الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من بيت المال وبناها له نائبه كجكني في سنة سبع وخمسين ولم تكمل عمارتها لكن سكنت ونقل إليها القاضي والوالي وأهل سوق حُسبان وجماعة منهم من تلك البلاد، وصارت أم البلاد كما كانت قديمًا، وأصلها من بناء ابن أخي لوط النبي صلى الله عليه وسلم بناها بعد هلاك قوم عمه، ويقال منسوبة إلى عمان بن لوط، وذكر ياقوت في كتاب البلدان أنها مدينة دقيانوس الملك الذي كان في أيامه هرب أصحاب الكهف والرقيم موضوع هناك معروف وهو قرية، وكذلك ملعب سليمان بن داود عليهما السلام هناك كان وهو معروف أيضًا، وقد ذكر غير واحد أن دقيانوس الملك الذي فر منه أصحاب الكهف كان بالروم.
ويوم الخميس تاسع عشريه خلع على إياس عتيق ابن الغاوي بولاية البر وعزل الشريف ابن دُعا وفيه أو في الذي قبله جرى للعبادي نائب الحكم بالقاهرة الحنفي كائنة كفر السالمي من جماعة السلطان، كان فوض إليه السلطان نظر خانقاه سعيد السعداء حين استعفى النائب سودون من النيابة فجرى بينه وبين العبادي كلام بسبب قطع السالمي جماعة من الأغنياء فقال السالمي: لو جاء جبريل وميكائيل ما شفعهما فيه أو كما قال، فقال له العبادي: كفرت، فوصل الأمر إلى السلطان فطلبه وأمر بضربه بالمقارع وآل الأمر بعد الشفاعة إلى أن أخذ مكشوف الرأس من القلعة قدام الناس إلى حبس الديلم وعزره القاضي الحنفي، ثم جرى لنائب المالكي كائنة أخرى.
* * *
وممن توفي فيه
محمد الحمصي (1) النساج المعروف بالفقير وهو أخو الفقيه زين الدين عمر وكان رجلًا جيدًا أستاذًا في نسج القماش على اختلاف أنواعه، له فهم
(1) تاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 571.
وذكاء، نسج الصوف الأبيض مع الحرير فجاء في نهاية الحسن، أحسن من ..... ونسج أيضًا لذلك ملونًا وصُلّي عليه يوم الجمعة ثانيه عقب صلاة الجمعة بالجامع الأموي.
الشيخ شهاب (1) الدين أحمد بن الحسن بن زين الدين محمد بن أمين الدين محمد بن الشيخ قطب الدين محمد بن أحمد بن علي بن محمد بن الحسن بن عبد الله بن أحمد بن المعمور القيسي ابن القسطلاني المكي الشهير بابن الزين، سمع بمكة من أمين الدين الأقسري وعيسى العجلي وغيرهما ومن الجمال ابن المصري وأجازه من مصر يحيى بن المصري وغيره، ومن دمشق أبو بكر بن الرضي وزينب وطائفة، توفي في العشر الأول منه في طريق نخلة من أرض الحجاز عطشًا، ضل هناك فعطش ومات وحمل إلى مكة ودفن بالمعلاة رحمه الله تعالى.
الشيخ شمس الدين محمد (2) بن القليجي كان كاتبُا للحكم عند القاضي سراج الدين الهندي، وكان أول من أدخله في جملة الشهود قاضي القضاة بهاء الدين أبو البقاء ثم صار مفتي دار العدل، وهو أكبر شهود السلطان وكان ضعيف البصر ثم أُضر قبل موته، توفي بالقاهرة في العشرين منه.
الشيخ نور (3) الدين على الهوريني توفي يوم الخميس ثاني عشريه.
القاضي شمس (4) الدين الحريري الحنفي، توفي يوم السبت رابع عشريه من خط الشريف.
(1) العقد الثمين 3/ 27 (533)، إنباء الغمر 3/ 256، الدرر الكامنة 1/ 122 (339).
(2)
تاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 567، إنباء الغمر 274/ 3 النجوم الزاهرة 12/ 115 الذيل على دول الإسلام 382.
(3)
تاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 564، إنباء الغمر 3/ 265 النجوم الزاهرة 12/ 115 الذيل على دول الإسلام 381 شذرات الذهب 8/ 596.
(4)
إنباء الغمر 3/ 273 الدرر الكامنة 4/ 66 (189) النجوم الزاهرة 12/ 114 الذيل على دول الإسلام 382 شذرات الذهب 8/ 599.
القاضي شمس الدين (1) محمد بن يعقوب بن مجلّى النيني، وكان يخطب بجامع ابن المرجاني بالمزة واشتغل على والدي وسلك طريق الصلاح وولي قضاء بيروت مدة وأثرى ثم ولي قضاء الكرك ثم عزل في هذا العام وضعف بصره وجاء إلى دمشق بقصد التداوي ثم ولي خطابة الكرك في هذه الأيام فمات قبل التوجه إليها، وكان قد نكب في ماله أيام الفتنة ببيروت، توفي بدمشق ليلة الأربعاء ثامن عشريه، وقال لي علاء الدين النيني: كان والده يقرئ القرآن فأقرأ جماعة كثيرة وخلف أولادًا.
وفيه أيضًا مات رجل كان ينوب للقاضي الحنفي بالقاهرة قديمًا.
(1) تاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 571 الأعلام للزركلي 7/ 146.