المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌ترجمة المصنف * اسمه وكنيته ومولده هو الإمام الحافظ العلامة حافظ الشام - تاريخ ابن حجي - جـ ١

[ابن حجي]

فهرس الكتاب

- ‌شكر وتقدير

- ‌ترجمة المصنف

- ‌ترجمة الناسخ ابن قاضي شهبة -851 ه

- ‌ ابن حجي رحمه الله وكتابه التاريخ

- ‌وصف النسخ المخطوطة

- ‌ أولًا: نسخة برلين - ألمانيا

- ‌ترجمة الشيخ شهاب الدين ابن حجي

- ‌ ثانيًا: نسخة شستربتي -دبلن- إيرلندا

- ‌سنة ست وتسعين وسبعمائة

- ‌المحرم

- ‌وممن توفي فيه

- ‌صفر

- ‌وممن توفي فيه

- ‌شهر ربيع الأول

- ‌شهر ربيع الآخر

- ‌وممن توفي فيه

- ‌جمادى الأولى

- ‌وممن توفي فيه

- ‌شهر جمادى الآخرة

- ‌وممن توفي فيه

- ‌شهر رجب

- ‌وفيه توفي

- ‌شهر شعبان

- ‌وممن توفي فيه

- ‌شهر رمضان

- ‌وممن توفي فيه

- ‌شهر شوال

- ‌وممن توفي فيه

- ‌شهر ذي القعدة

- ‌وممن توفي فيه

- ‌شهر ذي الحجة

- ‌وممن توفي فيه

- ‌سنة سبع وتسعين وسبعمائة

- ‌المحرم

- ‌وممن توفي فيه

- ‌صفر

- ‌وممن توفي فيه

- ‌شهر ربيع الأول

- ‌وممن توفي فيه

- ‌شهر ربيع الآخر

- ‌وممن توفي فيه

- ‌جمادى الأولى

- ‌وممن توفي فيه

- ‌جمادى الآخرة

- ‌وممن توفي فيه

- ‌رجب

- ‌وممن توفي فيه

- ‌شعبان

- ‌وممن توفي فيه

- ‌شهر رمضان

- ‌شوال

- ‌وممن توفي فيه

- ‌شهر ذي القعدة

- ‌وممن توفي فيه

- ‌شهر ذي الحجة

- ‌وممن توفي فيه

- ‌سنة ثمان وتسعين وسبع مائة

- ‌شهر المحرم

- ‌صفر

- ‌ربيع الأول

- ‌شهر ربيع الآخر

- ‌شهر جمادى الأولى

- ‌شهر جمادى الآخرة

- ‌شهر رجب

- ‌شهر شعبان

- ‌شهر رمضان

- ‌شهر شوال

- ‌ذو القعدة

- ‌ذو الحجة

- ‌سنة تسع وتسعين وسبع مئة

- ‌شهر المحرم

- ‌صفر

- ‌ربيع الأول

- ‌شهر ربيع الآخر

- ‌جمادى الأولى

- ‌جمادى الآخرة

- ‌رجب

- ‌شعبان

- ‌شهر رمضان

- ‌شوال

- ‌ذو القعدة

- ‌ذو الحجة

- ‌سنة ثمان مئة

- ‌المحرم

- ‌صفر

- ‌شهر ربيع الأول

- ‌شهر ربيع الآخر

- ‌جمادى الأولى

- ‌شهر جمادى الآخرة

- ‌شهر رجب

- ‌شعبان

- ‌شهر رمضان

- ‌شوال

- ‌شهر ذي القعدة

- ‌شهر ذي الحجة

- ‌سنة إحدى وثمان مائة

- ‌المحرم

- ‌صفر

- ‌شهر ربيع الأول

- ‌شهر ربيع الآخر

- ‌جمادى الأولى

- ‌جمادى الآخرة

- ‌رجب

- ‌شعبان

- ‌شهر رمضان

- ‌شوال

- ‌ذو القعدة

- ‌ذو الحجة

- ‌سنة اثنين وثمانمئة

- ‌المحرم

- ‌صفر

- ‌شهر ربيع الأول

- ‌شهر ربيع الآخر

- ‌جمادى الأولى

- ‌جمادى الآخرة

- ‌رجب

- ‌صورة الوقعة بين الرملة وغزة بين العسكر المصري والشامي

- ‌الأمراء الذين قتلوا بالوقعة

- ‌شعبان

- ‌دخول السلطان الملك الناصر بن الظاهر

- ‌شهر رمضان

- ‌شوال

- ‌ذو القعدة

- ‌شهر ذي الحجة

