الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
شهر ذي الحجة
أوله الجمعة الثاني من برج الميزان سابع عشر أيلول.
ويوم الثلاثاء خامسه جرى عقد التبايع لطاحون باب السلامة ونصف قرية الأفتريس، اشترى نائب السلطنة ذلك السلطان بطريق الوكالة بمقتضى الكتاب الوارد في الشهر الماضي من المشترين لذلك من بيت المال للأيتام وغيرهم بحضور قاضي القضاة والقاضي المالكي وأرسل خلف كاتبه فلم يتفق الحضور، وأحال النائب بالثمن على السكريين المشترين للقند (1) من النائب وقبلوا الحوالة وحصل القبض الشرعي وشرعوا في كتابة نسخ بذلك ويوم العيد صلى النائب بالمصلى على العادة ومعه القضاة وخطب القاضي علاء الدين بن أبي البقاء واستخلف بالجامع شهاب الدين بن الحسباني.
ويومئذ سافر القاضي شمس الدين النابلسي إلى مصر في خفية فما وصل إلى مصر حتى كتب توقيعه وأرسل فوصل في ثلاثة عشر يومًا وأقام أسبوعًا ورجع في ثمانية أيام.
وليلة الثلاثاء ثاني عشره أثبت كتاب التبايع الصادر من النائب بطريق الوكالة عن السلطان من المتكلمين على الأيتام وغيرهم من الأوصياء على شري الوقوف لما كان اشترى من بيت المال لهم في العام
(1) القند -سكر القصب أو عسل السكر والكلمة فارسية- تركية.
الأول بعد ثبوت توكيل السلطان للنائب عند القاضي المالكي واتصل بي وأثبت التبايع المذكور بعد استيفاء الشرائط الشرعية ونفذ من الغد على القضاة الأربعة وكتب به نسختان نسخة أرسلت إلى مصر ونسخة استمرت عند النائب ثم كتبت نسختان أُخريان بخط البعلبكي وتلك النسختان أحدهما بخط ابن غُزي والآخر بخط الرملي إحداهما في رق والأخرى في رق.
ويوم الأربعاء العشرين منه ظهر اختفاء ابن الحسباني وتطلبوه فلم يوجد وقيل أنه سافر إلى مصر، وكان الفقهاء قد شكوا عليه بسبب دار الحديث والإقبالية وطلب منه إقامة الحساب وكان في هذه المدة يظهر أنه يكتب الحساب فطلب يوم الثلاثاء والأربعاء فلم يوجد، وطُلب بالوالي ومُسك بعض جماعته، ووقف الفقهاء يوم الخميس من الغد فشكوا عليه للنائب وكانوا قالوا أنه كتب له ورقة طريق فأنكر النائب إذنه له ثم وجدت الورقة ولم تصل إليه فأخذت واستمر مختفيًا، وطلب من بيت ابن قوام وحلف أنه ليس عنده وقيل عند التقي بن منجا ثم قيل توجه إلى شهبة (1) ليسافر من هناك إلى حسبان ثم إلى مصر، وكتب محضر أن دار الحديث عادتها مع القضاة وإن ابن الحسباني إنما أخذها بولاية منطاش حين كان بالشام، ثم إن النائب كتب من أمره إلى السلطان.
ويوم الأربعاء سابع عشريه وصل توقيع القاضي شمس الدين النابلسي الحنبلي بقضاء الحنابلة وكان قد توجه يوم العيد إلى مصر فلم يصادف في الطريق حامل التوقيع وهو مملوك تمراز رأس نوبة فدخل مصر فلما علم بذلك رجع بعدما غاب عن دمشق دون شهر فمدة ولاية ابن منجا في هذه المرة سنة إلا ستة وعشرين يومًا.
* * *
(1) شهبة - قال ياقوت -قرية من قرى حوران- معجم البلدان 3/ 425 (7356).