الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الجزء الخامس والعشرون
بسم الله الرحمن الرحيم
تقديم
هذا هو الجزء الخامس والعشرون من نهاية الأرب في فنون الأدب لشهاب الدين النويرى، يروعنا منه منهج المؤرخ النزيه، عفة في اللفظ وحيدة في الحكم ودقة في النقل، تلاحظ عفة اللفظ بخاصة وأنت تقارن لفظه وهو يتحدث عن القرمطة بلفظ غيره من المؤرخين الذين سبقوه دون استثناء، هذا بالإضافة إلى أسلوب في العرض فريد في زمنه، وإلى تضمّنه لنقول تبيّن عقائد وآراء عبثت بها الأساطير، نقلها عن الشريف محمد بن على العلوى المعروف بأخى محسن، وهو مؤرخ ضاعت- أو بتعبير أدق- لم يصلنا من كتبه إلا شىء يسير.
وهذا الجزء أيضا ثمرة لثلاث مخطوطات محفوظة بدار الكتب المصرية برقمى 549، 551 معارف عامة ورقم 699 تاريخ (الخزانة التيمورية) ، ولقد رمزت للأولى بحرف ك وللثانية بحرف اوللثالثة بحرف ت. أما المخطوطة ت فلولا ما فيها من سقط في مواضع مختلفة لكانت فائدتها محققة، أما المخطوطتان ك، افقد سبق لى أن تحدثت عنهما وأنا أقدم الجزء الثانى والعشرين، ويزيدنى هذا الجزء اقتناعا بأن المخطوطة ايتميز ناسخها بالدقة والأمانة في النقل، هذه الدقة
فى النقل ورسم الحروف ثمرة عناية ناسخ يعمل للسلطان، ترى ذلك واضحا- على غلاف النصف الأول من هذا الجزء- بالقول قد وقف هذه النسخة الجليلة سلطاننا الأعظم والخاقان المعظم مالك البرين والبحرين خادم الحرمين الشريفين السلطان ابن السلطان السلطان محمود، وقفا شرعيا لمن طالع وتبصّر واعتبر وتذكر أجزل الله تعالى لواءه وأوفره، حرره الفقير أحمد شيخ زادة المفتش بأوقاف الحرمين الشريفين غفر لهما.
ومما هو جدير بالذكر، أنّه رغم هذا الوقف فقد تداولتها أيد بيعا وشراء، كما يتبين ذلك مما على غلافها، ومهما يكن من أمر هذا التداول فإنه لم يؤثر على المخطوطة تأثيرا يفسدها، وكل ما طرأ هو رغبة في تجليد ترتّب عليها تأثير المادة الملصقة على الصفحة الأولى، فذهبت أنصاف سطورها، وهو شىء يمكن تداركه بيسر.
وأخيرا أرجو أن أكون قد أديت واجبى، والله ولى التوفيق.
القاهرة في مايو سنة 1962 م د. محمد جابر الحينى