الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الباب التاسع من القسم الخامس من الفن الخامس فى اخبار من استقل بالملك والممالك بالبلاد الشرقية والشمالية في خلال الدولة العباسية وهم ملوك خراسان وما وراء النهر والجبال وطبرستان وغزنه والغور وبلاد السند والهند والدولة السامانية والدو
لة الصفارية والغزنوية والغورية والدولة الديلمية الختلية.
ذكر أخبار الدولة السامانية وقيامها بما وراء النهر ونسب ملوكها وابتداء أمرهم
كان أوّل من نبغ منهم وظهر اسمه وولى من قبل الخلافة نصر بن أحمد بن أسد بن سامان خداه بن جثمان بن طمغاث بن نوشرد بن بهرام جوبين بن بهرام خشنش، وكان بهرام خشنش من الرىّ فجعله كسرى هرمز مرزبان أذربيجان، وكانت ولاية نصر بن أحمد ما وراء النهر في سنة إحدى وستين. ومائتين من قبل الخليفة المعتمد على الله العبّاسى؛ وكان المأمون، لمّا ولى خراسان في خلافة أبيه الرشيد، اصطنع أولاد أسد بن سامان، وهم نوح وأحمد ويحيى وإلياس، فقدّمهم ورفعهم واستعملهم، فلمّا أفضت الخلافة إلى المأمون ورجع
إلى العراق استخلف غسّان «1» بن عبّاد، فاستعمل غسان نوح بن أسد على سمرقند، وأحمد بن أسد على فرغانة، ويحيى على الشاش وأشروسنة، وإلياس على هراة وذلك في سنة أربع ومائتين، ثم أقرّهم طاهر بن الحسين على هذه الأعمال لما ولى خراسان، ثم توفى نوح بن أسد فأقرّ طاهر أخويه يحيى وأحمد على عمله، وكان أحمد بن أسد عفيفا عن المطاعم الدنيّة حسن السيرة، لا يقبل الرشا، ففيه يقول الشاعر:
ثوى ثلاثين حولا في ولايته
…
فجاع يوم ثوى في قبره حشمه
وقيل إنّ هذا الشعر إنما قيل في ابنه نصر.
وأمّا إلياس فإنه أقام بهراة إلى أن مات، فا؟؟؟ فر عبد الله بن طاهر ابنه أبا إسحاق محمد بن إلياس على عمله بهراة. وكان لأحمد بن أسد سبعة بنين وهم: نصر وأبو يوسف يعقوب وأبو زكريا يحيى وأبو الأشعث أسد وإسماعيل وإسحاق وأبو غانم حميد، فلما توفى أحمد بن أسد استخلف ابنه نصرا على أعماله بسمرقند، فبقى عاملا عليها إلى آخر الأيام الطاهريّة وبعدها إلى أن مضى لسبيله، وكان إسماعيل بن أحمد يخدم أخاه نصرا، فولاه بخارى في سنة إحدى وستين ومائتين، فهذا ابتداء أمرهم على سبيل الاختصار.
وهذه الولاية هى أوّل ولاية كانت لملوك هذه الدولة ولأهل هذا البيت من قبل الخليفة، ففى هذه السنة كان ابتداء دولتهم، وأوّل من استقلّ منهم بالولاية نصر هذا في هذا التاريخ، وكان قبل ذلك
يلى الأعمال من قبل عمّال خراسان، قال: ثم وقع [خلاف] بين نصر وأخيه إسماعيل مرة بعد أخرى حتى أفضى ذلك إلى الحرب بينهما، فتحاربا في سنة خمس وسبعين ومائتين، فظفر إسماعيل بأخيه نصر فلما جىء به إليه ترجّل إسماعيل له، وقبّل يده وردّه إلى موضعه بسمرقند، وتصرّف في النيابة عنه ببخارى وصلح ما بينهما، وكان إسماعيل خيّرا يحب أهل العلم والدين ويكرمهم، وببركتهم دام الملك في عقبة من بعده.
حكى عن أبى إبراهيم إسماعيل بن أحمد هذا قال «1» : كنت بسمرقند فجلست للمظالم وجلس أخى إسحاق إلى جانبى، فدخل أبو عبد الله محمد بن نصر الفقيه الشافعى فقمت له اجلالا لعلمه ودينه، فلما خرج عاتبنى أخى وقال: أنت أمير خراسان يدخل عليك رجل من رعيّتك فتقوم له فتذهب السياسة بهذا!! قال إسماعيل فبتّ في تلك الليلة فرأيت النبى صلى الله عليه وسلم، وكأنّى واقف أنا وأخى إسحاق، فأقبل النبى صلى الله عليه وسلم وأخذ بعضدى وقال لى:
يا إسماعيل ثبت ملكك وملك بنيك بإجلالك محمد بن نصر، ثم التفت إلى إسحاق وقال: ذهب ملكك وملك بنيك باستخفافك بمحمد ابن نصر.