الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذو القعدة
أوله الجمعة وكان رؤية الهلال ممكنة ليلة الخميس آخر بونة ورابع عشري حزيران من العاشر من السرطان وبعض حادي عشره ويوم الجمعة أوله أول أبيب.
ويوم السبت ثانيه نودي بظاهر البلد على لسان النائب أن لا يخرج النساء للفُرج.
ويوم الأحد ثالثه أو الاثنين خلع على يزيد بن شريف بولاية البلد عوضاً عن ابن الكليباني ثم ضرب وعزل بعد نحو نصف شهر في نحو العشرين من هذا الشهر.
وفي هذه الأيام بل في آواخر شوال وصل أولاد صاحبنا الشيخ شمس الدين ابن القلقشندي من القدس الشريف بسبب خطابة نابلس والإمامة وسائر الوظائف التي كانت بيد ابن عمتهم جمال الدين المتوفى بدمشق فإنه نزل لشرف الدين عبد الرحيم ابن الشيخ شمس الدين، ثم نازعهم شخص يقال له قليه من نابلس وأخذ توقيعاً بالإمامة والخطابة وأخذ غيره نظر الجامع وآخر نظر المارستان فجاءوا للمنازعة فوقفوا للنائب وكان بالمرج فرجحوا جانب غرمائهم.
ويوم الخميس سابعه أول تموز وصادف من أول فصل الصيف إلى الآن هواء بارد ليلاً ونهاراً أقل ما ينقطع وربما هبت الصبا ليلاً باردة.
ويوم السبت تاسعه وصل بريدي بالتجريدة إلى بلاد حلب بسبب وقعة
ابن أويس وقرايوسف وأطلق للعسكر ثلثمائة ألف ولنائب حماة دقماق مائة عوضاً عما أخذ منه في الوقعة فشكى الأمراء أن هذه النفقة لا تكفيهم وليس لهم مال لأن إقطاعهم لم يقسم ولم يحصل لهم منها شيء والعسكر المذكور قد ارتحل وذهب فروجع في ذلك، وجاء الكتاب إلى الحاجب الكبير باستخلاص ما تأخر عند القاضي الشافعي والحنفي وغيرهما، تأخر عندهم بما التزموه بسبب الولاية نسأل الله الستر والسلامة.
وفي العشر الأول منه في رابعه سافر القاضي بدر الدين القدسي إلى القاهرة مرافقاً لابن سويدان الحاجب.
وفيه أيضاً ولي جمال الدين بن القطب نائب الحنفي الحسبة وعزل المصري النور بعد ما باشرها دون شهرين (*).
ويوم الأحد عاشره توفي الشيخ الفقيه المدرس العالم علاء الدين علي (1) بن محمود بن أبي بكر بن إسحاق بن أبي بكر بن سعد الدين بن جماعة، كذا رأيت نسبه بخط الإمام المصنف سراج الدين ابن الملقن المصري وكأنه أملاه عليه الحموي المعروف بابن القباني ولم يكن أبوه قبانياً ولكن كان يعرف بذلك وكان تاجراً كذا أخبرني به بعض أهل حماة وكانت وفاته قبل الظهر بنحو ساعتين وصُلي عليه بعد الظهر بنحو ساعتين أيضاً بالجامع ودفن بمقبرة الباب الصغير عند والده وكان والده قد قدم عليه من حماة من سنوات فمات في دمشق وناهز علاء الدين المذكور الستين وكان اشتغل بحماة ثم قدم دمشق في حدود الثمانين أو قبلها وولي إعادة البادرائية واستمر بها إلى حين وفاة الشيخ شرف الدين ابن الشريشي فنزل له عن
(*) جاء في حاشية الورقة (109 أ): وفيه بالغلاء توفي الشريف اللحفي من نواب النائب الشرقي وخلف بنتاً وزوج وإخوة وكان في سنة ثمان ماثة كما أرخنا سعى في وكالة بيت المال بالقاهرة ثم بطل أمره ..... السنجاري ثم بطل أمر ابن السنجاري وجاء فسكن بقاعة جامع تنكز من غربية.
(1)
تاريخ ابن قاضي شهبة 4/ 130، إنباء الغمر 4/ 171، الضوء اللامع 6/ 34 (101) شذرات الذهب 9/ 33.
