود الشريعة، إلا أن يجعلوا لهذه الزيادة قاعدة، ولم يجعلوها. وعندي المعنى ما يفهم من القول المشهور، ولكن لا أجعل "لا" زائدة. وبيانه أن المنفي ربما ينوب [عن] =
والدليل على معنى الإثبات ما جاء من قوله:
= المثبت كقوله: {لا يحبُّ الظالمين} أي يبغضهم. {لئلَاّ يَعْلَمَ} معناه: يبطل علمهم الأول. ثم بين ما ينتج من بطلان هذا العلم الذي لهم من قبل، فيحصل لهم علم آخر. فإن العلم يبطل بالعلم. وهذا التأويل يقرب إلى الفهم بعدما فهمت استعمال "أنْ" فإنها حرف جمّ المعاني، وقد بينتها في المفردات. ومثال هذه "أن" في قوله:{قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا} [الأنعام: 151] وقوله: {مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا (92) أَلَّا تَتَّبِعَنِ} [طه: 93].
2 -
وقال في موضع آخر من تعليقاته: 449.
"قد أشكل هذا النص على الناس، فذهبوا إلى أن "لا" هاهنا زائدة، وهذا لاضطرارهم. وأرى أن أهل الكتاب لو علموا أنهم لا يقدرون على شيء من فضل الله لما حسدوا ولما سخطوا على ما فضل الله به هذه الأمة، فالله تعالى يؤتيهم كفلين. وينتج من ذلك زيادة سخطهم وزيادة جهلهم بأن الفضل بيد الله، وهكذا جاء في الحديث والإنجيل".
وفي الصفحة نفسها تعليق آخر مثله.
3 -
ذكر المؤلف رحمه الله في كتابه أساليب القرآن: 29 أنواع الحذف فقال:
"ومنها حذف جملة، كقوله تعالى: {وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ} [الأنبياء: 95]، أي حرام أن يرجعوا". وبذلك فسّر الطبري 12: 325 قوله تعالى في سورة الأعراف: 12 {قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَاّ تَسْجُدَ إذ أَمَرْتُكَ} فقال: "والصواب من القول في ذلك أن يقال: إن في الكلام محذوفاً قد كفى دليل الظاهر منه، وهو أن معناه: ما منعك من السجود، فأحوجك أن لا تسجد
…
".
وكذلك نجد في كتاب الأساليب: 9 إفادة من إفاداته المثبتة في الحاشية. قال فيها: "إنّ لا" في قوله تعالى: {لئلَاّ يَعْلَمَ} -وأورد الآية الكريمة- ليست بزائدة إنما السرّ في "أن". إنها بيان لما لم يذكر وعوض عنه، كأنه قيل: لئلا يعلم أهل الكتاب أن فضل الله بأيديهم كلا إنهم لا يقدرون على شيء من فضل الله" إلى آخره. وانظر "أن" في هذا الكتاب برقم 9 - (ج). الأمثلة المذكورة لا تحتاج إلى تقدير محذوف إذا قلنا إن (أنْ) أو (أنَّ) للبيان - (ن).
(1)
العبارة "أي يبطل - بيد الله" ساقطة من المطبوعة ومكانها: "أي ليظهر جهلهم في ذلك الوقت
…
" ولعله مأخوذ من النص الثاني.