- ‌سنة ثلاث وثمان مئة

- ‌المحرم

- ‌صفر

- ‌شهر ربيع الأول

- ‌ربيع الآخر

- ‌جمادى الأولى

- ‌جمادى الآخرة

- ‌رجب

- ‌شعبان

- ‌شهر رمضان

- ‌شوال

- ‌ذو القعدة

- ‌ذو الحجة

- ‌سنة أربع وثمان مئة

- ‌المحرم

- ‌صفر

- ‌ربيع الأول

- ‌شهر ربيع الآخر

- ‌جمادى الأولى

- ‌جمادى الآخرة

- ‌رجب

- ‌شعبان

- ‌شهر رمضان

- ‌شوال

- ‌ذو القعدة

- ‌ذو الحجة

الفصل: ‌ ‌ترجمة المصنف * اسمه وكنيته ومولده هو الإمام الحافظ العلامة حافظ الشام

‌ترجمة المصنف

* اسمه وكنيته ومولده

هو الإمام الحافظ العلامة حافظ الشام ومؤرخ الإسلام شهاب الدين أبو العباس أحمد بن حجي بن موسى بن أحمد بن سعد بن غشم بن غزوان بن علي بن مشرف بن تركي الحسباني الأصل الدمشقي المولد والنشأة الشافعي.

كان مولده ليلة الأحد رابع المحرم بين المغرب والعشاء بخانقاه الطواويس بالشرف الأعلى ظاهر دمشق سنة إحدى وخمسين وسبعمائة.

* نشأته العلمية ومشاهير من أخذ عنهم

نشأ المصنف رحمه الله في بيت فضل وعلم وديانة في كنف أبيه الإمام العلامة فقيه الشام وحافظ المذهب علاء الدين أبو محمد حجي بن موسى السعدي الحسباني ت 782 هـ.

- وأول ما بدأ به أنه قرأ القرآن على المؤدب المقرئ شمس الدين بن حبش وختمه في سنة ستين وسبعمائة، وأخذ عنه علم الميقات أيضًا وأتقنه.

- وأما الحديث وأصوله فقد سمع من خلائق من أصحاب ابن البخاري وأحمد بن شيبان وأبي الفضل بن عساكر والشيخ شرف الدين اليونيني وابن مشرف والتقي سليمان وعيسى المطعم وطبقتهم.

ص: 11

-ومن مشاهيرهم- الأصيل المسند نجم الدين (1) أحمد بن إسماعيل بن أحمد بن عمر بن الشيخ أبي عمر بن قدامة المعروف بابن النجم الحنبلي ت 773 هـ، والذي قال عنه المصنف رحمه الله "سمعنا منه مسموعه من مشيخة ابن البخاري وآمالي ابن سمعون".

والمسند المعمر شهاب الدين أحمد بن عبد الكريم (2) بن أبي بكر بن أبي الحسن البعلبكي الحنبلي الصوفي ت 777 هـ، سمع صحيح مسلم من زينب بنت كندي واليونيني وأجاز له أبو الفضل بن عساكر وابن القواس، وقال عنه المصنف رحمه الله "كان خيرًا حسنًا أخرجت له جزءًا".

والشيخ الصالح الكبير علاء الدين أبو الحسن علي (3) بن محمد بن أحمد بن محمد بن عثمان بن أسعد بن المنجى الحنبلي ت 778 هـ، سمع صحيح البخاري من وزيره وسمع من عيسى المطعم وغيره وحدّث، وسمع منه المصنف رحمه الله وقال عنه "هو من بيت كبير ورجل جيد".

والحافظ الكبير عماد الدين أبو الفداء إسماعيل (4) بن عمر بن كثير بن ضوء البصروي الدمشقي الفقيه الشافعي ت 774 هـ، قال عنه المصنف رحمه الله "أحفظ من أدركناه لمتون الأحاديث وأعرفهم بجرحها ورجالها وصحيحها وسقيمها، وكان أقرانه وشيوخه يعترفون له بذلك، وما أعرف أني اجتمعت به على كثرة ترددي إليه إلا واستفدت منه".

