الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المحرم
أوله الجمعة ثالث عشر أيلول سادس عشر توت ثامن عشري برج السنبلة.
فصل الخريف وليلة الأحد ثالثه في الساعة العاشرة نقلت الشمس إلى برج الميزان.
وفي أوائل السنة توفيت الشيخة الأصيلة صفية (1) بنت قاضي القضاة عماد الدين إسماعيل ابن الشيخ شرف الدين محمد بن الشيخ عز الدين أبي العز الحنفي عمة القاضي الحنفي اليوم، ولها إجازة من ابن الشحنة وأيوب الكحال وطائفة وروت سماعًا عن عبد القادر ابن الملول، سمع منها بعض الطلبة، الشريف الفاسي بإجازتها.
ويوم السبت تاسعه جاء البريد بعافية السلطان وكان ضعيفًا عقيب تلك القضية وأُمر بتزيين البلد ودقت البشائر على العادة وبُشر ابن أبي الطيب بولاية كتابة السر وباشر قبل مجيء توقيعه وجاءت الأخبار الحاج من مصر وفيها الأخبار بوفاة ابن الجباب وكان ضعف من عمّان.
ويوم تاسوعاء بعد العصر توفي السيد الشريف شمس الدين محمد (2) بن محمد بن محمد الحسيني العقيبي إمام مسجد العقيبة وصلي
(1) إنباء الغمر 1/ 64، الضوء اللامع 12/ 71 (433)، شذرات الذهب 8/ 19، أعلام النساء 2/ 331.
(2)
تاريخ ابن قاضي شهبة 4/ 61، إنباء الغمر 4/ 89 الضوء اللامع. 10/ 17 (46).
عليه من الغد بجامع العقيبة ودفن بمقبرة باب الفراديس وكان في عشر الخمسين وولي نظر جامع العقيبة في سنة اثنين وتسعين وكان قام في أيام الفتنة والحصار وحمل المصحف وصنجق (1) الخطيب بالجامع المذكور وجاء إلى جردمر يقول: إما أن تسلموا البلد إلى برقوق وإما اخرجوا قاتلوه، وشيئًا من هذا الكلام فقام عليه العوام وضربوه حتى كاد يهلك وجئ به إلى بين يدي جردمر فحط عليه جماعة هناك من الأمراء كاستاددار النائب الطنبغا وأمير يقال له الطنبغا الحلبي كان جاء من مصر قبل الحصار فَعَنَّفَهُ العسكر وأهانوه وقلعوا لحيته قلعًا فاحشًا وسجن، فلما استقر السلطان ذهب إليه وشكى على الأميرين وأثبت في حقهما ما يوجب كفرهما من التعرض للجناب الشريف وغير ذلك فضربت أعناقهما بين القصرين وأعطاه السلطان رزقة بدُومه وداريا وولاه نظر جامع العقيبة فلم يزل معه إلى العام الماضي أعطى ابن العفيف نصفه واصطلحا على ذلك وكان يشهد بالعقيبة.
وجاء الخبر يوم عاشوراء بوفاة الفقيه الفاضل البارع بدر الدين حسن (2) العيثاوي بعيثا ذهب اليها لزيارة أهله فمات هناك، وكان اشتغل وحصل وفضل فضيلة جيدة بحيث أنه كان أفضل أهل طبقته وفهمه جيد وعنده ديانة وعقل وسكن الفلكية بعد خاله علاء الدين المجدلي وكان أفضل منه أظنه من أبناء الثلاثين.
وليلة الاثنين حادي عشره توفي القاضي جمال الدين عبد الله (3) بن الشيخ الإمام القاضي شهاب الدين أحمد بن صالح الزهري الشافعي بقاعة المدرسة القليجية الشافعية وصلي عليه من الغد وقد جاوز الثلاثين سنة ونصف وزيادة لأنه قال لي أخوه أن مولده في جمادى الآخرة سنة تسع وستين وكان حفظ التمييز هو وأخوه وعرضه عليّ وعلى غيري في سنة
(1) السنجق - راية ترفع فوق السلطان في المواكب الرسمية.
