الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر القبض على الأمير منصور بن نوح وسمله
وفي سنة تسع وثمانين وثلاثمائة اجتمع بكتوزون وفايق وتشاكير؟؟؟
ما هما فيه من قلة إنصاف الأمير لهما، فقبضا عليه وأمر بكتوزون من سمل عينيه، فكانت مدة ولايته سنة واحدة وسبعة أشهر.
ذكر ولاية عبد الملك بن نوح بن منصور
قال: ولما قبضا على الأمير منصور وسملاه أقاما أخاه عبد الملك في الملك مقامه وهو صبى صغير، فأرسل محمود بن سبكتكين إلى فايق وبكتوزون بلومهما ويقبّح فعلهما، وقويت نفسه على لقائهما، وطمع في الملك والاستقلال به، وسار لقتالهم فسارا نحوه ومعهما عبد الملك، والتقوا واقتتلوا أشدّ قتال فانهزم السامانيّة، ولحق عبد الملك وفايق ببخارى، وقصد بكتوزون نيسابور فاتبعته جيوش محمود حتى لحق بجرجان، وسار محمود إلى هراة فعاد بكتوزون إلى نيسابور وملكها، فقصده محمود فهرب إلى بخارى بعد أن نهب مرو، واستقرّ ملك محمود بن سبكتكين بخراسان وخرجت عن ملك آل سامان.
ذكر انقراض الدولة السامانية
كان انقراضها في سنة تسع وثمانين وثلاثمائة على يد محمود بن سبكتكين بخراسان وإيليك الخان بما وراء النهر. فأما محمود فإنه ملك خراسان كما ذكرناه، وأما ايليك الخان وهو شمس الدولة
أبو نصر أحمد بن على فإن عبد الملك- لما انهزم من محمود- بقى بيده ما وراء النهر، فقصد بخارى واجتمع بها هو وفايق وبكتوزون وغيرهما من الأمراء والأكابر، فقويت نفوسهم وشرعوا في جمع العساكر، وعزموا على العود إلى خراسان، فاتفقت وفاة فايق في شعبان من السنة، فلما مات ضعفت نفوسهم ووهت قوّتهم، فإنه كان هو المشار إليه من بينهم، وكان خصيا من موالى الأمير نوح ابن نصر. قال: ولمّا اتصل الخبر بايليك الخان سار في جميع الأتراك إلى بخارى، وأظهر لعبد الملك المودّة والموالاة والحميّة له، فظنّوا صدقه فلم يحترسوا منه، وخرج إليه بكتوزون وغيره من الأمراء والقوّاد، فلمّا حضروا عنده قبض عليهم، وسار حتى دخل بخارى في يوم الثلاثاء عاشر ذى القعدة، فلم يدر عبد الملك ما يصنع لقلّة من معه فاختفى، ونزل ايليك الخان في دار الإمارة وبثّ العيون على عبد الملك، وشدّد في طلبه فظفر به فأودعه بايكند «1» فمات بها، وهو آخر الملوك السامانيّة، وانقرضت دولتهم على يده وحبس معه أخاه أبا الحارث منصور بن نوح، الذى كان في الملك قبله، وأخويه أبا إبراهيم إسماعيل وأبا يعقوب، وأعمامه أبا زكريا وأبا سليمان وغيرهم من آل سامان، وأفرد كل واحد منهم في حجرة، وكانت دولتهم قد انتشرت من حدود حلوان إلى بلاد الترك بما وراء النهر، وكانت من أحسن الدول سيرة وعدلا، وعدّة من ملك منهم عشرة ملوك وهم:
نصر بن أحمد بن أسد بن سامان، ثم أخوه إسماعيل بن أحمد،