تدريسها ..... دراهم معينة فباشرها إلى حين وفاته وكان ربما أمّ وخطب بالجامع نيابة ويقرأ قراءة حسنة في المحراب وكان له تصدر بالجامع ويفتي وينتمي إلى ابن جماعة، وكان طويلاً بعيد ما بين المنكبين وهو رجل حسن قليل الشر والغيبة حسن البشر مع الناس، أثنى الناس عليه في جنازته خيراً رحمه الله تعالى ونزل عن التدريس والتصدير لأولاده وجعل شهاب الدين الحلبي نائباً لهم بربع المعلوم وجعله وصياً مع القاضي علاء الدين بن عباس فيما بلغني وأبيعت كتبه في رابع عشري الشهر بالبادرائية.
ويومئذ آخر النهار وصل الأمير سودون زاداه الذي كان جاء بالبشارة بوصول السلطان ثم توجه إلى حلب وتلك النواحي فتأخر بسبب قضية التركمان ثم رجع في هذا الوقت ونزل بالقصر وأقام ثمانية أيام.
وآخر النهار وصل صُرُوق الأمير بأمان من ناحية القابون وكان من حين الوقعة لم يُدر ما فعل وتلقاه بعض الأمراء الكبار ونزل بالشرف الأعلى.
ويوم الثلاثاء تاسع عشره توجه شهاب الدين الحاجب إلى القاهرة مطلوباً مصاحباً للأمير سودون زاداه وجاء كتابه في العشر الأول من ذي الحجة أنه وصل ووقف بين يدي يشبك وأنه افتتحه بالسب وكان يهلك لولا رفيقه الأمير سودون المذكور ساعده حتى نجا.
ويوم الأربعاء العشرين منه حضر درس البادرائية ولد علاء الدين ابن مدرسها المتوفى وله نحو عشرين سنة وقد أشرف على حفظ المنهاج وغيره فيما بلغني وأوصى والده أن ينوب عنه وعن بقية اولاده شهاب الدين الحلبي فعملوا لولده الأكبر هذا درساً أول محضره في هذا اليوم وحضر عنده القاضي المالكي والقاضي شهاب الدين الملكاوي فيما بلغني.
ويومئذ حضر الفقيه عبد السلام قرابة الكفراوي بالحلبية شرقي الجامع وولي مشيختها عوضاً عن تدريس البادرائية المذكور، وحضرت عنده أنا والقاضيان الملكاوي وابن الزهري وطائفة.
ويومئذ عند العصر نقلت الشمس إلى برج الأسد في الساعة الحادية عشر وذلك في رابع عشر تموز.
ويوم الخميس حادي عشريه صُلي على جنازة شمس الدين محمد (1) بن عطاء الحنفي بعسر البول بمنزله عند رأس القنوات والتعديل وصُلي عليه بجامع يلبغا ودفن بالصالحية بتربة أقاربه وله نحو سبعين سنة على ما بلغني وكنت أظن سنه أصغر من ذلك فقيل لي أنه قال: أعرف تنكز، وقيل بل جاوز السبعين ولم يكن شيب لحيته غالباً وكان يتوكل للأمير ابن الجنبغا وزوجه بنت غزلوا وحصل مالاً ثم كان المتكلم بعدهما في تركتهما فأثرى وكثر ماله واشترى أملاكاً كثيرة وعمّر عمارات وكان يداخل ذوي الجاه وغيرهم وكان قبل ذلك يشهد ثم ترك ذلك حين استغنى وكان ينسب إلى مشترى الأوقاف، انقطع أياماً يسيرة فإني رأيته آخر يوم تلك الجمعة.
ويوم الجمعة تاسع عشريه توفي ناصر (2) الدين محمد بن خطيب المشهد علي بن أحمد بن عثمان بن أبي الحسن بن حازم بن أبي حازم البعلبكي يعرف بابن خطيب المشهد ببعلبك، بالصالحية ونودي له بالجامع الأموي بكرة، صُلي عليه بالطامع المظفري، قال لي ولده مولده سنة تسع وأربعين وأظنه جاوز الستين وكان جندياً وصار بريدياً ثم صار نائب مشد الأوقاف ثم ترك ذلك وصار يلبس الصوف الخشن على طريقة أهل الفقر وأقام بالمزة مدة ببستان بلدق وقرأت صحيح البخاري في رمضان ببستانه وجمع الناس يوم الختم وله مداخلة في الأمور، وكان عندي يوم السبت الماضي في محاكمة، لم ينقطع إلا أياماً يسيرة، مات بخانوق حصل له.
وفيه خلع على ابن الشهاب محمود بكتابة السر بطرابلس وعلى القرشي الموقع بنظر الجيش بها.
(1) تاريخ ابن قاضي شهبة 4/ 133.
(2)
تاريخ ابن قاضي شهبة 4/ 134.