الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
شهر جمادى الآخرة
أوله الثلاثاء تاسع عشر شباط وخامس عشري أمشير تاسع الحوت، وقع في يوم الثلاثاء مطر متكرر، وليلة الأربعاء كثيرًا جرى منه الميزاب مدة، ويوم الأربعاء أيضًا وقع كثيرًا جدًا، وليلة الخميس أيضًا، ويومئذ آخر النهار كثيرًا وغدًا.
ويوم الجمعة رابعه توفي فخر الدين عثمان (1) ابن الأمير ناصر الدين محمد بن صلاح الدين عبد الله ابن القاضي شرف الدين عبد الوهاب ابن فضل الله العدوي العمري بمنزله بالشرف الأعلى الشمالي عند القرية وكان من أبناء الخمسين وكان يباشر نظر التربة الأشرفية.
ويوم الأحد سادسه حضر القاضي الجديد الدرس بالغزالية والناصرية.
ويوم الثلاثاء ثامنه أول أيام العجوز وصلت الأخبار بأن بيبرس ابن عم قرابة السلطان جعل دوادارًا كبيرًا مكان قلمطاي وأن نوروز الحافظي جعل أمير آخور موضع تاني بك.
وليلة الأربعاء تاسعة ورد كتاب النائب إلى الحاجب والى القاضي أيضًا يستحث فيه على الكشف على قاضي القضاة علاء الدين، فاجتمع القضاة يومئذ ضحى النهار بالمدرسة الظاهرية وحضر جماعة من الفقهاء وحصلت
(1) تاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 678.
عليه دعاوى فانحرف القاضي المالكي في أثناء المجلس وقام ..... المجلس.
ويوم الجمعة حادي عشره أول آذار ووقع من الغد يوم السبت مطر وبرد وجرى منه الميزاب مدة وذلك قبل الزوال ثم وقع بعد الزوال مطر كثير جدًا صارت الأرض أنهارًا.
ويوم هذه الجمعة طلب النائب سودون الكركي وابن الفرفور إلى الغور وكان رسم عليهما قبل أن يسافر لإقامة حساب ما كانا يباشراه من ديوان المستأجرات، فخرج بهما يومئذ مقيدين مقرنين والناس ينظرون إليهما، فوصلا إلى النائب فأطلقهما فرجع سودون من فوره، فلما كان يوم الثلاثاء رجع سودون راكبًا وتلقاه بعض أصحابه.
ويوم السبت ثاني عشره وصل ابن العلائي الاستاددار من عند مخدومه وهو بالغور متوليًا نظر الجامع عوضًا عن ابن البانياسي، وقع الاتفاق من الغد على أن يكون السيد نقيب الأشراف نائبه ولبس الخلعة وجلس للمباشرة.
ويوم الاثنين وعشيتئذ وصل الخبر بعزل القاضي التاذلي وتولية ابن القفصي وسيروا خلفه إلى حلب وأصبح الناس يتحدثون بذلك وانقطع عن الحكم (*).
ويوم الاثنين رابع عشره عزم القاضي على استنابة نائبين آخرين بعد أن تقدم الاتفاق مع كاتبه على ذلك وهما الملكاوي وابن الحسباني وأنا أشرت بالملكاوي ولم أنزل المدينهَ يومئذ بناء على أنهما يحكمان يومئذ فأرسل القاضي خلفي بعد الظهر فإذا باثنين من الأعيان مشوا إلى القاضي بسبب ابن الحسباني وقالوا: لا يجاز ذلك، وذكروا كلامًا كثيرًا حتى قال بعض قضاة القضاة لا إحكامه، فأخر القاضي الاستنابة.
(*) جاء في حاشية الورقة (65 ب): بخط الشيخ، وفرح كثير من الناس بذلك لأنه مع قبح سيرته فاجر خامل، ثم ضرب الشيخ عليه وأظنه خوفاً من شوه.
ويومئذ حكم القاضي الحنبلي على القاضي علاء الدين بالمال الذي كان ادعى القاضي علاء الدين يوم عقد المجلس أنه أخذه الوزير، فجاءت بينة فشهدت بأنه هو قبضه ورسم عليه بعد الدعوى على وكيله ابن قاضي أذرعات وكان هو قد اعترف يومئذ بغير ذلك فضم هذا إلى هذا.
