الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جمادى الآخرة
أوله الجمعة سادس كانون الثاني وحادي عشر طوبة وخامس عشري برج الجدي ثم تحدث الناس برؤية الهلال ليلة الخميس من العشر الأخير من الشهر وأرخوه كذلك.
وليلة أوله وقع مطر ومن الغد كثيراً جداً لعله لم يقع أكثر منه في هذا العام، وأما بالبر فالمطر كثير جداً قديماً وحديثاً ولكن قل من زرع لغلاء الغلة وقلة البقر.
ويومئذ أفرج النائب عن القاضي ابن الأخنائي من الترسيم بالقرنة لما صلى هناك وكانت فيه أيضاً.
ويوم الاثنين رابعه نزل القاضي إلى الطواويس بعد ما خرج من دار العدل فحكم بها، واستناب يومئذ ثلاثة القاضي شمس الدين الكفيري والقاضي شرف الدين موسى بن شهاب الدين الرمثاوي وقاضي بعلبك جمال الدين ابن زيد مع إضافة قضاء بعلبك إليه.
وشكى في هذا اليوم على المنفصل عند النائب وطلب فلم يتفق حضوره ثم صالح خصمه ثم سكن القاضي الجديد بدار الشريف بالعقيبة الصغرى وصار هناك مستقر حكمه.
وفي هذا اليوم رابعه لبس القاضي جلال الدين ابن الشيخ سراج الدين خلعة القضاء بقضاء الديار المصرية.
ويوم الأربعاء عند الزوال سادسه نقلت الشمس إلى برج العقرب ووقع مطر جيد.
يوم الأربعاء ثالث عشره (18) كانون الثاني ويوم الخميس وليلته ويوم السبت آخر النهار وليلة الاثنين ويوم السبت (24) وليلة الأحد ويومه كثيراً وليلة الاثنين وقع ثلج.
ويوم الثلاثاء ثاني عشره أخبرني القاضي الحنبلي أنه استناب ابن عبادة بسؤال من جهة كاتب السر وأن ابن كاتب السر شهاب الدين استنابه القاضي الشافعي ثم بلغني أن القاضي استناب أخاه موقع القبلية وولاه أيضاً في حمص وكان وليها في وقت فباشر هو وقاضي بعلبك مدة ثم سافرا إلى عملهما.
وليلة السبت سادس عشره جاءت الأخبار بأن نائب غزة صروق عصى وقبض على نائب الكرك جركس والسبب في ذلك أنه ورد كتاب السلطان إلى حاجب غزة بالقبض عليه، وكان صروق قد بلغه أن ناساً من الحرامية يقطعون الطريق عند ..... فتوجه إليهم وقبض عليهم وجاء بهم إلى غزة فوسطهم وأخذ منهم شيئاً كثيراً من جملته سبعين، فبلغه الخبر بما ورد من المرسوم فجاء إلى غزة ليلاً وذلك ليلة الجمعة تاسع الشهر فدق حربياً بالميدان وجمع الأمراء العسكر ومعهم نائب الكرك جركس فوقعوا على ..... المصريين وحطموا عليهم بالميدان فخرج إليهم نحو عشرين فارساً فكسروهم وبددوا شملهم وخرج جماعة من العسكر وقبض على جركس وهرب سلامش إلى العربان فقصد أمير جرم عمر بن فضل فجاءوا الأعراب وذلك يوم الأربعاء رابع عشره فواقعهم فكسرهم وكسره ..... عليه فهرب فأدركوه على باب غزة فقبضوا محليه وأتوا به إلى بيت سلامش فقيدوه وحصل نهب ولولا عمر بن فضل منع العربان نهبت غزة في الوقعة، وقتل في الوقعة أكثر من خمسين وفي الأولى نحو عشرة وجرح نحو ثلثمائة، وجاء الخبر إلى دمشق بالقبض عليه.
يوم الاثنين ثامن عشره وفيه عزل ابن العفيف من ولاية البر ووليها سنقر.
ويوم الأربعاء العشرين منه توفي العدل علاء (1) الدين علي بن عبيد المرداوي بالصالحية وكان يكتب حسناً ويعتمد عليه في الشهادة بالصالحية وهو أخو الفقيه شمس الدين محمد بن عبيد (*).
ويومئذ وصل الوزير الجديد من القاهرة ابن ..... لابساً خلعة بطراز فسلم على النائب.
ومات في هذه الأيام جمال الدين عبد الله (2) بن عبد الرحمن بن الخشاب الشاهد.
ويوم الخميس ثاني عشريه أول أمشير وليلة الاثنين سادس عشريه على ما أرجو وقع ثلج كثير وأصبح وقد علق بالأرض والجبال مع وقوع المطر في اليومين الماضيين كثيراً ووقع المطر في كانون الثاني كثيراً في أوله وأوسطه وآخره ولله الحمد على ذلك.
ووصل الخبر بتولية القاضي جلال الدين بن الشيخ أيضاً مصر في خامس الشهر فكتبته في موضعه.
ويوم الأربعاء ثامن عشريه أول شباط وليلة الجمعة ثاني عشريه توفي صاحبنا جمال (3) الدين عبد الله بن سعادة بن إبراهيم الحسباني بالقدس الشريف وصلى عليه عقيب صلاة يومه بالمسجد الأقصى، وكان بعد وقعة تمرلنك بمدة توجه إلى القدس وهناك إحدى زوجتيه فتوفي هناك وكان بيده تدريس الأسدية ونظرها فنزل عنها لأولاده وكان قدم إلى دمشق مع أخيه الذي هو أكبر منه زين الدين عبيد، وكان شاباً أمرد وقد اشتغل بالقدس على الشيخ تقي الدين القلقشندي وقد فضل أخوه وذلك في أيام المعري فنزلا بالخانقاه السميساطية كما قدمت في ترجمة أخيه وبيننا وبينه رحم فإنه ابن
(1) إنباء الغمر 5/ 40، الضوء اللامع 5/ 258 (865).
(2)
* * * *
(*) جاء في حاشيهً الورقة (135 ب): ليس بخطه سمع من أحمد بن عبد الرحمن المرداوي وحدث، سمعت منه.
(3)
تاريخ ابن قاضي شهبة 4/ 279.
صبيحة بنت عم جدة والدي ست الأخوة بنت أحمد بن سعد.
ويوم الجمعة آخر النهار وصل حسام الدين بن نشوان البريدي الحلبي على يده تواقيع وولايات، فيها تولية الأمير شهاب الدين ابن البريدي نيابة القلعة، ومنها توقيع القاضي شرف الدين مسعود قضاء طرابلس وهو قد باشر من مدة، وفيها توقيع أخي بقضاء حماة تاريخه خامس صفر، ومنها توقيع قاضي حماة الحنبلي ابن المغلي بقضاء الحنابلة بحلب، وتوقيع رجل من أهل حماة مكانه بها وقرئ الكتب ونزل بالمدرسة المعزية عند قاضي القضاة شمس الدين الأخنائي.
وفي العشر الأخير منه توفي صاحبنا المحدث شمس الدين (1) محمد بن محمد بن عمر المدني الذي بالقاهرة، قدمها من المدينة فمات بها وكان يرحل من المدينة لسماع الحديث وسمع معنا كثيراً في حدود سنة سبعين وبعدها، وحدثت وإياه في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ومسجد قباء.
(1) تاريخ ابن قضاة شهبة 4/ 288، إنباء الغمر 5/ 50 الضوء اللامع 9/ 172 (443)، شذرات الذهب 9/ 73.