- والحافظ المتقن المعمر الرحلة تقي الدين أبو المعالي محمد (5) بن

(1) الوفيات لابن رافع 2/ 387 (931)، ذيل العبر للعراقي 2/ 332 الدرر الكامنة 1/ 105 (290)، إنباء الغمر 1/ 21، شذرات الذهب 8/ 387.

(2)

ذيل العبر للعراقي 2/ 405، إنباء الغمر 1/ 160، الدرر الكامنة 1/ 176 (453)، شذرات الذهب 8/ 431.

(3)

إنباء الغمر 1/ 215، المقصد الأرشد 2/ 262، السحب الوابلة 191 شذرات الذهب 8/ 444.

(4)

ذيل العبر 2/ 358، إنباء الغمر 1/ 45، الدرر الكامنة 1/ 373 (944)، شذرات الذهب 8/ 397 طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3/ 85 (638).

(5)

ذيل العبر 2/ 352 إنباء الغمر 1/ 59، الدرر الكامنة 3/ 439 (1179) شذرات الذهب 8/ 403 طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3/ 133 (665).

ص: 12

جمال الدين رافع بن هجرس السلامي الدمشقي الشافعي ت 774 هـ، قال عنه المصنف رحمه الله "كان متقنًا محررًا لما يكتبه ضابطًا لما ينقله وعنه أخذت هذا العلم -أي علم الحديث- وقرأت عليه الكثير وعلقت عنه فوائد كثيرة" وحصل على عدة إجازات من مشايخ عصره من دمشق والقدس وبعلبك وحلب ومصر والمدينة المنورة، وقد كتب أسماء مشايخه مجردًا في بعض مجاميعه مرتبة على حروف المعجم.

ومن مسموعاته الكتب الستة والموطأ ومسند أبي حنيفة ومنتخب عبد بن حميد ومسند الشافعي والدارمي وأبي يعلى وغالب مسند الإمام أحمد ومعجم الطبراني وصحيح ابن خزيمة وابن حبان وكتب أبي عبيد القاسم بن سلّام.

- وأما عن مشايخه في الفقه فأولهم والده علاء الدين أبو محمد (1) حجي بن موسى السعدي الحسباني الدمشقي الشافعي فقيه الشام وحافظ المذهب ت 782 هـ، قال عنه ولده المصنف رحمه الله "حافظ العصر أحد من اعتنى بالفقه وتحصيله وتقريره وحفظه وتحقيقه وتحريره وكان كثير الاطلاع صحيح النقل عارفًا بالدقائق والغوامض، معروفًا بحل المشكلات مع فهم صحيح وسرعة إدراك وقدرة على المناظرة برياضة وحسن خلق" وقد لازم المصنف رحمه الله والده شيخ البلاد الشامية نحوًا من عشرين سنة وتفقه به.

والشيخ شمس الدين أبو عبد الله محمد (2) بن عمر بن محمد بن عبد الوهاب المعروف بابن قاضي شهبة "الجد" ت 782 هـ شيخ الشافعية وبقية السلف، قال عنه المصنف رحمه الله "قرأ عليه الناس طبقة بعد طبقة وكان مشهورًا بمعرفة التنبيه وشرحه وحسن تقريره وكذلك كان يقرئ النحو وكنت ممن حضر عنده وحصل لي بركته وسمعت منه".

(1) إنباء الغمر 2/ 25، الدرر الكامنة 2/ 6 (1482) طبقات الشافعية لابن قاضى شهبة 3/ 150 (684)، شذرات الذهب 8/ 473.

(2)

إنباء الغمر 2/ 35، الدرر الكامنة 4/ 110 (307) طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3/ 173 (704) شذرات الذهب 8/ 476.

ص: 13

وقاضي القضاة بقية الأعلام صدر مصر والشام بهاء الدين (1) أبو البقاء محمد بن عبد البر الأنصاري السبكي الدمشقي ثم المصري ت 777 هـ، قال عنه المصنف رحمه الله "كان إمامًا نظارًا جامعًا لعلوم شتى".

