الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
شوال
أوله الثلاثاء الخامس من برج الأسد والعشرين من تموز، ويوم العيد صلى النائب بالمصلى على العادة وخطب قاضي القضاة وركب هو وبقية القضاة معه ومدّ القاضي سماطًا بالعادلية كما فعل عام أول بحضرة أخيه، ويومئذ وصل الوزير الجديد وهو ابن أبي شاكر القبطي وكان في وقت وزيرًا بالديار المصرية.
ويوم الأربعاء ثانيه هرب قاضي حماه الحموي من الترسيم، تحيل على النقيب فأخذه إلى الحمام ثم هرب.
ويوم السبت خامسه قدم ركب الحاج الحلبيون ومن معهم وجاءوا معهم بمحمل وسبيل وهذا شيء لم يعهد قبل ذلك، وهو صغير وثوبه أصفر وقدم مع الحاج ابن خطيب نقترين الذي عزل من قضاء حلب.
ويوم الجمعة حادي عشره جرت للقاضي جمال الدين بن القاضي شهاب الدين الزهري مع القاضي المالكي بسبب أنه ادعى عليه غلة نصيب امرأة من الأشراف من بيت ابن أبي الجن وهو ناظر عليهم، ولي النظر من مدة قريبة فأرادوا أن يأخذوا شيئًا من المنكسر لهم في أيام الناظر المنفصل المتوفى وهو حاشوك من مغل هذه السنة فأبى عليهم، وقال: هذا استحقه الموجودون في هذه السنة فكيف أصرف ما استولى عليه الناظر الذي قبلي؟ وكانت وقعت عندي دعوى في نظير هذه القضية فمنعت المباشرين من صرف ما يستحقه مستحقو الوقف في هذه السنة كمن تأخر قبضه لمستحقه
في السنة الماضية، بل يطالب به في تركه الناظر المتوفى أو من استولى عليه من المستحقين بطريقة، فلما أجاب ابن الزهري للمالكي بهذا الجواب كلّمه وشتمه على عادته من شتم الخصمين وبالغ في ذلك وأظهر أنه يريد أن يحكم عليه فلم يتمكن فلم يسعه إلا السب والشتم على عادته نسأل الله الستر والسلامة والعافية من الجهل والحمق وسائر الأدواء.
ويوم السبت ثاني عشره خرج الركب الحلبي ومعهم محمل.
ويوم الاثنين رابع عشره خرج المحمل السلطاني والركب الشامي وأميرهم الأمير ناصر الدين بن المهمندار الحلبي أحد المقدمين، والقاضي كان فوضه قاضي القضاة للشيخ عمران على العادة وكتب له به توقيعًا، ثم جاءه كتاب كاتب سر مصر أن يولي عز الدين ابن ..... كبير شهود الحكم بمجلس الحنفي ففوضه إليه ثم كتب للشيخ عمران على قصةٍ أن يكون شريكه، ثم لما وصلا إلى زيرا جاءهم قاصد من جهة قاضي القضاة سري الدين حين ولي فعزلا، ومن الحجاج الأمير شهاب الدين أحمد بن نقيب القلعة الذي كان حاجبًا، ومن الفقهاء محيي الدين المصري ورفيقه شهاب الدين البالسي وعلاء الدين الحنبلي بن الغزي الحلبي وتقي الدين العامري وكان أخوه فخر الدين مجاورًا وشمس الدين بن خطيب ..... ، وممن خرج أيضًا شمس الدين صهر التادلي وتقي الدين أبو بكر سبط العلائي عامل دار الحديث ومعه أخته وابنها.
ويوم الأربعاء سادس عشره استفاض عزل قاضي القضاة علاء الدين من القضاة بقاضي القضاة سري الدين مستمرًا على ما بيده من خطابة القدس الشريف وأبقاه قاضي القضاة علاء الدين على وظيفة الخطابة بالجامع، وقد وردت كتب بذلك من أيام، لكن يومئذ استفاض ذلك فتركا الحكم يومئذ كذلك وكان سبب تصحيح الخبر أن مملوك نائب حماة أخبر أن متسفر القاضي فارقه من الرملة إلى القدس.
وجرى يومئذ أمر عجيب وهو أن ابن السنجاري ناظر الأوصياء جاء إلى الشيخ عيسى الغزي وقال: مخزن الأيتام البارحة فتحه ابن الجواشني
وهو ناظره وأخاف أن يوجد منه شيء ولم يزل به حتى أرسل ..... فختم المخزن ثم أرسل يطلب مباشري المارستان ليباشره يعني نيابة عن قاضي القضاة سري الدين، فاجتمع به ناظر الأيتام وقال: من أمرك بهذا؟ فقال: القاضي المالكي، فذهب إلى القاضي المالكي فحلف ما أذن في هذا، فذهب إلى المخزن ففك ختمه بيده وصار عيسى ضحكة للناس ثم انقطعت الأخبار إلى يوم السبت فجاء بعض البريدية فسئل عن أمر القضاة فأخبر أنه ما سمع شيئًا فظنوا كذب ذلك الخبر وأخذوا في تأويله وأرسلوا يطلبون الشيخ عيسى بعدما كان القاضي في أثناء النهار أرسل فمنعه من الإفتاء لكثرة كذبه وعزموا على الإيقاع فتغيب إلى العصر فجاء كتاب قاضي القضاة سري الدين.
وفي يوم السبت بعد العصر تاسع عشره جاء كتاب قاضي القضاة سري الدين من القدس إلى كاتب السر بخبر قدوم تقليده القضاء مع بقاء خطابة القدس بيده وجاء كتاب إلى صدر الدين بن الآدمي، وفيه أنه يخرج يوم الاثنين إلى زيارة الخليل عليه السلام وأنه يدخل دمشق أول الشهر، وجاء كتاب آخر إلى النجم بن الحسباني فيما بلغني من ابن قاسم وفيه أن ابن غانم قاضي القدس توفي يوم ورود التوقيع بعدما شكى عليه أهل القدس، وفيه أن قضاء القدس تولاه الشيخ عماد الدين إسماعيل الباريني وقضاء بلد الخليل عليه السلام لتقي الدين البهنسي أخي القاضي جمال الدين.
ويوم السبت آخر النهار سادس عشريه توجهنا للقاء قاضي القضاة سري الدين فسلمنا عليه بالصمنين.
ويوم الأربعاء آخره وهو في حساب أهل القدس وفي حساب أهل التقويم أيضًا أولى ذي القعدة إلا أنه لا يرى، دخل قاضي القضاة في أبهة عظيمة على العادة فسلم على النائب ثم خرج من باب النصر ودخل من باب الفرج إلى الركنية، ويومئذ لبس البدر حسن بن منصور بالحسبة وكان ينوب لأخيه فسعى على ابن العفيف وولي ..... وابن العفيف ..... الحسبة.