(2)
تاريخ ابن قاضي شهبة 4/ 42، الضوء اللامع 3/ 129 (499) إنباء الغمر 4/ 56.
(3)
تاريخ ابن قاضي شهة 4/ 48، إنباء الغمر 4/ 62، بهجة الناظرين 185، الضوء اللامع 5/ 7 (16)، شذرات الذهب 9/ 18.
ثلاث وثمانين وانتهى بالشامية هو وجماعة من الطلبة بجواب عن أسئلة كتبتها لهم بسؤال والدهم إياي ذلك وأذن له أبوه بالإفتاء ونزل لى عن تدريس القليجية ثم ولي إفتاء دار العدل وكان بيد والده من قبل فأخذه منه ابن الظاهري فسعى هو وأخذه من ابن الظاهري ونزل له والده قبل موته عن تدريس الشامية البرانية شريكًا لأخيه ثم ولي قضاء العسكر وناب في الحكم سنة ونحو سبعة أشهر وولي أيضًا جزءًا من نظر الشامية ثم عند موته فوضه لبقية النظار ونزل لأخيه عن نصيبه من تدريس الشامية وعن القليجية وكان بيده وظائف أخر نزل عنها، وكان شاباَ له همة عالية وسعي وإقدام ولم يزل في نمو من الدنيا إلى أن مات بمرض السل أو نحوه.
ويوم الثلاثاء ثاني عشره وصل توقيع ابن الطيب بكتابة السر وتوقيعٌ لكاتب السو بمصر بنظر النورية ببعلبك وكانت بيد كاتب السو المتوفى وكان النائب ولاه لوكيل بيت المال ابن الشهاب محمود وينازعه فيه العز نائب الحلبي بشبهة له فيه فجاء هذا التوقيع قاطعًا للمنازعة وجاء كتابه إلى قاضي القضاة يسأله أن يفوضه إليه كما كان بيد من قبله بالتفويض من القاضي سري الدين.
ويوم الخميس رابع عشره توفي أمير يقال له كمشبغا طاز كان من المقدمين وجاء الخبر بوفاة أمير آخر بالرملة طبلخاناة كان على إقطاع الجمبغا تنكز بدار كمشبغا بدرب.
ويوم السبت سادس عشره أول بابه.
ويوم الأحد سابع عشره وصل دوادار الحاجب والسبق معهم كتب يسيرة وحصل تأخير ووصلت بقية الكتب مع العبد مبارك في الغد يوم الاثنين ثامن عشره.
ويوم الاثنين ثامن عشره توفي الشيخ زين (1) الدين عمر بن محمد ابن التركماني البعلبكي وكان مولده سنة السيل ببعلبك وهي سنة سبع عشرة وكان مقيمًا بالبادرائية من مدة طويلة ويشهد يسيرًا ويواظب مجلس الحكم
(1) إنباء الغمر 4/ 86، الضوء اللامع 8/ 196 (512).
بالعادلية ويشهد فيه على القضاة ولا يشاقق أحدًا ولا يطلب كعادة الشهود وكان له مسجد يؤم فيه وهو سليم الباطن جدًا وكان ينظم نظمًا عجيبًا ويعجبه ذلك فرحمه الله تعالى.
ويوم الثلاثاء تاسع عشره أول تشرين الأول، ويومئذ تاسع عشره توفي الشيخ شمس الدين محمد (1) بن عبد الله الحنفي الشهير بابن الصوفي بمنزله بالصالحية ومات له ولد قبله بيوم أو نحوه وهو الأصغر، وكان عامل المدرسة الركنية للشافعية ومباشراَ بغيرها وقد جاوز الستين وخلف ولدًا كبيرًا نزل له عن وظائفه.
ويومئذ توفي الخواجا بدر الدين حسن (2) بن عبد الولي الأسعردي بالصالحية، ويومئذ توفي أيضًا الشيخ محمد (3) التونسي المالكي وكان خيرًا.