ويوم الأربعاء سادس عشره وصل كتاب النائب بالإفراج عن القاضي علاء الدين من العذراوية ورجوعه إلى منزله.
ويوم الخميس سابع عشره حضر القاضي الغزالية مرة ثانية ودعا لبطالة الدروس وقبل الغروب بنحو ساعة من يوم الأحد العشرين منه وقع مطر واستمر إلى قبل طلوع الشمس بنحو ساعة وجرى الميزاب بعد المغرب واستمر في جريان قوي جدًا بحيث أنه كان المطر في جانب من الليل كأفواه القرب ومدته نحو اثني عشر ساعة وذلك في ليلة الاثنين الحادي عشر من آذار ولله الحمد.
- فصل الربيع وفي الساعة الخامسة من يوم الثلاثاء ثاني عشريه نقلت الشمس إلى برج الحمل وهو الثاني عشر من آذار، ووقع يومئذ بين الظهر والعصر مطر يسير إلا أنه جرى منه الميزاب، وقد ضبط المطر الواقع في فصل الشتاء بدمشق فإذا هو خمس وعشرون مرة ما بين يوم وليلة أو يوم أو ليلة خلا المطر الواقع في الخريف فإنه كان ثماني مرات، فمدة المطر والثلج الواقع إلى آخر الشتاء شهر وأيام، وهذه المطرة اليسيرة أول مطر وقع في فصل الربيع.
ويوم الأربعاء ثالث عشريه حكم بالعادلية نيابة الشيخ شهاب الدين الملكاوي والقاضي جمال الدين ابن الزهري وصدر الدين عبد الرحمن ابن صاحبنا جمال الدين الكفيري.
ويوم الخميس رابع عشريه وقع مطر كثير جرى منه الميزاب ودام نحو ساعة رابع عشر آذار.
وليلة السبت ويومه وليلة الأحد سابع عشريه هب هواء عاصف هدم ليلة الأحد شيئًا كثيرًا مات تحت الردم جماعة.
ويوم الأربعاء آخر الشهر وصل القاضي علم الدين ابن القفصي المالكي من حلب متوليًا قضاء المالكية بالشام وسلم على نائب الغيبة وهو الحاجب وكان ينيب منجك، وهذه الولاية هي العاشرة وما علمنا أحدًا ولي هذا العدد إلا هو وغريمه التاذلي ولي تسع مرات.
وليلة الاثنين ثامنه توفي مسند الديار المصرية الشيخ الإمام العالم برهان الدين أَبو إسحاق إبراهيم (1) بن أحمد بن عبد الواحد بن عبد المؤمن بن سعيد بن علوان بن كامل التنوخي المعري الأصل ثم البعلي ثم الدمشقي المولد المعروف بالشامي، رأيت بخط البرزالي المعروف والده بالقاضي الحريري نزيل القاهرة، فجأة بعد أن صلى العشاء وصُلي عليه من الغد وكانت له جنازة مشهودة حضرها الشيخ سراج الدين وغيره، مولده سنة تسع وسبعمئة.
سمع بدمشق من ابن الشحنة صحيح البخاري سنة (26) بقراءة البرزالي وهو آخر من حدث عنه بالديار المصرية ومن ابن أبي التائب والبندنيجي ومحمد بن طرخان وغيرهم، وسمع بمصر من قاضيها ابن جماعة ويحيى بن المصري وأحمد بن كشتغدي وغيرهم، وأجازه من الشام إسماعيل بن مكتوم وعيسى المطعم وأَبو بكر أحمد بن عبد الدائم ويحيى بن سعد وابن الشيرازي والقاسم ابن عساكر وابن النشو وابن النحاس وطائفة، وخرجوا له معجمًا وقرأ القراءات بالروايات على أبي حيان وابن السراج، وتفقه وأخذ العربية عن أبي حيان وحدث بالمزةِ، وجده عبد الواحد هو ابن عم قاضي بعلبك تاج الدين عبد الخالق بن عبد السلام بن سعيد.
(1) تاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 667، الدرر الكامنة 1/ 11 (14) إنباء الغمر 3/ 398، النجوم الزاهرة 12/ 116 شذرات الذهب 8/ 619.