الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
شوال
أوله الأربعاء سادس عشري أيار في الجزء الثالث عشر من برج الجوزاء وهو أول بونة وصلى النائب بالمصلى صلاة العيد على العادة.
ويوم السبت رابعه نشأت سحابة فارتفعت شمالاً فأرعدت ثم أمطرت مطراً غزيرًا والشمس طالعة بين العصر والمغرب وذلك ثامن عشري أيار ثم تزايدت قوته حتى جرى الميزاب وكان أمراً عجيباً له بريق في الشمس كأسنة الرماح أو سنابل الفضة ودام نحو نصف ساعة، ثم وقع بعد العصر من يوم الأربعاء مطر يحسبه رائيه برداً وإنما هو مطر ولكن كان يسيراً وذلك في ثاني حزيران فإن أول حزيران يوم الثلاثاء سابعه.
ودخل الخيار البلدي وكان المشمش في هذا العام كثيراً جدًا يباع الحموي ما بين الرطلين إلى الثلاثة وأزيد.
واشتهر في هذا الشهر وفي رمضان ما حصل ببلاد الجولان وحوران والجيدور (1) من خروج الفأر وأكله الزرع أخضر ويابساً بحيث أن بعض البلاد لم يبق بها إلا اليسير ومنه وجل الناس من ذلك.
وارتفع سعر القمح بعد أن كانت الغرارة بسبعين وأقل فصارت بالمائة وما حولها والشعير قريب من ذلك، ولكن الشعير بعد أن كان بدون الأربعين إنما غلا في شعبان واستمر بسبب المصريين.
(1) الجيدور - قال ياقوت -كووة من نواحي دمشق فيها قرى وهي في شمالي حووان- معجم البلدان 2/ 229 (3394).
ويوم الخميس تاسعه وصل الخبر مع أمير يقال له سودون زاداه بوصول السلطان إلى القاهرة سالمًا وأمرائه وضربت البشائر على القلعة في أول الساعة السادسة ثم على أبواب الأمراء ثلاثة أيام وزينت البلد أسبوعاً وتوجه هذا الأمر إلى البلاد الشمالية في يوم السبت.
ويوم الجمعة عاشره توفي بهاء (1) الدين أبو بكر بن شهاب الدين أحمد بن علاء الدين محمد بن عبد الله بن طليس، وكان يباشر في وقت عمائر الجامع وإليه بعض الأنظار وإمامة مسجد وغير ذلك.
ويوم الثلاثاء أو الاثنين جاء الخبر من ناحية حلب أن السلطان أحمد صاحب بغداد قدم إلى أطراف حلب ماراً إلى الرها مع قرايوسف بعد استقراره ببغداد بمساعدة قرا يوسف إياه فقصد المجيئ معه إلى ناحية بلاده، وأرسل صاحب بغداد يستأذن في المجيء إلى مصر للزيارة وكتب كتباً إلى من يعرفه من جماعة السلطان.
ويوم الخميس سادس عشره خرج المحمل السلطاني والركب الشامي إلى الحجاز الشريف وهم قليلون والغرباء أقل، وأمير الحاج الأميرُ موسى التركماني والقاضي عماد الدين ومن الحاج قاضي بعلبك ابن زيد وخرج الناس من الغد وبعد الغد وانفصل آخرهم عن البلد يوم الأحد وذلك أول الصيف فيستوعبون في هذا العام فصل الصيف سفراً وكذلك في العام الآتي وفي العام الماضي كذلك إلا أنهم أدركوا قبل خروجهم منه خمسة أيام والسفر في هذه السنين مُشِقٌّ سهل الله تنزلهم وعكس هذا جرى في سنة (85) فإنهم استوعبوا فصل الشتاء سفراً وكذا سنة أربع إلا أنهم أدركوا منه عشرة أيام قبل خروجهم وكذا سنة ست لكن بعد رجوعهم بقي منه أربعة أيام وفيها حججت ونحو ذلك وقع لهم في سفرهم في الربيع في سنة ست وسبعين وكذا في الخريف في سنة ثلاث وتسعين.
