الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المعدومات وتفسير المشكلات وبواطن الظاهر كلّه والتأويلات وتأويل التأويلات، فنحن الوارثون لذلك من بين طبقات الشيعة المعبّرين عنه أخذناه من جهته رويناه ممّن لا نجد من خالفنا، يمكنه أن يساوينا فيه ولا يتحقّق به ويدّعيه، فصحّ بذلك أن صاحبنا أولى بالإمامة من جميع ولد جعفر بن محمد، وربما قالوا: وجدنا فلانا من ولد جعفر ابن محمد من شأنه كذا، وفلانا من قصّته كذا، فى فروق لهم كاذبة بأقاويل لا تليق بهم، ثم يقولون: فلم يبق من سلم من الطعون المعروفة إلا صاحبنا، فوجب أن يكون هو صاحب الأمر دون كل أحد، وليس غرض هؤلاء- أصحاب هذه الدعوة الخبيثة- أن يؤخروا موسى بن جعفر، ولا يقدّموا إسماعيل بن جعفر ولا ابنه محمد، وإنّما جعلوا هذا كأداة الصانع التى لا يتم الصنعة إلا بها، فإذا انقاد لهم المغرور وسمع قولهم تيّقنوا أنهم قد تمكنوا من عقله، وسلكوا به أى مسلك أرادوه.
لهذه الدعوة الثالثة.
ذكر صفة الدعوة الرابعة
قال الشريف: اعلم أنّ الدعوة الرابعة أن تقرّر عند المدعو بأن عدد الأنبياء الناسخين للشرائع المبدلين لها أصحاب الأدوار وتقليب الأحوال الناطقين على الأمور سبعة بعدد الأئمة سواء، كل واحد منهم له صاحب يأخذ عنه دعوته، ويحفظها على أمّته، ويكون معه ظهريا فى حياته وخليفة له من بعد وفاته، إلى أن يؤديها إلى آخر، يكون سبيله معه سبيله هو مع نبيّه «1» الذى هو تابعه، ثم كذلك لكل
مستخلف خليفة، إلى أن يمضى منهم على تلك الشريعة سبعة، ويسمّون هؤلاء السبعة الصامتين، لثباتهم على شريعة اقتفوا فيها أثر واحد هو أوّلهم، ويسمّون صاحب الأوّل سوسه، وربما عبّروا عنه بغير ذلك، ثم يزعمون أنّه لا بد عند انقضاء هؤلاء السبعة واستنفاد دورهم بشرعهم من استفتاح دورثان، ينسخ به شرع من قبله، ويكون خلفاؤه بعده يجرى أمرهم كأمر من كان قبلهم، ثم يأتى بعدهم ناسخ، ثم اتباع سبعة صمت أبدا إلى أن يأتى السابع، فينسخ لجميع ما قبله، ويكون صاحب الزمان الأخير الناطق.
ثم يرتّبون هؤلاء بالتسمية لهم والأوصاف، فيقولون: أوّل هؤلاء النطقاء آدم، وصاحبه وسوسه شيث، ويقال بابه في موضع سوسه ويسمّون بعده تمام سبعة صمتوا على شريعة آدم، ثم نوح فإنّه ناطق ناسخ وسام سوسه، ثم تمام السبعة، ثم الثالث إبراهيم وسوسه إسماعيل، ثم تمام السبعة، ثم الرابع موسى وسوسه هارون، ثم مات هارون في حياته فصار سوسه يوشع بن نون، ثم تمام السبعة بعده، ثم الخامس المسيح عيسى بن مريم أخذها عن يحيى، وهو أحد السبعة قبله، وهو أقامه ونصبه، ولهم في هذا ما سيأتى ذكره، وسوس المسيح شمعون الصفا، ثم تمام السبعة بعده، ثم السادس محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، وسوسه على بن أبى طالب رضى الله عنه ثمّ ستة ثم السابع قائم الزمان محمد بن إسماعيل بن جعفر، وهو المنتهى إليه علوم من قبله، والقائم بعلم بواطن الأمور وكشفها، وإليه تفسيرها، وإلى أمره أجرى ترتيب سائر من قبله، فى أمور سيأتى ذكرها إن شاء الله تعالى.