الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جمادى الآخرة
أوله الثلاثاء ثالث عشري آذار عاشر الحمل في آخر الدرجة، في مستهله كتب توقيع سلطاني لأبي البقاء ابن القاضي علاء الدين بن أبي البقاء بوظائف أبيه بحكم نزوله له عنها وهي العمرية والظاهرية البرانية والصالحية والصارمية والتصدير بالجامع.
ويوم الخميس ثالثه وصل لابن النشو السمسار الذي ولي قريبًا شد المراكز وأُعطي لأبيه إمرة، منشور إقطاع ابنه وهو إمرةُ عشرين اقتطعت له من إمرة طبلخانة أمير يقال له ابن الطحان كان نائب بعلبك في وقت، ثم إنه الآن أُعطي نيابة بلد في بلاد الروم وفُرق بقية إقطاعه على غيره، وكان ابن النشو هذا في أول أمره مغربلًا ثم صار طحانًا ثم صار بآخره سمسارًا في الغلة فتمول وحصّل شيئًا كثيرًا.
ويوم الأحد سادسه وصل الخبر بتولية القاضي شمس الدين بن الأخنائي قضاء حلب وأن توقيعه كتب بها ووصل البريدي بالتقليد يوم الأحد الآخر ووصل في هذه الأيام كتاب نائب طرابلس أنه بلغه أن الفرنج جهزوا عشرين ..... وقيل الكتاب من صاحب قبرص.
ويوم الاثنين رابع عشره وصل النائب من السرحة بعد غيبة اثنين وأربعين يومًا وكان وصل إلى الرملة ووقع في رجوعه وقعة بينه وبين العرب، وكانوا اجتمعوا حارثة ومدلج وجرم ومن معهم فبيتهم وقاتلهم وقتل منهم جماعة وانهزم الباقون وسبيت جواريهم وأخذت جمالهم
وقبض على أمير آل مري أبي بكر بن ..... وأرسله إلى قلعة دمشق وكاتب السلطان في ذلك فأرسل إليه خلعة ودخل بها ضحى النهار واشعلت له الشموع وركب معه القضاة وكان يومًا مشهودًا يشبه يوم دخول السلطان.
ويومئذ وصل توقيع ابن الأخنائي وقرئ بحضوري وهو مؤرخ برابع عشرين جمادى الأولى وهو بخط ابن خطيب زرع ووصل معه وأخبر أن وكالة بيت المال خرجت لابن القيسراني وأن باقي وظائف ابن الأخنائي استمرت بيده، وكان نزل عن تدريس الظاهرية للشيخ شهاب الدين الملكاوي وقام ابن الشهيد تاج الدين ينازع وقال: وظيفة أبي وأظهر ولاية وأظهروا إشهادًا عليه لا حق له فيها، فقال: كنت مكرهًا يوم الإشهاد وجرت أمور، وبلغني أن ابن الأخنائي نزل عن قضاء العسكر للحموي مدرس البادرائية ثم سعى غيره وأخذه.
ويوم الثلاثاء نصفه قبض على ابن الغزولي التاجر وسجن بالقلعة ثم نقل إلى سجن الخيالة بها وقيّد لكثرة فضوله ودخوله فيما لا يعنيه فاستمر أسبوعًا ثم شفع فيه خواجا عليّ فأُخرج يوم الثلاثاء ثاني عشريه على أن لا يقيم بدمشق وكتب عليه بذلك مكتوب.
ويوم الخميس سابع عشره رُسم بنفي الباعوني إلى صفد (1)، أرسل إليه النائب أن يسافر إلى بلده ولا يبيت بالبلد يُوسّط، فقيل إنه بات خارج البلد وأخذ في أسباب السفر وسافر يوم السبت تاسع عشره، وذلك فيما قيل ويوم الخميس سابع عشره لبس أمين الدين بن القيسراني بإعادته إلى وكالة بيت المال عوضًا عن ابن الأخنائي بحكم انتقاله إلى حلب.
ويوم السبت تاسع عشره عقد بدار السعادة مجلس بسبب حجة بنت ..... وحضر القضاة وحضر قاضي القضاة نجم الدين الحنفي، وهو
(1) صفد - قال ياقوت -هي مدينة في جبال عامله المطلة على حمص بالشام، وهي من جبال لبنان 3/ 468 (7566).
الذي كان حكم قديمًا بإبطالها وطعن في شهودها، وكان الباعوني قال إنها خمسة آلاف لا خمسون ألفًا لكونها مكشوطة، ثم عقد مجلس من ربيع الأول من هذه السنة وحضرته وادّعى أن ابن الشريشي أثبتها في حياة المقر وحكم فيها وإنها بخمسين ألفًا بعد موته ثم اختلف فيها وضُيّعت الحجة التي كانوا تكلموا فيها ولم يحضروا صورة المجلس فأقاموا بينة من خارج على ابن الشريشي واتصلت بالحنفي وحكم بها وسلمت إليها القاعة التي هي مرهونة في ظاهر الحجة، فلما كان في غيبة النائب جاء مرسوم السلطان بإنكار ذلك وأن يحضر القضاة المنفصلون والمتصلون ويعقد مجلس آخر، فطلب الحاجب القضاة ولم يحضر المنفصلون وانفصل المجلس على غير شيء، ويقال أن الباعوني هو الساعي في إحضار هذا المرسوم بواسطة الحاجب، فلما جاء النائب عقد المجلس عنده وانفصلوا على إثبات الخمسين.
ويومئذ بعد انقضاء عقد المجلس لبس جمال الدين بن القاضي شهاب الدين ابن الزهري خلعة بتوليه قضاء العسكر عوضًا عن ابن الأخنائي لاستقراره في قضاء حلب وكان ابن الأخنائي نزل عنه للحموي نائب الإمامة في الجامع بمال فسعى هذا وأبطل نزوله.
ويوم الاثنين حادي عشريه خلع على المحتسب والواليين خلعة الاستمرار ويومئذ نقلت الشمس إلى برج الثور قبل الزوال ثاني عشر نيسان.
وليلة الأربعاء رابع عشريه رجع الباعوني من سفر النفي إلى دمشق، شفع فيه فيما قيل أمير فرج مشد الدواوين بمصر، فرُد من الطريق.
ويوم الخميس رابع عشريه أوقفني ابن المرحل جمال الدين بن صاحبنا زين الدين على توقيع النائب لابن مكتوم بوظائف والده، وكان خرج منها إعادة الناصرية لابن الحسباني واستمرت بيده، ويومئذ قتل رجل تحت القلعة قصاصًا.