فصل الصيف ويوم الأحد أظنه في الثانية تاسع عشره وتاسع عشر
(1) * * * *
بشنس نقلت الشمس إلى برج السرطان ثالث عشر حزيران وصادف ذلك هواء بارد.
ويوم الاثنين العشرين منه توجه النائب إلى المرج وحصل التأخر عن العادة فإن العادة خروج النائب إليه في أثناء الربيع فوقع التأخر بسبب مجيء السلطان وصوم رمضان.
ويوم الجمعة رابع عشريه أصبح الشيخ الصالح محمد ويقال له أيضاً محمد علي الكردي الصوفي بخانقاه عمر شاه بالقنوات، ميتاً قاعداً منطوياً وهو أقدم من بها من الصوفية وكان رجلاً زاهداً ورعاً لا يرزأ أحداً شيئاً ويؤثر بما عنده وهو حسن الأخلاق لا يبالي بالدنيا ويؤثر عنه كرامات وكشف وهو مقبل على شأنه لا يخالط أحداً ويخضع لكل أحد وكان معمراً، وتقرر موضعه علاء الدين علي بن الصيرفي أحد فضلاء الطلبة، وصُلي عليه بعد صلاة الجمعة بجامع تنكز ودفن غربي الخانقاه المذكورة بمقبرة ابن حُمار وفيها مدفون الشيخ الذي كان بالخانقاه قيل من أيام الواقف شهاب الدين.
ويوم الجمعة أيضاً رابع عشريه ضرب الحاجب صدر الدين ابن الآدمي على مقعدته بضعة عشر عصي في محاكمة بينه وبين ابن سنقر بسبب إجازة بجهة وقف الخاتونية وجه الحاجب اليمين عليه في شيء أنكره فخرج يحلف ثم رجع وظهر بخلاف ما قال ففهم الحاجب منه الكذب وكأنهم ترجموه له فكلمه كلاماً ثم ضربه ومن الغد توجه القاضي إلى المرج واجتمع بالنائب.
ويومئذ يوم الجمعة كانت الوقعة بين نائب حلب دمرداش ومعه العسكر ونائب حماة وغيرهم من نواب القلاع ومن التركمان وعليهم قرايوسف ومعه السلطان أحمد صاحب بغداد عند ..... وكان أحمد حين جملس على سرير ملك بغداد نصره قرايوسف فرجع معه إلى بلاده زائراً كما قدمنا، فلما مرا على هذه البلاد وكان السلطان أحمد قد كتب كتباً إلى سلطان مصر وإلى أُمراء يعرفهم حين كان هناك ويستأذن في المجيء إلى
مصر والسلام على السلطان وقدمنا مرور الرسل بذلك فأجيب بأن الأمر إلى خيرته فقبل وصول ذلك، وقد وصل قرايوسف إلى الموضع المذكور خشي نائب حلب أن يقصدا حلب وأن يكون اقترابهما حيلة فأخذ بالحزم وخرج اليهم فواقعهم بهذا المكان فانكسر نائب حلب بعد ما حمل عليهم وضربوا عليه حلقة ثم سلم ووصل إلى حلب بأسوأ حال، وأسروا نائب حماة ثم أطلقوه ورجعوا إلى موضع قصدهم، وخطأ الناس نائب حلب في هذه الفعلة.
وفي أواخره حصل الصلح بين الأميرين الكبيرين بالقاهرة يشبك الدوادار وسودون طاز أمير آخور وكان حصل بينهما مقاطعة وتغير خاطر.
ووصل النائب من المرج بكرة الخميس الثلاثين منه ومستهل الذي يليه بعد ما غاب عشرة أيام وبعد وصوله وصل كتاب نائب الرحبة المعزول أنه صادف عند خان لاجين الأعراب قد قطعوا الطريق على ناس معهم ملح فقصدهم وقبض منهم على جماعة وخشي أن يتخلصوا فأرسل يطلب نجدة ليتسلموهم إلى دمشق فأرسل النائب جماعة من الأمراء وبالغ في ذلك وانزعج الناس وظنوا أمراً عظيماً وصاروا في هرج ومرج إلى أن أسفرت القضية عن هذه القصة.