والإمام العلامة شهاب الدين أبو العباس أحمد (2) بن حمدان الأذرعي ت 783 هـ شيخ البلاد الشمالية وفقيه تلك الناحية ومفتيها والمشار إليه بالعلم فيها.

والإمام العلامة المحقق عماد الدين أبو الفداء إسماعيل (3) بن خليفة بن عبد العالي الحسباني ت 778 هـ، قال عنه المصنف "أحد أئمة المذهب والمشار إليهم بجودة النظر وصحة الفهم وفقه النفس والذكاء وحسن المناظرة والبحث والعبارة وكانت له مشاركة في غير الفقه ونفسه قوية في العلم".

ومن مشايخه في العربية والنحو العلامة شهاب الدين أبو العباس أحمد (4) بن محمد بن محمد بن علي الأصبحي العتابي ت 776 هـ، شيخ النحاة بدمشق قدم القاهرة فأخذ عن الشيخ أبى حيان العربية والقراءات ولازمه وكتب عنه تصانيفه، ثم قدم الشام فقصده الناس للأخذ عنه وانتفعوا به وعظم قدره واشتهر ذكره وشرح التسهيل في النحو وغيره وكان حسن الخلق كريم النفس.

- وقد ذكر ابن قاضي شهبة في طبقاته وابن طولون الصالحي في

(1) ذيل العبر للعراقي 2/ 406، إنباء الغمر 1/ 183 الدرر الكامنة 3/ 490 (1316) طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3/ 127 (668) شذرات الذهب 8/ 437.

(2)

إنباء الغمر 1/ 61، الدرر الكامنة 1/ 125 (354) طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3/ 141 (678) شذرات الذهب 8/ 479.

(3)

ذيل العبر للعراقي 2/ 450، إنباء الغمر 1/ 203، الدرر الكامنة 1/ 366 (925) طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3/ 83 (637) شذرات الذهب 8/ 441.

(4)

ذيل العبر للعراقي 8/ 414، إنباء الغمر 1/ 107، بغية الوعاة 11/ 382 (741) شذرات الذهب 4/ 418 الدرر الكامنة 1/ 298 (382).

ص: 14

قلائده الجوهرية في ترجمة المصنف كثيرًا من مشايخه ومن أخذ عنهم العلم.

* ومن مشاهير من أخذ عنه وروى مصنفاته من أهل عصره، الإمام الحافظ الكبير شيخ الإسلام شهاب الدين أبو العباس أحمد (1) بن علي بن حجر العسقلاني ت 852 هـ، والمراجع لكتاب "إنباء الغمر" لابن حجر رحمه الله يجده مليئًا بقوله "قال ابن حجي" معتمدًا على أحوال البلاد الشامية وتراجمها على "تاريخ ابن حجي" ويذكر لقائه بالمصنف رحمه الله فيقول "اجتمعت به بدمشق وسمعت من فوائده وذاكرته".

وتلميذه النجيب الشيخ تقي الدين أبو بكر بن أحمد بن قاضي (2) شهبة ت 851 هـ الذي قام على وصية شيخه فرتب كتابه وأكمل تراجمه وزاد عليه إلى عام 840 هـ.

* ولم يأت كتاب بعد المصنف رحمه الله في التواريخ والتراجم يذكر الشام وأهلها إلا وزيّن كتابه بقوله "قال ابن حجي" مثل ابن حجر في إنباءه والمقريزي في عقوده وابن تغري بردي في نجومه والنعيمي في تاريخ المدارس وابن طولون في قلائده الجوهرية إلى عصر ابن العماد في شذراته إلى بداية القرن الحادي عشر.

* وأما عن مصنفاته فقد شارك المصنف رحمه الله في تراث هذه الأمة المباركة، وقد أثنى على مصنفاته عددٌ ممن ترجم له مثل ابن فهد المكي ت 871 هـ في لحظ الألحاظ فقال "وله تآليف حسنة مفيدة"، وقال ابن قاضي شهبة "وصنف وكتب بخطه الحسن ما لا يحصى كثرة" وقال ابن حجر "وكتب الكثير وتميز وتقدم في الفقه والحديث مع الدين والصيانة والانجماع".

