الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
شهر ربيع الآخر
أوله السبت برؤية ثبت ذلك عند الحنفي وغاب الهلال ليلة الأحد بعد العشاء، ونقل اللؤلؤي عن أبي حنيفة: أنه إذا غاب بعد العشاء يكون لليلتين وهو الثالث والعشرون من كانون الثاني آخر الحادي عشر من برج .....
وفي أوائله وقع مطر كثير بأرض حوران وما خلفها وفرح الناس بذلك ولله الحمد، وفي أوائله استناب القاضي الحنبلي ابن منجا في الحكم لولد الشيخ علاء الدين بن بهاء الدين عبد الرحمن بن القاضي عز الدين محمد بن القاضي تقي الدين سليمان وجعله رابعًا، وهذا شيء لم يعهد من استنابة الحنبلي أربعة بل ولا ثلاثة إلا ابن منجا هذا، وإنما يعرف للحنبلي نائب واحد، وغضب ابن مفلح من موافقته وكذلك غيره فيما بلغني، وقال لي ابن مفلح: أنه لم يقرأ في الفقه إلا من أول المقنع إلى باب صلاة أصحاب الأعذار ثم قال لي غيره أنه فاضل له اشتغال خلاف ما قال لي ابن مفلح وابن عز الدين قلت وكان والده من رؤساء الحنابلة وحضر على جده القاضي تقي الدين وسمعنا منه ومات قريبًا في شعبان سنة أربع وتسعين.
ويوم السبت ثامنه وصل القاضي برهان الدين التادلي من القاهرة متوليًا قضاء المالكية وكان ذهب خلف العسكر فسعى فلبس بالقاهرة في صفر وسلمت عليه وأخبرني أن الغلاء مفرط بالقاهرة وأن الخبز كان ثلاثة أرطال بالمصري بدرهم ثم صار أربعة لما دخل الشعير الجديد ومقتضاه أن الشعير يكون حصد في كانون، وهو ذكر أن السبب في ذلك أن الماء لما انحسر سريعًا وكان هو سبب الغلاء زرع الشعير فساء حصاده.
ولبس الخلعة يوم الاثنين عاشره في الساعة الخامسة وقرئ تقليده بالجامع وهو مؤرخ بسابع عشر صفر، ويومئذ أول شباط فمدة ولاية ابن القفصي في هذه المرة ستة أشهر ونصف ويوم، وباشر بعد ذلك معزولًا نحو شهر ونصف منها شهر بعد وصول الخبر إلا أنه لم يصدق.
ويوم الأربعاء ثاني عشره ألقى ولد القاضي بدر الدين بن الرضي الدرس بالمدرسة الجلالية نزل له أبوه عنها وحضر عنده القضاة وغيرهم.
ويوم الخميس ثالث عشره درس ولد القاضي بدر الدين المقدسي بالمدرسة المعينية نزل له عنها أبوه وحضر عنده القضاة على العادة وسقاهم سكرًا، ويومئذ وصل توقيع القاضي شمس الدين بن مشكور بوظيفته وقرئ على النائب والمعزول شمس الدين بن الأخنائي حاضرًا ثم لبس يوم الجمعة رابع عشره فمدة ولاية ابن الأخنائي ثمانية أشهر تنقُص قليلًا.
ويوم السبت نصفه لبس ولد ابن النشو السمسار خلعة بوظيفة شد المراكز وأُعطي إمرته وابنه صغير والوظيفة في الحقيقة لأبيه وذلك عوضًا عن ابن نائب الصبيبة ويومئذ عزل استاددار النائب من الأستاددارية قيل بمرسموم السلطان.
وفي يوم الأربعاء تاسع عشره نقلت الشمس إلى برج الحوت بعد الزوال عاشر شباط وليلة الخميس العشرين منه ومن يومه وقع مطر بحيث حصل منه وحصل، ثم تكرر وقوع المطر في شباط لكنه خفيف جدًا.
وفي العشر الأوسط منه فرغ من عمارة رأس المنارة الشرقية بجامع دمشق قبل الفراغ من الدرابزين إلا الجانب الغربي والشمالي من الأسفل منهما ففرغ من مدة.
ويوم السبت ثاني عشريه خلع على القاضي شمس الدين الأخنائي بوكالة بيت المال.
ويوم الأحد آخر الشهر بطل قاضي القضاة الدرس ودعا بالغزالية،