الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يعقوب، وافتتح الخلجية «1» وزابل وغير ذلك، وكان عاقلا حازما وكان يقول: كل من عاشرته أربعين يوما فلا تعرف أخلاقه لا تعرفها في أربعين سنة.
ذكر ولاية عمرو بن الليث
كانت ولايته بعد وفاة أخيه يعقوب في تاسع شوّال سنة خمس وستين ومائتين، ولمّا ولى كتب إلى الخليفة بطاعته، فولا الموفّق خراسان وأصفهان وسجستان والسند وكرمان والشرطة ببغداد وأشهد عليه بذلك وسيّر إليه العهد والخلع، فاستخلف عمرو بن الليث، عبيد الله بن عبد الله بن طاهر على الشرطة ببغداد وسامرّا في صفر سنة ست وستين، وخلع عليه الموفّق أيضا، ولم يزل عمرو في هذه الولايات إلى أن عزله المعتمد في شهور سنة إحدى وسبعين ومائتين، وأدخل عليه حاج خراسان وأعلمهم أنّه عزل عمرو بن الليث عمّا كان قلّده، ولعنه بحضرتهم وأعلمهم أنّه قد قلّد خراسان لمحمد ابن طاهر، وأمر يلعن عمرو على المنابر فلعن.
وسار صاعد «2» بن مخلّد إلى فارس لحرب الصفّاريّة، واستخلف محمد بن طاهر على خراسان رافع بن هرثمة، ثم كانت الحرب بين عمرو بن الليث وعسكر الخليفة وعليهم أحمد بن عبد العزيز بن أبى دلف،
ودامت الحرب بينهم من أوّل النهار إلى الظهر، فانهزم عمرو وأصحابه وكانوا خمسة عشر ألفا، وجرح الدرهمىّ مقدّم جيش عمرو، وقتل مائة رجل من جماتهم «1» وأسر ثلاثة آلاف أسير وغنموا معسكر عمرو، وكان الذى غنموه من الدوابّ والبقر والحمر ثلاثين ألف رأس، وما سوى ذلك فلا يدخل تحت الاحصاء، وذلك في عاشر شهر ربيع الأوّل سنة إحدى وسبعين ومائتين.
وفي سنة أربع وسبعين سار الموفّق إلى فارس لحرب عمرو بن الليث في شهر ربيع الأوّل، فبلغ عمرو الخبر فسيّر عبّاس بن إسحاق في جمع كثير من العسكر إلى سيراف، وأنفذ ابنه محمد بن عمرو إلى أرّجان، وسيّر أبا طلحة شركب صاحب جيشه على مقدّمته، فاستأمن أبو طلحة إلى الموفّق، وسمع عمرو ذلك فتوقف عن قصد الموفّق، ثم عزم أبو طلحة على العود إلى عمرو فبلغ الموفّق خبره.
فقبض عليه بقرب شيراز وجعل ماله لابنه المعتضد، وسار يطلب عمرا فعاد عمرو إلى كرمان ثم إلى سجستان على المفازة فتوفى ابنه بالمفازة، وعاد الموفق.