الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والحيل (1) والأحكام الخاصة؛ كأحكام الأعمى والعبد وحرم مكة ويوم الجمعة، وما إِلى ذلك. وهذا المعنى نلحظه في الأشباه والنظائر لكل من ابن السبكي والسيوطي وابن نجيم.
من ناحية الترتيب:
أما المتقدمون من المؤلفين في القواعد كالكرخي والدبوسي وابن الوكيل فلم تكن قواعدهم مرتبة، بل كانت تذكر كيفما اتفق -حسبما ظهر لي- وليس هذا بغريب؛ فإِنه من المعلوم أن المتقدم في أى فن يعتني ببدايته وتوجيه النظر إِليه وضبطه، أما ترتيبه وتبويبه فإِنه يكون من شأن من يأتي بعده.
أما الذين أتوا بعد المتقدمين فقد حاول معظمهم (2) ترتيب كتبهم؛ إلا أنهم لم
= اسمه: الذخائر الأشرفية في ألغاز الحنفية، وقد استفاد فيه من الكتاب السابق، وذكر الزركلي في الأعلام: أن الذخائر الأشرفية مطبوع، ويوجد له نسخة مخطوطة في دار الكتب المصرية تحت رقم (36 / فقه حنفي)، ونسخة أخرى في مكتبة لا له لي التابعة للسليمانية، رقمها (929).
ومنهم: إِبراهيم بن فرحون المالكي المتوفى سنة 799 هـ، في كتاب اسمه: "دُرَّة الغَوَّاص في محاضرة الخواص، وقد طبع الكتاب بتحقيق محمد أبو الأجفان وعثمان بطيخ.
وقد اطلعت على الكتب المتقدمة، وجمعت منها مادة حسنة حول فن الألغاز، إِلا أنني صفحت عن التفصيل في فن الألغاز طلبًا للاختصار.
(1)
الحيل الفقهية فن يراد منه إِخراج الواقع في مأزق من مأزقه، وبعضهم يسميه فن المخارج، وقد اشتهر الأحناف بهذا الفن؛ فمنهم من ذكره ضمن كتابه كما فعل ابن نجيم في أشباهه.
ومن العلماء من أفرده بالتأليف؛ فمن المؤلفات المفردة: كتاب المخارج في الحيل عند أبي حنيفة النعمان، رواية أبي يوسف يعقوب بن إِبراهيم، وهو مطبوع. وكتب الحيل لأحمد بن عمر المعروف بالخصاف الحنفي المتوفى سنة 261 هـ، وكتابه مطبوع بمصر سنة 1314 هـ، وكتاب الحيل لأبي حاتم القزويني الشافعي المتوفى في حدود سنة 440 هـ، وقد نقل النووى في روضة الطالبين في آخر الشفعة من ذلك الكتاب.
(2)
قلت: معظمهم؛ لأن بعضهم لم يرتب كتابه، كالونشريسي المالكي المتوفى سنة 914 هـ في كتابه: إيضاح المسالك إِلى قواعد الإِمام مالك.
يتفقوا على ترتيب واحد، وقد أمكن من خلال الاطلاع على بعض الكتب معرفة المناهج التالية:
1 -
ترتيب القواعد على أبواب الفقه، وقد ذكر ابن الملقن الشافعي المتوفى سنة 804 هـ: أنه رتب كتابه (الأشباه والنظائر) على أبواب الفقه، وأنه لم يسبق إِلى هذا الترتيب (1).
ومن الكتب المرتبة على أبواب الفقه: قواعد المقّري المالكي المتوفى سنة 759 هـ.
والظاهر أن هذا المنهج غير مناسب؛ فإِن القاعدة تشمل فروعًا من عدة أبواب، وعلى هذا فمن التحكم وضعها في باب بعينه؛ هذا عند التأليف. وعند الرجوع للكتاب للاطلاع على قاعدة معينة لا يعلم المطالع له الباب الذى يمكن أن توجد فيه القاعدة.
2 -
ترتيب القواعد على حروف المعجم، وهذا المنهج نجده في: المنثور في القواعد للزركشي الشافعي المتوفى سنة 794 هـ، وقد ذكر محقق الكتاب أن الزركشي هو مبتكر هذا المنهج في هذا الفن (2).
وقد تَبِعَ الزركشيَ أبو سعيد الخادمي الحنفي في ترتيبه للقواعد التي ذكرها في آخر كتابه (مجامع الحقائق).
(1) انظر: الأشباه والنظائر لابن الملقن: ورقة (2/ أ).
ودعواه السبق إِلى هذا الترتيب ينقضها كون المقرى المالكي المتوفى قبله قد رتب كتابه على هذا الترتيب.
ومن المحتمل أنه لم يعلم بفعل المقرى لبعد المسافة بينهما، أو أنه أراد أنه لم يسبق إِلى هذا الترتيب فى المذهب الشافعي.
(2)
انظر: المنثور في القواعد (1/ 46).
والظاهر أن هذا المنهج هو أيسر الطرق وأنسبها لترتيب القواعد، إِلا أن الباحث قد يبحث عن القاعدة بلفظ لم يذكره المؤلف فلا يجد مطلوبه، وحل هذا الإِشكال يكون بالبحث عنها بكل الألفاظ المحتملة.
3 -
تقسيم الكتاب إِلى عدة أبواب أو فنون أو كتب ونحو ذلك، وهذا المنهج يختلف في كل كتاب بحسبه.
فمثلاً: نجد العلائي في: المجموع المذهب قد بدأ بالقواعد الخمس، ثم ذكر القواعد الأصولية، ثم ذكر القواعد الفقهية.
ونجد: ابن السبكي في أشباهه قد بدأ بالقواعد الخمس، ثم ذكر القواعد التي لا تخص بابًا بعينه وسماها القواعد العامة، ثم ذكر القواعد التي تخص الأبواب وسماها القواعد الخاصة، ثم عقد بابًا لمسائل كلامية ينشأ عنها فروع فقهية. . إِلخ.
ونجد: السيوطى قد قسم أشباهه إِلى سبعة كتب (1).
ونجد: ابن نجيم قد قسم أشباهه إِلى سبعة فنون (2).
* * *
(1) انظر تفصيلها في: أشباه السيوطي (4، 5).
(2)
انظر تفصيلها في: أشباه ابن نجيم: (15، 16).