الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل السابع:
في نقض الوضوء من القهقهة في الصلاة
القهقهة خارج الصلاة لا تنقض الوضوء اتفاقاً، وأما في الصلاة، فقد اختلف العلماء،
فقيل: تنقض الوضوء في الصلاة إلا صلاة الجنازة وسجدة التلاوة، وهو مذهب الحنفية
(1)
.
وقيل: لا تنقض، وهو مذهب الجمهور
(2)
، وهو الصحيح.
دليل الحنفية على القول بالنقض
.
الدليل الأول:
(1109 - 338) ما رواه الدارقطني من طريق إبراهيم بن سعد، عن ابن
(1)
انظر الأصل (1/ 171)، المبسوط (1/ 77)، شرح فتح القدير (1/ 45)، تبيين الحقائق (1/ 11)، البحر الرائق (1/ 42 - 44)، بدائع الصنائع (1/ 32)، وأما استنثناء صلاة الجنازة وسجدة التلاوة قال السرخسي في المبسوط (1/ 78): وصلاة الجنازة ليست بصلاة مطلقة، وكذلك سجدة التلاوة. اهـ
والحق أن ما ثبت للصلاة ثبت لصلاة الجنازة إلا بدليل، لأنها صلاة لغة وشرعاً، وأما سجدة التلاوة فقد قدمنا في كتاب الحيض والنفاس أن سجدة التلاوة ليست بصلاة أصلاً، ولا تشترط لها الطهارة.
(2)
انظر في مذهب المالكية: المدونة (1/ 190)، المنتقى للباجي (1/ 65)،
وانظر في مذهب الشافعية: المهذب (1/ 24)، الخلافيات للبيهقي (2/ 361)، مغني المحتاج (1/ 32).
وانظر في مذهب الحنابلة: المغني (1/ 116)، كشاف القناع (1/ 149).
إسحاق، حدثني الحسن بن دينار، عن الحسن بن أبي الحسن، عن أبي المليح بن أسامة،
عن أبيه، قال: بينا نحن نصلي خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أقبل رجل ضرير البصر، فوقع في حفرة، فضحكنا منه، فأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بإعادة الوضوء كاملاً وإعادة الصلاة من أولها
(1)
.
[اضطرب فيه ابن إسحاق، والمعروف كونه مرسلاً عن أبي العالية عن النبي صلى الله عليه وسلم]
(2)
.
(1)
سنن الدراقطني (1/ 160، 161).
(2)
اضطرب فيه ابن إسحاق،
فقيل: عن إبراهيم بن سعد، عن ابن إسحاق، عن الحسن بن دينار، عن الحسن بن أبي الحسن، عن أبي المليح بن أسامة، عن أبيه.
وقيل: عن محمد بن مسلمة، عن ابن إسحاق، عن الحسن بن دينار، عن قتادة، عن أبي المليح، عن أبيه به.
وقيل: عن ابن إسحاق، عن الحسن بن عمارة، عن خالد الحذاء، عن أبي المليح، عن أبيه.
فأما رواية إبراهيم بن سعد، عن ابن إسحاق، عن الحسن بن دينار، عن الحسن بن أبي الحسن، عن أبي المليح بن أسامة، عن أبيه.
فقد أخرجه الدراقطني كما في إسناد الباب، ومن طريق الدارقطني: رواه البيهقي في الخلافيات (684)،
وأخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 302) ومن طريقه ابن الجوزي في العلل المتناهية (613)، وفي التحقيق (235) من طريق إبراهيم بن سعد به.
قال ابن الجوزي في العلل: وهذا لا يصح، وابن دينار هو الحسن، وقد كذبه العلماء، منهم شعبة. اهـ =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وقال البخاري في تاريخه الكبير: تركه يحيى وابن مهدي ووكيع وابن المبارك. (2/ 292)
وقال النسائي: متروك. تهذيب التهذيب (2/ 240).
وقال أحمد: لا أكتب حديثه. المرجع السابق.
وأما رواية محمد بن مسلمة، عن ابن إسحاق، عن الحسن بن دينار، عن قتادة، عن أبي المليح، عن أبيه به.
فقد أخرجه الدارقطني في سننه (1/ 162) والبيهقي في الخلافيات (683).