وقد ذكرت المراجع عددًا من مصنفاته رحمه الله فمنها:

(1) الضوء اللامع للسخاوي 2/ 36، (104) شذرات الذهب 9/ 395.

(2)

الضوء اللامع للسخاوي 11/ 21 (61) شذرات الذهب 9/ 392.

ص: 15

1 -

جمع المفترق - وهو كتاب جمع فيه فوائد من علوم متعددة.

2 -

تاريخ ابن حجي وقد رتبه على حوادث السنين -وهو الكتاب الذي بين أيدينا-.

3 -

تعليق على كتاب الألغاز للأسنوي - ت 772 هـ.

4 -

الدارس في أخبار المدارس - يذكر فيه ترجمة الواقف وشرطه وتراجم من درس بالمدرسة إلى عصره، وقال عنه ابن قاضي شهبة "وهو كتاب نفيس يدل على اطلاع كثير" وللأسف الشديد فابن طولون الصالحي يذكر الكتاب ثم يقول "وقد احترق غالبه في وقعة التتار" أي عام 803 هـ، وقد بنى على هذا الكتاب وطريقته في التصنيف عدد من العلماء مثل النعيمي وجمال الدين بن عبد الهادي والعلموي وابن بدران.

5 -

الردود على مواضع من المهمات للأسنوي ت 772 هـ.

6 -

شرح المحرر -في مصطلح الحديث- لشمس الدين محمد بن أحمد بن عبد الهادي ت 744 هـ.

صورة خط المصنف ابن حجي رحمه الله

ص: 16

7 -

معجم لشيوخه رتبه على حروف المعجم مجردًا من التراجم.

* وهذه إجازة بخط المصنف مصورة من دار الخطيب بالقدس ذكرها الزركلي في الأعلام ضمن ترجمة المصنف رحمه الله 1/ 110.

جاء فيها "أبو العباس أحمد بن علي بن يوسف الحنفيين عن المؤلف إجازة عامة وأجزت له رواية الكتاب المذكور عني بهذا الإسناد ورواية ما يجوز روايته واتفق العرض المبارك في يوم الخميس أول ذي الحجة أو ثانيه سنة إحدى عشرة وثمان مائة .... جوار المدرسة الظاهرية البرانية، قال وكتبه أحمد بن حجي بن موسى بن أحمد السعدي حامدًا لله تعالى مصليًا على نبيه سيدنا محمد وآله وصحبه مسلمًا".

* مكانته العلمية والاجتماعية

تميزت الفترة التي عاصرها المصنف رحمه الله من وسط القرن الثامن إلى بداية القرن التاسع الهجري بكثرة المتغيرات السياسية والعسكرية والاجتماعية خاصة على مدينة الشام وقاعدتها دمشق وهو وسط ذلك مشارك في أحوالها العلمية والسياسية والقضائية مع حرصه التام على الانجماع عن الناس وعدم الخلطة بأهل النيابة والسياسة والسلطة.

وأما عن مكانته العلمية فقد ذكر ذلك ابن قاضي شهبة في طبقاته فقال: "ولي الشيخ في أواخر عمره الخطابة ومشيخة الشيوخ وانتهت المشيخة الشامية إليه وكان يكتب على الفتاوى كتابة حسنة وخطه مليح وكان يضرب المثل بجودة ذهنه وحسن أبحاثه".

وقال ابن حجر في إنباءه عن المصنف رحمه الله "أُريد على قضاء الشافعية مرارًا فامتنع وانتهت إليه في آخر وقته رئاسة العلم بدمشق وكان أشياخه ونظراؤه يثنون عليه".

وقال الغزي في بهجة الناظرين "وانتهت إليه بعد الفتنة المشيخه في البلاد الشامية ويكتب على الفتوى كتابة حسنة حسًا ومعنى".

ص: 17

وذكر ابن طولون الصالحي في قلائده الجوهرية المدارس التي درس فيها مثل الظبيانية والشامية والعذراوية والأتابكية وسواها من المدارس بدمشق وقال السخاوي في الضوء اللامع "وولي خطابة الجامع الأموي ونظره مرارًا وترك النيابة بل أريد على القضاء الأكبر بدمشق مرارًا وهو يمتنع".

