الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر حبس أولاد الحسن
قد ذكرنا أن المنصور حبس عبد الله بن حسن، وقيل إن رياحا هو الذى حبسهم، حكى عن على بن عبد الله بن محمد بن عمر بن على أنه قال: حضرنا باب رياح في المقصورة، فقال الآذن: من كان ههنا من بنى حسن «1» فليدخل، فدخلوا من باب المقصورة، وخرجوا من باب مروان، ثم قال: من كان ههنا من بنى حسن فليدخل، فدخلوا من باب المقصورة، ودخل الحدادون من باب «2» مروان، فدعا بالقيود فقيدهم وحبسهم، وكانوا: عبد الله بن الحسن بن الحسن ابن على، وحسن وإبراهيم ابنى حسن، وحسن بن جعفر بن حسن ابن حسن «3» ، وسليمان وعبد الله ابنى داود بن حسن بن حسن، ومحمد وإسماعيل وإسحاق بنى إبراهيم بن حسن بن حسن، وعباس ابن حسن بن حسن «4» ، فلما حبسهم لم يكن فيهم على بن حسن بن حسن بن على العابد، فلما كان الغد بعد الصبح وإذا برجل قد أقبل متلففا، فقال له رياح: مرحبا بك ما حاجتك؟ قال: جئتك لتحبسنى مع قومى، فإذا هو على بن حسن بن حسن، فحبسه معهم.
وكان محمد قد أرسل ابنه عليا إلى مصر يدعو إليه، فبلغ خبره
عامل مصر، وقيل له إنّه على الوثوب بك، والقيام عليك بمن شايعه، فقبضه وأرسله إلى المنصور، فاعترف له وسمّى أصحاب أبيه، وكان فيمن سمّى عبد الرحمن بن أبى الموال «1» وأبو جبير «2» ، فضربهما المنصور وحبسهما وحبس عليا، فبقى محبوسا إلى أن مات؛ وكتب المنصور إلى رياح أن يحبس معهم محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفّان المعروف بالديباج، وكان أخا عبد الله بن حسن بن حسن لأمه- أمهما جميعا فاطمة بنت الحسين بن على رضى الله عنهما؛ فأخذه معهم، وقيل إن المنصور حبس عبد الله بن حسن بن حسن بن على وحده وترك باقى أولاد حسن، فترك حسن بن حسن بن حسن خضابه حتى نصّل حزنا على أخيه عبد الله، فكان المنصور يقول: ما فعلت الحادّة؟ ومرّ حسن بن حسن بن حسن على إبراهيم بن حسن وهو يعلف إبلا فقال: أتعلف إبلك وعبد الله محبوس!! يا غلام- أطلق عقلها ففعل، ثم صاح في أدبارها فلم يوجد منها بعير، فلما طال حبس عبد الله بن حسن قال عبد العزيز بن سعيد للمنصور:
أتطمع في خروج محمد وإبراهيم وبنو حسن مخلّون؟! والله للواحد منهم أهيب في صدور الناس من الأسد، فكان ذلك سبب حبس الباقين في سنة أربع وأربعين «3» .