ويوم الخميس حادي عشريه توفي القاضي صدر الدين عبد الرحمن (4) بن صاحبنا الشيخ الفقيه جمال الدين عبد الله بن عمر بن داود الكفيري وهو الثاني من أولاد أبيه وكان أبوه رجلًا خيراً فقيهًا فاضلًا مات سنة سبعين وكان صاحبنا هو وأخوه تقي الدين من تلاميذ والدي، وخلف جمال الدين ولدين هذا والذي دونه صغيرين وأظن هذا بلغ الأربعين وكانت له همة في طلب الرياسة، ولي إعادة الأتابكية ثم سعى في وكالة بيت المال فباشرها مدة يسيرة بتولية النائب له من غير وكالة ثم سعى أيام القاضي علاء الدين وكان في وقت متزوجًا بجارية لهم كبيرة في أثناء ولايته ثم عزله (*) وناب لهذا القاضي أيضًا ثم عزله.
(1) تاريخ ابن قاضي شهبة 4/ 57.
(2)
إنباء الغمر 4/ 55، الضوء اللامع 3/ 103 (416).
(3)
* * * *
(4)
تاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 49، إنباء الغمر 4/ 65، بهجة الناظرين 215، الضوء اللامع 4/ 89 (256)، شذرات الذهب 9/ 19.
(*) عزل مرتين إحداهما قام عليه الشيخ سراج الدين البلقيني في شوال بعدما باشر شهرًا واحدًا، والثانية بسبب قيام التادلي عليه لكتابته فيه إلى مصر كتابًا وعقد له مجلس بالعادلية بسبب ذلك وأهين وحبس في حبس ..... ثم عزل في رجب وعقد المجلس في شوال سنة (99).
ويوم الاثنين خامس عشريه وصل ركب الحجاج كلهم والمحمل في يوم واحد جملة واحدة متعاقبين.
وليلة الخميس ثامن عشره وقع مطر في جوف الليل وذلك في العاشر من تشرين الأول وهو أول مطر وقع في العام والفصل.
ويوم الجمعة تاسع عشريه توفي الفقيه الفاضل زين الدين عبد الرحمن (1) بن موسى بن راشد بن طرخان الملكاوي ابن أخي شهاب الدين وصلى عليه عقيب صلاة الجمعة بالجامع وكان في عشر الخمسين ويعرف الفرائض ويحفظ المنهاج وهو رجل خير لا بأس به واعتراه بآخره تغير ما في عقله وكان مع ذلك ضابطًا لأمره حازمًا لرأيه.
وصُلي يومئذ صلاة الغائب على ابن الجباب وخطب يومئذ شهاب الدين الحلبي وكذلك في الجمعة الماضية جعلوه نائبًا وهو لا بأس به.
ويوم السبت آخره توفي ولد القاضي بدر الدين القدسي ودفن بالصوفية وكان قد نزل له أبوه عن تدريس المغيثية وكان مع والده في العام الماضي بالحجاز فلما وصل مرض ومات.
وفي أواخره مات ناصر الدين ابن يلبغا (2) اليحياوي ودفن بتربة والده عند الجامع وكان بدينًا، ينظر أحيانًا بإذن النائب في أمر الجامع ويقيم به.
وفيه مات الشيخ شهاب الدين أحمد (3) بن شعيب المعروف بخطيب بيت أيما وكان من العباد المشهورين قل من يلحقه في ذلك.
وليلة السبت سلخه توفي الشيخ المسند الأمير علاء الدين علي (4) بن
(1) تاريخ ابن قاضي شهبة 4/ 50، إنباء الغمر 4/ 66، بهجة الناظرين 195، شذرات الذهب 9/ 19.
(2)
تاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 63، الضوء اللامع 10/ 88 (283) إنباء الغمر 4/ 91.
(3)
تاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 33، إنباء الغمر 4/ 40، الضوء اللامع 1/ 313.
(4)
إنباء الغمر 4/ 69، الضوء اللامع 5/ 260 (871).
محمد بن عثمان بن محمد الشمسي لولو الحلبي الأصل الدمشقي ببستانه بيت لهيا ودفن من الغد بتربتهم هناك وكان ناظرًا على وقف جده ويكثر أرباب الوقف من الشكوى عليه لسوء مباشرته، روى عن ابن الشحنة حضورًا صحيح البخاري وجزء أبي الجهم وحدث، سمع منه الطلبة ومولده تقريبًا سنة ست وعشرين وسبعمائة.