وقال ابن فهد في ألحاظه "حصّل فنونًا من العلوم جمة ومهر في علم الحديث والفقه، وأفتى ودرس مع الصيانة والديانة واشتهر ذكره وبعد صيته، وكان لهجًا بعلم التاريخ والمواقيت".

وكان للمصنف رحمه الله علاقات ومراسلات مع أهل عصره من أهل العلم فهو يذكر في عدة مواضع من كتابه ما كان يصله من أخبار يدونها في كتابه مثل مكاتباته مع القاضي تقي الدين الفاسي في مكة ومراسلات أخيه نجم الدين لما كان قاضيًا في حماة.

وألطف من ذلك وأدق ما وقع له مع نائب الشام شيخ المؤيدي عام 809 هـ فهو يقول في حوادث شهر ذي الحجة من السنة المذكورة "ويوم الخميس ثامن عشريه .... واجتمعت يومئذ بالنائب وحدثني الدوادار شاهين بالقصة، وقال النائب: اكتب هذا في التاريخ"، فهو بهذا مُعتمدٌ عند أهل عصره كمؤرخ لهذا يسميه معاصره ابن ناصر الدين الدمشقي ت 842 هـ عندما يترجم له في "التبيان شرح بديعة البيان" مؤرخ الإسلام.

ولمكانته الاجتماعية المرموقة فقد تم اختياره من ضمن وفد الصلح بين نائب الشام شيخ المؤيدي والملك الناصر فرج، وقد ذكر كثير ممن ترجم له هذه الوفادة على السلطان في القاهرة مثل ابن حجر وابن فهد والمقريزي والسخاوي، ويقول ابن تغري بردي في نجومه الزاهرة "وقدم القاهرة في دولة الملك الناصر فرج في الرسلية عن الأمير شيخ وكان معدودًا من فقهاء دمشق وأعيانها".

وقد وصف المصنف رحمه الله هذه الرحلة من بدايتها حتى العودة إلى دمشق أدق وصف.

ص: 18

* وفاة المصنف رحمه الله

بعد عمر مبارك مليء بالجد والاجتهاد بين طلب العلم وتعليمه ومشاركة فعالة في جوانب الحياة متميزة بالديانة والصيانة، كما يقول الغزى رحمه الله في "بهجة الناظرين" -كان حسن الشكل ديّنًا خيّرًا له أوراد من صلاة وصيام وعنده أدب كثير وحسن معاشرة-.

وافاه الأجل في سادس المحرم من سنة ست عشرة وثمان مائة مكملًا بذلك خمسة وستين عامًا ودفن بجوار والده بمقابر الصوفية بالقرب من قبر الشيخ تقي الدين بن الصلاح وحضره الجم الغفير وكان يومًا مشهودًا، رحمه الله رحمة واسعة وتقبّل منه صالح عمله. اللهم آمين.

* مصادر ترجمة المصنف رحمه الله

التبيان شرح بديعة البيان لابن ناصر الدين الدمشقي -مخطوط- ورقه (160)"درر العقود الفريدة للمقريزي 2/ 179 (291) "، "السلوك لمعرفة دول الملوك للمقريزي 6/ 359"، "طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3/ 12 (717) "، "إنباء الغمر لابن حجر 7/ 121"، "بهجة الناظرين للغزي 114"، "لحظ الألحاظ لابن فهد المكي 247"، "النجوم الزاهرة لابن تغري بردي 13/ 123"، "الدليل الشافي لابن تغري بردي 1/ 42"، "الضوء اللامع للسخاوي 1/ 269"، "القلائد الجوهرية لابن طولون الصالحي 1/ 178"، "الدارس في تاريخ المدارس للنعيمي 1/ 104"، "كشف الظنون لحاجي خليفة 277، 1122، 2019"، "شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي 9/ 173"، "إيضاح المكنون لإسماعيل باشا 91، 508"، "تاريخ الأدب العربي"، "بروكلمان مترجم 6/ 189 (11) "، "الأعلام للزركلي 1/ 110"، "معجم المؤلفين 1/ 188"، "مجلة معهد المخطوطات المجلد (2) الجزء (1) ص 120 رقم (37) ".

ص: 19