قال الدارقطني: الحسن بن دينار: متروك الحديث. اهـ
ووراه الدارقطني (1/ 163) من طريق داود بن المحبر، نا أيوب بن خوط، عن قتادة، عن أنس.
قال الدارقطني: رواه داود بن المحبر، وهو متروك، يضع الحديث، عن أيوب بن خوط، وهو ضعيف. اهـ
ورواه الدارقطني (1/ 162) من طريق عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة، نا سلام بن أبي مطيع، عن قتادة، عن أبي العالية وأنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
قال الدارقطني: لم يروه عن سلام غير عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة، وهو متروك يضع الحديث.
قلت: المعروف من رواية قتادة أنه يرويه عن أبي العالية مرسلاً.
فقد أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (3761)، من طريقه الدارقطني (1/ 163) والبييهقي في الخلافيات (696) عن معمر، عن قتادة، عن أبي العالية، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً.
كما أخرجه الدراقطني (1/ 163) والبيهقي في الخلافيات (695،694) من طريق أبي عوانة، وابن أبي عروبة فرقهما.
وأخرجه الدراقطني (1/ 163) من طريق سعيد بن بشير، عن قتادة، عن أبي العالية مرسلاً.
وأخرجه الدارقطني (1/ 163) من طريق سلم بن أبي الذيال، عن قتادة، قال: بلغنا عن النبي صلى الله عليه وسلم
…
مثله. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= قال الدارقطني: وهذا هو الصحيح عن قتادة، اتفق عليه معمر وأبو عوانة وسعيد بن أبي عروبة وسعيد بن بشير، فرووه عن قتادة، عن أبي العالية، وتابعهم عليه سلم بن أبي الذيال، عن قتادة، فأرسله، فهؤلاء خمسة ثقات رووه عن قتادة، عن أبي العالية مرسلاً، وأيوب بن خوط وداود بن المحبر وعبد الرحمن بن عمرو بن جبلة والحسن بن دينار كلهم متروكون، وليس فيهم من يجوز الاحتجاج بروايته لو لم يكن له مخالف، فكيف وقد خالف كل واحد منهم خمسة ثقات من أصحاب قتادة. اهـ
وأما رواية ابن إسحاق، عن الحسن بن عمارة، عن خالد الحذاء، عن أبي المليح، عن أبيه. فقد ذكرها الدارقطني (1/ 161).
قال الدارقطني: وأما قول الحسن بن عمارة، عن خالد الحذاء، عن أبي المليح، عن أبيه، فوهم قبيح، وإنما رواه خالد الحذاء، عن حفصة بنت سيرين، عن أبي العالية، عن النبي صلى الله عليه وسلم. رواه عنه كذلك سفيان الثوري وهشيم ووهيب وحماد بن سلمة وغيرهم، وقد اضطرب فيه ابن إسحاق في روايته عن الحسن بن دينار لهذا الحديث: فمرة رواه عنه عن الحسن البصري، ومرة رواه عنه عن قتادة، عن أبي المليح، عن أبيه، وقتادة إنما رواه عن أبي العالية مرسلاً عن النبي صلى الله عليه وسلم، كذلك رواه عنه سعيد بن أبي عروبة ومعمر وأبو عوانة وسعيد بن بشير وغيره. الخ كلامه رحمه الله تعال.
ثم ساق في سننه (1/ 168) بأسانيده رواية الثوري وحماد ووهيب بن خالد فرقهم عن خالد الحذاء، عن حفصة، عن أبي العالية، عن النبي صلى الله عليه وسلم مخالفين بذلك الحسن ابن عمارة.
كما رواه حفص بن سليمان المنقري، عن حفصة بنت سيرين، عن أبي العالية مرسلاً، وهذه متابعة لرواية خالد الحذاء من طريق الثوري وحماد ووهيب عنه.
وقد رواه الحسن البصري، واختلف عليه فيه:
فرواه الدارقطني (1/ 165) من طريق سفيان بن محمد الفزاري، عن عبد الله بن وهب، عن يونس، عن الزهري، عن سليمان بن أرقم، عن الحسن، عن أنس.
وخالف موهب بن يزيد سفيان بن محمد، فرواه الدارقطني (1/ 166) من طريق موهب ابن يزيد، نا ابن وهب، أخبرني يونس، عن ابن شهاب، عن الحسن، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً، ليس فيه ذكر أنس. =