الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفيها فارق عبد العزيز بن أبى دلف الرىّ من غير سبب يعلم وأخلاها، فأرسل الحسن بن زيد القاسم بن على بن القاسم العلوى، فغلب عليها فأساء السيرة في أهلها، وخلع أبواب المدينة- وكانت من حديد- وسيّرها إلى الحسن، وبقى كذلك نحو سنتين «1» .
وفي سنة تسع وخمسين ومائتين
غلب الحسن بن زيد على قومس، ودخلها أصحابه، وفي سنة ستين ومائتين دخل يعقوب بن الليث الصفار طبرستان، وانهزم الحسن إلى أرض الديلم على ما نذكره في أخبار الدولة الصفارية.
ذكر وفاة الحسن بن زيد وشىء من أخباره وسيرته
كانت وفاته يوم الاثنين لثلاث خلون من رجب سنه سبعين ومائتين، فكانت مدة ولايته تسع عشرة سنة وثمانية أشهر وستة أيام- وقيل- واثنى عشر يوما، وكان مهيبا عظيم الخلق. حكى صاحب كنوز المطالب في بنى أبى طالب «2» عن الصولى: أن الحسن عطس يوما عطسة، وكان رجل يؤذن في المنارة ففزع فسقط منها إلى الأرض فمات. قال:
وكان أقوى البغال لا تحمله أكثر من فرسخين، وكان في آخر عمره يشق بطنه ويخرج منه الشحم ثم يخاط. وكان جوادا ممدوحا، امتدحه رجل فأعطاه عشرة آلاف درهم، وفيه يقول محمد بن إبراهيم الجرجانى وقد افتصد:
إنّما غيّب الطبيب شبا «1» ال
…
مبضع عندى في مهجة الإسلام
سرّت الأرض حين صبّ عليها
…
دم خير الورى وأعلى الأنام
وكان متواضعا لله عز وجل. حكى عنه أنه مدحه شاعر فقال الله فرد وابن زيد فرد، فردّ فقال: بفيك الكثكث يا كذّاب!! لم لا قلت: الله فرد وابن زيد عبد، ثم نزل عن مكانه وخرّ ساجد الله تعالى، وألصق خدّه بالتراب وحرم ذلك الشاعر. وكان عالما بالشعر «2» والعربية.
فمدحه شاعر فقال:
لا تقل بشرى ولكن «3» بشريان
…
غرّة الداعى ويوم المهرجان
فقال: كان الواجب أن تفتح الأبيات بغير لا، لأن الشاعر المجيد يتخيّر لأول القصيدة، ما يعجب السامع ويتبرّك به، ولو ابتدأت بالمصراع الثانى لكان أحسن، فقال الشاعر: ليس في الدنيا كلمة أجلّ من لا إله إلا الله وأوّلها لا، فقال له الحسن: أصبت، وأجازه. وأهدى إليه أبو العمر الطبرى سهمين في بعض الأعياد عليهما مكتوب:
أهديت للداعى إلى الحق
…
سهمى فتوح الغرب والشرق
زجّاهما «4» النصر وريشاهما
…
ريشا جناحى طائر المسبق
أيّد هذا للفال بالصدق
…
هما بشيرا دعوة الحق «5»